سورية تدق ناقوس الخطر : إقرار خطة الطوارئ لمواجهة فيروس كورونا

تقارير وحوارات

إعلان خطة الطوارئ لمواجهة كورونا : سورية تدق ناقوس الخطر

حنين أسد

30 تشرين الثاني 2020 22:16

منذ بدء انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد ، اتخذت الجمهورية العربية السورية تدابير وقائية للحد من توسع رقعة الفيروس التاجي ، عبر الإغلاق التام لجميع المعابر الحدودية ، و تقليص عدد العاملين في القطاعين العام والخاص ، كذلك الحال في المرافق العامة من حدائق ، مقاهي ، صالات أفراح و عزاء و محال تجارية ، بالتزامن مع إعلان حكومة البلاد الحظر العام ، الذي حد من عملية التقارب الاجتماعي ، الذي أودع المواطنين في منازلهم آمنين .


إلا أن الوضع الاقتصادي القاسي الذي يعصف بالدولة السورية ، أجبرها على التراجع عما فرضته من قيود صحية ، في ظل اشتكاء المواطنين قلة حيلتهم في تأمين لقمة العيش ، لاسيما ممن يعملون في مجال البناء و الأعمال الحرة ، و المندرجين تحت نظام قانون المياومين .

مما أعاد الحياة إلى سابق عهدها ما قبل الوباء ، و هو ما أثر بالسلب على نسب الإصابة بالفيروس المستجد ، و التي بدأت بالتزايد تصاعديا منذ شهر تموز / يوليو الماضي و لا سيما في شهر أب / أغسطس حيث ارتفعت أعداد الأفراد المصابين بشكل ملحوظ ( بحسب نسب الإصابة اليومية المعلن عنها في البلاد ).

تزايد الإصابات بـ COVID 19 في سورية :


كما شهدت الإحصاءات زيادة في أعداد الوفيات المعلن عنها من قبل بعض النقابات ، منها الصحية و التعليمية ، في ظل أنباء عن أعداد أكبر من الواردة في التقارير الحكومية ، دون أي دلائل تشير على صحة ذلك .

و هي ما بدأت تتداول عبر المنصات الاجتماعية ، وتتناقل في الداخل السوري عن ألسن بعض الأطباء و المطلعين على القطاع الصحي .

إلا أن الوضع بدأ بالتفاقم عقب التحاق الطلبة و العاملين في المجال التعليمي ، بعد رصد عدد لا بأس به من المصابين بالعدوى ، توزعوا بين طلاب و معلمين ، في ظل عدم الالتزام بالتدابير الوقائية المتبعة للحد من انتشار COVID 19 ،

بالتزامن مع عدم تمكن القطاع التعليمي من تحديد نسب قليلة للطلاب في الشعبة الواحدة ، لعدة أسباب ، منها لجوء طلبة الداخل السوري للدراسة في محافظات أخرى ، على خلفية عدم استقرار الأوضاع الأمنية و فرض بعض فلول الإرهابيين السيطرة على بعض المناطق و إرهاب السكان .

و عليه بدأت بعض الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي ، إجراء استطلاعات رأي حول الإغلاق التام و إنهاء العام الدراسي و فرض حظر تجوال ، للحد من توسع رقعة الفيروس المستجد .

وهو ما استقطب العديد من النشطاء ، الذين أيدوا في مجملهم الالتزام بالتدابير الوقائية ، و لاسيما إغلاق المرافق التعليمية ، بغية حماية الأطفال و تجنب إصابتهم بعدوى الوباء .

لا سيما مع بدء فصل الشتاء و انخفاض درجات الحرارة ، و هو ما سيعزز من انتشار الوباء و تسجيل مستويات أعلى من الإصابات بالفيروس المستجد .

في ظل غياب الغاز و الكهرباء للتدفئة ، الأمر الذي يعزز من الإصابة بالأمراض بمعزل عن كورونا ، و يسهم في خفض مناعة الأفراد على اختلاف فئاتهم العمرية .

و التي بدأت تتفشى بين صفوف العاملين و طلبة العلم ، حيث تفاوتت درجاتها بين الرشح و الزكام والتهاب القصبات ، دون اتباع التدابير الاحترازية من قبل المرضى ، للحد من انتشار هذه الأمراض ، بين صفوف الأصحاء .

الأمر الذي أضعف الهيكل البشري السوري ، وقض مضجع جسده الغض المتعب من برد الشتاء بغياب سبل التدفئة ، وصولا إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية ، الذي حرمه الحصول على العديد من الأطعمة الغذائية المفيدة لكمال صحته ، من فواكه ، خضراوات و عصائر .

إعلان خطة الطوارئ بهدف التصدي لفيروس كورونا التاجي المستجد :


قبل أن تخرج وزارة الصحة السورية عن صمتها إزاء صحة الأخبار المتداولة حول توسع رقعة انتشار فيروس كورونا المستجد ، عبر إصدار بيان بعدة قرارات مهمة لمواجهة الوباء ، و إعلان الخطة B :

و التي تنص على إيقاف العمليات الباردة بشتى أنواعها في المستشفيات ، و استدعاء الكوادر الطبية المدربة للتعامل مع المصابين ، و تشغيل المستشفيات بالطاقة القصوى الكاملة ضمن الإمكانيات الموجودة .

بنود البيان :


إيقـاف العمليـات الباردة وانتقال كافة المشافـي للعمل وفق خطـة الطـوارئ B، مع تطبيق خطة استدعـاء الكوادر في حالة الطـوارئ وتشغيل المشافي بالطاقـة القصـوى وكامل القدرات والإمكانيات.

• ايقاف العمليات الباردة اعتباراً من 2 / 12 / 2020 مع استمرار العمل بالنسبة للحالات الاسعافي ه والعمليات الجراحية الخاصة بالأورام .

• انتقال كافة المشافي للعمل ضمن خطة الطوارئ B ، بحيث يتم التوسع ضمن أقسام المشفى لصالح مرضى الـ كورونا ورفد هذه الأقسام بالكوادر اللازمة المدربة مما ينعكس ايجابا على قبول كافة الحالات المشتبهة وعدم احالتها لمشافي أخرى إلا بعد التنسيق مع غرفة الطوارئ في الادارة المركزية

• تأمين مستلزمات القبول في أقسام العناية ( الإسعافية ، العامة ، القلبية العصبية ،الحروق ) بحيث يتم استثمارها لصالح مرض كورونا عند الضرورة القصوى مع اتخاذ الإجراءات المناسبة لقبول مرض العناية العاديين في بقية أقسام العناية

أي في حال قبول مرضى كورونا في قسم العناية العامة يتم عندها قبول مرضى العناية العامة في قسم العناية العصبية أو عناية الحروق وهكذا كل مشفى حسب الإمكانيات وسياسة العمل الخاصة بها.

تطبيق خطة استدعاء الكوادر في حالة الطوارئ وتشغيل المشافي بالطاقة القصوى وكامل القدرات والإمكانيات.

• مراجعة خطة التزويد بالأوكسجين بحيث تضمن استمرار العمل بالحد الأقصى المطلوب و تأمين مصادر بديلة واحتياطية واجراء الصيانة المطلوبة .

• التنسيق المستمر مع غرفة الطوارئ والتأكيد على ضرورة ارسال البيانات اليومية المطلوبة بالسرعة الكلية.


عقب صدور البيان من وزارة الصحة السورية ، انطلقت شائعات حول إمكانية إقرار الإغلاق التام ، إلا أن حكومة البلاد لم تعلق على الأخبار المتداولة في هذا الخصوص ، و لم تقر الإغلاق العام بعد .

النهضة نيوز