دراسة تكشف العلاقة بين خفقان القلب ومرحلة انقطاع الطمث

علوم

دراسة تثبت أن خفقان القلب يعتبر أمرا شائعا خلال مرحلة انقطاع الطمث

11 كانون الأول 2020 17:01

يلاحظ أن النساء المتقدمات في العمر غالباً ما يعانين من تسارع في دقات القلب وخفقانه، فهل هي علامة على مشاكل في القلب والأوعية الدموية أم أنها من أعراض انقطاع الطمث الطبيعية؟


بدورها قالت الدكتورة جانيت كاربنتر مؤلفة دراسة نشرت حديثاً، أن دراستها الجديدة تظهر أن الخفقان يمثل مشكلة مزعجة لما نسبته 25٪ من النساء أثناء فترة مرحلة انقطاع الطمث، لكن خفقان القرب أو تخطي ضربات القلب كانت موضوع بحث قليل جداً من قبل.

أعراض انقطاع الطمث

وقالت الدكتورة كاربنتر وهي عميد مشارك للبحوث في كلية التمريض بجامعة إنديانا في إنديانابوليس: "لسنا متأكدين حقاً من حقيقة خفقان القلب في هذه الفترة العمرية الحرجة، ولسنا متأكدين مما إذا كانت النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة بحاجة إلى إجراء فحص للقلب أم لا، وهذا شيء نأمل أن نتعلم المزيد عنه في هذا الدراسة وفي الدراسات المستقبلية".

وتجدر الإشارة إلى أن الغرض الرئيسي من دراسة كاربنتر هو التحقيق في حقيقة مسألة خفقان القلب لدى النساء في مرحلة انقطاع الطمث، وذلك من خلال تحليل البيانات المأخوذة من التجارب السريرية التي أجريت سابقا حول صحة انقطاع الطمث.

خلال الدراسة الجديدة، سجل فريق كاربنتر حدوث مشكلة خفقان القلب لدى النساء خلال الأسبوعين الماضيين من بدء الدراسة معتمدين على الابلاغ الذاتي.

وكانت احتمالات إبلاغ النساء عن حدوث خفقان القلب أعلى بين النساء اللواتي يعانين من الأرق والاكتئاب والتوتر، وفي هذه المجموعة الفرعية، أبلغ ما يقرب من 34٪ من النساء عن خفقان القلب.

العلاقة بين انقطاع الطمث وعدم انتظام ضربات القلب

وقالت كاربنتر أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الحالة الصحية المرتبطة بعضلة القلب تعكس التغيرات التي يمكن رؤيتها في مخطط رسم حركة نبض عضلة القلب الكهربائية، أو إذا كانت ناجمة عن عدم انتظام ضربات القلب أو إذا ما كانت مجرد أحاسيس وحالة عابرة ليس إلا.

وأضافت: " أعتقد أنه إذا لم يكن للأمر علاقة بجودة الحياة ولم تكن مرتبطة ببعض هذه الأعراض الأخرى، وكان ربع النساء فقط قد عانين من الأمر، فقد نقول: حسناً، ربما هذه الحالة الصحية ليست أمراً خطيراً. لكنني أعتقد أنه بناء على النتائج التي توصلنا إليها، فإن النتائج الواردة في هذه الدراسة تحفزنا حقاً على إجراء المزيد من الأبحاث حول هذا الأمر، حيث أنني أشعر أننا في منطقة قد نكتشف فيها شيئا مهما حقا يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا في حياة المرأة".

بالإضافة إلى ذلك، اقترحت كاربنتر أن النساء في مرحلة انقطاع الطمث يمكنهن تتبع خفقان القلب والتحدث مع مقدم الرعاية الصحية عنها، مع الانتباه إلى الأعراض الأخرى التي قد تكون مرتبطة باضطراب نظم القلب، مثل الدوخة أو ضيق التنفس.

ومن جانبها قالت الدكتورة ستيفاني فوبيون، المديرة الطبية لجمعية سن اليأس في أمريكا الشمالية: "يمكن أن تعاني النساء من مجموعة من الأعراض أثناء مرحلة انقطاع الطمث، بما في ذلك اضطرابات النوم وتقلبات المزاج وآلام المفاصل، كما أن الهبات الساخنة والتعرق الليلي يمكن أن تحدث لهن بسبب التغيرات الهرمونية والجسدية التي تطرأ على الجهاز العصبي المركزي والمحيطي".

وأشارت الدكتورة فوبيون إلى أن هذا يمكن أن يكون أيضاً سبباً لحدوث خفقان القلب، خاصة وأن أعراض القلق شائعة إلى حد ما في سن اليأس، ويمكن أن تسهم في هذه الأحاسيس والحالة الصحية القلبية.

وأضافت فوبيون أنه في معظم الأحيان، لا يرى الأطباء امرأة تعاني من خفقان القلب بشكل منفصل، ولكن بشكل مصاحب لبعض الأعراض الأخرى.

وقالت فوبيون: "لا نفترض بالضرورة أن الأمر كله يتعلق بانقطاع الطمث. وغالباً ما نعمل على تأهيل تلك النساء لأمراض القلب بسبب هذه الأعراض. وأما أعتقد أننا نلحق الضرر بالنساء عندما نقول لهن أن هذه الأعراض مرتبطة بالقلق أو بأمراض القلب فقط. بالإضافة إلى أنني أعتقد أنه يمكن التحكم في هذه الحالة الصحية القلبية، وبمجرد التأكد من عدم وجود أمراض القلب الهيكلية أو عدم انتظام ضربات القلب، يمكن علاج هذه الأعراض بسهولة وبشكل تام أيضاً. وعلى الرغم من أننا لا نعرف ما إذا كان العلاج بالهرمونات يعالج هذه الأعراض على وجه التحديد، لكنه يميل إلى معالجة أعراض انقطاع الطمث على مستوى العالم. لذلك، غالباً ما نلاحظ أن هذه الأعراض تختفي بشكل متناقل عندما نخضع النساء في هذه المرحلة العمرية إلى العلاج الهرموني".

كما وأوضحت فوبيون أن تغييرات نمط الحياة، بما في ذلك تجنب زيادة الوزن، والحفاظ على نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتجنب الإفراط في تناول الكحوليات أو الكافيين، يمكن أن تساعد أيضا في علاج أعراض انقطاع الطمث الحرجة مثل خفقان القلب وغيرها.

وأشارت فوبيون إلى تقرير نشرته جمعية القلب الأمريكية في شهر نوفمبر المنصرم، والذي أظهر أن انقطاع الطمث يمثل خطرا على صحة عضلة القلب والأوعية الدموية.

قالت: "إن هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها منظمة كبرى مثل جمعية القلب الأمريكية بأن انقطاع الطمث وفقدان هرمون الاستروجين يسببان مخاطرا على عضلة القلب والأوعية الدموية. ولذلك، فإنني أعتقد أنه من المهم للغاية أن تفهم النساء أن هذه هي المرحلة العملية الحرجة التي تزداد فيها المخاطر بالفعل، وأنهن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لتقليل المخاطر بشكل جاد".

النهضة نيوز