حرائق الغابات تدمر منتزه بانتانال الوطني في البرازيل

قال فينيسيوس سيلجيرو ، منسق الاستخبارات الإقليمية في معهد سنترو دي ڤيدا، أن حجم الضرر مدمر، وأنه من المستحيل فهم تأثيره بالكامل حتى الآن لكنه قام بالحد الأدنى بتعطيل التوازن بطريقة عميقة.

تمتد حديقة بانتانال الوطنية على حوالي 135000 هكتار عبر البرازيل، وكانت المنطقة تحت الحماية الفيدرالية لما يقرب من أربعة عقود ، مع تقييد الدخول إلى المتنزه بشكل صارم في محاولة لحماية تنوعها البيئي الغني.

تقع الحديقة في منطقة بانتانال ، وهي أكبر الأراضي الرطبة الاستوائية في العالم ، وتمتد على مساحة تقارب 210.000 كيلومتر مربع عبر البرازيل وبوليفيا وباراغواي. وهي موطن لثاني أكبر عدد من الجاغوار في العالم وتوفر موطناً لعشرات الأنواع المهددة بالانقراض ، مثل الببغاءات وغيرها. 

تغمر الأمطار الغزيرة البانتانال في العادة بين تشرين الاول ونيسان، وتحولها إلى متاهة من المستنقعات والجداول لكن الجفاف الذي طال أمده تسبب في كارثة للمنطقة ، حيث أدت درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاتية إلى جعل الأراضي الجافة شديدة التأثر بالحرائق.

وأكد سيلجيرو أن موسم الجفاف هذا العام كان شديداً جداً مما خلق الظروف المثالية للحرائق حيث أصبح الغطاء النباتي قابلاً للاشتعال. 

استهلكت الحرائق حتى الآن ما يقرب من 4.5 مليون هكتار - أي ما مجموعه حوالي 30 ٪ من منطقة بانتانال الطبيعية، وهذا ما يقرب من 22 ضعف المساحة المفقودة بين عامي 2000 و 2018 ، حيث أضيفت حرائق هذا العام الشديدة إلى الأضرار التي حدثت بالفعل في عام 2019 ، عندما اجتاحت النيران مئات الآلاف من الهكتارات عبر بانتانال.

ويقول المختصون أن الوضع في بانتانال يرقى إلى مستوى كارثة غير مسبوقة من جهة مدى التأثير على الحيوانات والنباتات، كما تقول مصادر محلية إن الحرائق الشديدة مشتعلة منذ شهر آب، حيث اجتاحت النيران مساحات شاسعة في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية والشرقية والجنوبية والغربية من منطقة الحماية الشاسعة.

لم يتضح بعد تأثير حرائق هذا العام غير المسبوقة، لكن دعاة حماية البيئة يقولون إن بانتانال ستعاني على الأرجح من الأضرار لعقود، ومن المحتمل أن تقضي على أنواع نادرة من الحيوانات وتترك الحيوانات الأخرى بدون موطن. 

وأكد سيلجيرو أنه ستكون بعض المناطق قادرة على التعافي بسرعة،لكن بعض المناطق الأخرى ستكافح كثيراً من أجل التعافي.