أبحاث تربط بين الغضب بالالتهاب المسبب للأمراض المزمنة و الخطيرة

وتوصلت الأبحاث إلى أن الشعور بالغضب يمكن أن يكون ضاراً للغاية بالصحة الجسدية في سن الشيخوخة، وذلك لأنه يرتبط بمستويات أعلى من الالتهاب في الجسم، مما يسبب بعض الحالات الصحية المزمنة مثل السرطان والتهاب المفاصل وأمراض القلب.

وفي الوقت نفسه، من المدهش أن الحزن ليس مرتبطا بمستويات أعلى من الالتهاب في الجسم مقارنة بالشعور بالغضب.

أسباب الغضب

وبدورها قالت المؤلفة الرئيسية للدراسة ميغان بارلو: "مع تقدم معظم الناس في العمر، لا يمكنهم ببساطة القيام بالأنشطة التي كانوا يقومون بها من قبل، أو قد يعانون من فقدان شريك حياتهم أو انخفاض في حركتهم الجسدية ويمكن أن يشعروا بالغضب بسهولة، وأظهرت دراستنا أن الغضب يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة، في حين أن الحزن ليس كذلك".

تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة شملت 226 من كبار السن الذين كان الباحثين يقومون بسؤالهم عن مدى شعورهم بالغضب أو الحزن خلال فترة أسبوع واحد، ثم تم اختبار مستويات الالتهاب التي يعانون منها باستخدام عينات الدم.

وأوضح الدكتور كارستن فروش، المؤلف المشارك في الدراسة: "لقد وجدنا أن الشعور بالغضب يوميا كان مرتبطا بمستويات أعلى من الالتهاب المسبب للأمراض المزمنة لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاما أو أكثر، ولكن ليس لكبار السن الأصغر سنا. ومن ناحية أخرى، لم يكن الحزن مرتبطا بالتهاب أو أي مرض مزمن".

وبحسب الدراسة، قد يكون الحزن مفيداً أيضاً، بمعنى أنه يساعد الأشخاص على الانسحاب من الأنشطة التي لم يعد بإمكانهم المشاركة فيها، وهو أمر مهم لكبار السن بسبب ضعف أجسادهم، وبالمقارنة، فإن الغضب يحفز وينشطهم على المخاطرة.

وأوضحت بارلو: "إن الغضب يعتبر عاطفة تنشيطية، وذلك لأنه يمكن أن يساعد في تحفيز الناس على السعي وراء أهدافهم في الحياة. لذلك، قد يكون كبار السن الأصغر سنا قادرين على استخدام هذا الغضب كوقود للتغلب على تحديات الحياة والخسائر المرتبطة بالتقدم في العمر مما يمكن أن يحافظ على صحتهم، في حين أن الغضب يصبح مشكلة كبيرة بالنسبة للبالغين بمجرد بلوغهم سن الثمانين، لأنهم يكونون في حالة سيئة بعد أن تعرضوا للكثير من الخسائر التي لا يمكن تعويضها، وتصبح بعض ملذات الحياة بعيدة المنال".