كيفية التعامل مع حزن فقدان من تحب

منوعات

هل فقدت عزيزاً في 2020 .. بهذه الطرق تتغلب على حزنك

16 كانون الأول 2020 11:44

فقدان أحد الأحباء، سواء أكانوا من أفراد العائلة أم لا، ليس بالأمر السهل على الإطلاق، ففي حين أن الموت يمكن أن ينهي الحياة، لكنه لا ينهي الارتباط أو الحالة الشعورية التي تربطك بالشخص الراحل عاطفياً.


وعلى الرغم من أن الحزن جزء لا مفر منه من الحياة ويعتبر عملية شفاء فريدة لكل فرد، إلا أن الحزن ليس له طريقة في التأثير على عقلك وعواطفك فحسب، بل وعلى صحتك أيضاً.

الحزن على فقدان الشريك

وفي عام 2020، وهو عام تميز بتفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، ازداد الفقد والحزن على مستوى العالم. وربما يكون من المهم الآن فهم كيف يؤثر الحزن على صحتك وكيفية التعامل معه بطريقة لا ترتبط بذاكرة وحياة من تحب فحسب، بل وتساعدك إكمال بقية حياتك أيضاً.

• كيف يؤثر الحزن على صحتك؟

درس الباحثون الحزن وعملية تأثيره علينا لعقود من الآن، وأصبحت الآثار الطبية والنفسية والاجتماعية للحزن نتيجة لذلك معروفة جيداً. حيث تشير دراسة نشرت في مجلة Psychosomatic Medicine في عام 2019 إلى أن معدلات الاعتلال والوفيات بعد وفاة أحد الأحباء تميل إلى الزيادة بشكل مضطرد.

وأشارت هذه الدراسة إلى أنه في الأربعين عاما الماضية أو نحو ذلك، لاحظ العلماء أن الشعور بالحزن الشديد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بآليات عمل الغدد الصماء والجهاز المناعي والقلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي، وهو ما يفسر سبب شعور أولئك الذين يشعرون بالحزن الشديد على فقدان شخص عزيز عليهم بمجموعة واسعة من الأعراض الفسيولوجية والنفسية سواء أكانت على المدى القصير أو الطويل.

وبحسب دراسة أخرى نشرت في مجلة Harvard Health Publishing، فإن الحزن ينقسم إلى نوعين:

1- الحزن الحاد:

وهو ما يمر به معظم الناس، ويستمر لمدة 6-12 شهرا بعد خسارة شخص تحبه. وعادة ما يتم التعامل مع الحزن الحاد في غضون هذا الإطار الزمني، وبالتالي يكون له آثار قصيرة المدى على صحتك.

والتي تشمل الإجهاد المزمن، المعروف بكونه أحد أكثر سمات الحزن الحاد شيوعاً، ويترافق مع الاكتئاب واضطراب النوم أو الأرق والغضب والمرارة والقلق وفقدان الشهية وألم غير محدد في الجسم.

2- الحزن المستمر:

الحزن المستمر هو النوع الذي يستمر لأكثر من 12 شهر، ومن المرجح أن يكون له تأثير مدمر طويل المدى على صحتك. حيث أن هذا النوع من الحزن لا يرتبط بجميع أعراض الحزن الحاد فحسب، ولكن نظراً لأنه طويل الأمد، فإن آثاره الصحية على الجسم والعقل تكون أكثر تدميراً بكثير من الحزن الحاد.

كما أنه لا يمكن التعامل مع هذا النوع من الحزن إلا بأساليب أكثر تنظيما واحترافية مثل العلاج السلوكي المعرفي وعلاج الحزن المعقد واستراتيجيات الدعم التي يمكن أن تساعد في إدارة الألم وضغوط الفقد بشكل أفضل.

كيفية التغلب على الحزن

• كيف تتغلب على الحزن؟

بالنظر إلى هذا التأثير العميق الذي يتركه الحزن على صحتك، فإن التعامل مع الحزن بالطريقة الصحيحة أمر بالغ الأهمية. حيث تقول عيادة كليفلاند أن الحزن يمكن أن يؤدي في كثير من الأحيان إلى دوامة غير صحية، وبالتالي من المهم التعامل معه بشكل جماعي، بدلاً من محاولة القيام بذلك بمفردك.

فيما يلي بعض طرق التعامل مع الحزن التي يمكنك استخدامها:

1- لا تنعزل:

في حين أنه من الطبيعي أن تشعر بالوحدة بعد خسارتك لشخص تحبه، فمن الأهم ألا تنعزل تماماً، وذلك لأنه يمكن أن تجعل العزلة مشاعرك وصحتك أسوأ.

2- كن لطيفاً:

تقبل مشاعرك ولا تحكم على نفسك بسبب الحزن أو الشعور بأي مشاعر أخرى. فليس عليك بالضرورة أن تحافظ على تماسكك خلال هذا الوقت، ولكن خذ وقتك لمعالجة مشاعرك والتعامل معها بلطف وعقلانية.

3- الحصول على مزيد من الراحة:

يمكن أن تكون الصدمة والتوتر الناجمين عن الخسارة مرهقين جسديا وعاطفياً، ومن الطبيعي للغاية أن تشعر بالتعب أو الإرهاق. لذلك، من المهم أن تحصل على قسط من الراحة والنوم أكثر مما تفعل عادة لمنح نفسك وقتا للتعافي من حزنك عاطفياً وعقلياً وجسدياً.

4- لا تقم بتجويع نفسك:

في حين أن الطعام قد لا يكون في صدارة تفكيرك عندما تفقد شخصا عزيزا عليك، إلا أنه من المهم الحفاظ على مدخولك الغذائي للحفاظ على مستويات الطاقة والمناعة لديك، حيث يمكنك أن تتناول الفاكهة والخضروات والحبوب والمكسرات والبذور، ولا تنسى أن ترطب جسمك بشرب كمية كافية من الماء أيضاً.

5- مارس التمارين الرياضية:

اذهب في نزهة أو مارس الجري أو التأمل أو القيام ببعض تمارين اليوجا أو ممارسة أي تمرين رياضي آخر يمكن يجلب لك السعادة، حيث أن ذلك لن يساعد جسمك على الشعور بنشاط أكبر فحسب، بل وسيساعد عقلك على الشعور بالتحسن أيضاً.

6- تطلع إلى الأمام:

يمكن أن تشعر بالإرهاق الشديد عندما تفكر أو تحاول المضي قدماً. لذلك، ضع لنفسك بعض الأهداف الصغيرة وقصيرة المدى والقابلة للتحقيق في البداية، واعمل على تحقيقها، وذلك لن يساعدك في العودة إلى الروتين فحسب، بل وسيولد لديك الشعور بالأمل في المستقبل أيضاً.

النهضة نيوز