ميشال عون للبنانيين : ارفعوا الصوت لكسب معركة التدقيق الجنائي

وأضاف عون في كلمته قائلا : نحن شعب جُبِل على المقاومة لينتزع حقه بالوجود وبالحياة . وأكد أنه باقٍ على وعده بحفر الصخر مهما تصلّب، لشق طريق الخلاص للوطن.

واعتبر عون أن لبنان اليوم هو أسير منظومة فساد سياسي، مالي، إداري مغطى بدروع طائفية والمذهبية والاجتماعية كما أنه أسير منظومة تمنع المحاسبة بالتكافل والتضامن، وتؤمّن ما يلزم من الذرائع والابتكارات لتخطّي القوانين وعرقلة تطبيقها

وتابع عون قائلا :" وطننا أسير اقتصاد ريعي قتل انتاجه وذهب به نحو الاستدانة ووضعه مجبراً في خانة الارتهان للدائنين وهو أسير قضاء مكبّل بالسياسة وبهيمنة النافذين."

وأضاف عون معتبرا أن لبنان أسير إملاءات وتجاذبات خارجية وارتهانات داخلية تجعل الاستقلال والسيادة والديمقراطية كلمات جوفاء.

وعن ملف الإصلاحات قال الرئيس عون إن الإصلاح وقيام الدولة هما رهن إرادة اللبنانيين داعيا للتعبير عنها.

وقال عون أن البداية لمعالجة الفساد هي بالتحقيق المالي الجنائي ومن ثم إقرار مشاريع قوانين الإصلاح والمحاسبة والانتظام المالي في مجلس النواب وفي مقدمها استعادة الأموال المنهوبة والمحكمة الخاصة بالجرائم المالية، والتحقيق التلقائي في الذمة المالية للقائمين بخدمة عامة.

وأكد عون أن قيام الدولة يجب التركيز على تحقيق الاكتفاء الاقتصادي، وهو حجر الأساس في بناء الاقتصاد الوطني والمستقل عن الخارج.

كما قال أنه يجب تحرير مؤسسات الدولة من نفوذ السياسيين والمرجعيات، لتصبح بدورها القرارات والتعيينات على أساس الكفاءة والنزاهة والاستحقاق والإنتاجيّة وبمعايير واحدة، وكلها متوافرة في جميع الطوائف.

أما عن دور الحكومة المقبلة فاعتبر عون أن الحكومة بانتظارها مهام إنقاذية فورية عاجلة ، أولها الإصلاحات البنيوية وإعادة إعمار بيروت، وتطوير خطة التعافي المالي وتطبيقها .

وعن انفجار مرفأ بيروت ونتائج التحقيق لفت عون أن العالم بأجمعه لا يزال ينتظر نتائج التحقيق بعد مرور 3 أشهر ونصف ودعا للاسراع في إظهار هذه النتائج معتبرا أنه من حق اللبنانيين عموما والمتضررين خصوصا معرفة الحقيقة ومحاسبة المجرم والمسؤول عن الانفجار .

وفي ملف مفاوضات ترسيم الحدود أكد عون تمسكه بكافة الحدود اللبنانية السيادية آملا أن تؤدي مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، الى استرجاع حقوق لبنان كاملة بالاستناد الى المواثيق الدولية.

وأسف عون خلال كلمته لموجة التطبيع العربية مع "اسرائيل" واعتبرها قبول ضمني بضياع القدس والجولان اضافة لإرتفاع وتيرة الضغوط الأميركية قبيل تسلم الادارة الجديدة، كما عودة روسيا الى ملف النازحين.

وعن تشكيل الحكومة اللبنانية تساءل عون قائلا :" أولم يحن الوقت لتحرير عملية تأليف الحكومة من التجاذبات، ومن الاستقواء والتستر بالمبادرات الانقاذية للخروج عن القواعد والمعايير الواحدة التي يجب احترامها وتطبيقها على الجميع كي يستقيم إنشاء السلطة الإجرائية وعملها؟

ودعا ميشال عون الى إطلاق حوار وطني لبحث ما تفرضه التحولات في المنطقة والعالم من تغيرات في جميع القطاعات السياسية والأمنية والدفاعية.

ووجه عون كلمة للعسكريين قائلا :أيها العسكريون، دوركم في هذه المرحلة محوري ليس فقط بحماية الحدود والدفاع عنها، إنما بصون الوحدة الوطنية التي يسعى كثيرون لضربها. هي مهمتكم الأساسية اليوم.

ووجه دعوة الى اللبنانيين للوقوف وقفة واحدة حقاً، للضغط حيث يجب ورفع لكسب معركة التدقيق المالي الجنائي، لأنها المعركة الأساس في إنقاذ لبنان.