أظهرت دراسة جديدة كيف يمكن للآباء المهتمين والمشاركين أن يعززوا الصحة العقلية وسلوك أبنائهم المراهقين، وخاصة في الأسر ذات الدخل المنخفض.
وشملت الدراسة 5000 طفل أمريكي ولدوا بين عامي 1998 و2000، وحصلت على بيانات حول اهتمام آبائهم بهم ومشاركتهم إياهم في حياتهم وتجاربهم بين سن 5 و15 عام، كما وشملت أنشطة مثل التغذية واللعب والقراءة والمساعدة في الواجبات المنزلية وتوفير المواد غير النقدية، مثل الملابس والألعاب والطعام وغيرها من الضروريات.
اهتمام الآباء يمكن أن يعزز الصحة العقلية والسلوكية لدى المراهقين
بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثون بتقييم المشكلات السلوكية والعاطفية لدى الأطفال، بما في ذلك البكاء والقلق والقتال والتنمر والتسرب المدرسي (التغيب عن الدراسة).
وكان المراهقون الذين أولى آباؤهم اهتماما أكبر بهم يعانون من مشاكل سلوكية وعاطفية أقل، وذلك للدراسة التي أجرتها جامعة روتجرز ونيو برونزويك، والتي نشرت مؤخراً في مجلة Social Service Review العلمية.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن وجود المزيد من الاهتمام والمشاركة من قبل الآباء في الأسر ذات الدخل المنخفض يمكن أن يساعد في تعزيز الصحة العقلية لأطفالهم إلى مستويات مماثلة لتلك الخاصة بالأطفال من العائلات الأكثر ثراء.
وقالت المؤلفة الرئيسية الدراسة، لينا نيبومنياشي، الأستاذة المشاركة في قسم العلوم الاجتماعية بالجامعة: "في المتوسط، يميل الأطفال في الأسر ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض إلى إظهار زيادة في مشاكل السلوك، وتكون لدى آبائهم مستويات اهتمام ومشاركة أقل من تلك الموجودة في الأسر ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي الأعلى بشكل عام".
اهتمام الآباء بأبنائهم
كما وأضافت أن الآباء ذوي المستويات التعليمية المنخفضة والوظائف الأقل مهارة والأجور المتدنية قد يجدون صعوبة في لعب دور مهم في حياة أطفالهم بسبب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها الكثير من الناس على مدى العقود الأخيرة الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، أشار مؤلفو الدراسة إلى أن هذه التغييرات أدت إلى فقدان وظائف التصنيع، وتراجع قوة النقابات، وضعف سياسات العدالة الجنائية المرتبطة بارتفاع معدلات السجن، لا سيما بين الرجال الملونين وخاصة ذوي البشرة السوداء.
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن صانعي السياسات والباحثين والجمهور بحاجة إلى الضغط من أجل الوصول إلى تشريع يفرض سياسات الأجور والتوظيف والعدالة الجنائية التي تمنح الرجال ذوي الدخل المنخفض المزيد من الفرص لقضاء الوقت مع أطفالهم وتحسين حالتهم النفسية والعاطفية والسلوكية.
النهضة نيوز