منظمة الصحة العالمية: مصير فيروس كورونا أنه سيصبح مستوطناً دائما في كوكبنا

منظمة الصحة العالمية: جائحة فيروس كورونا ليست الجائحة الأكبر وعلينا التعايش معها منظمة الصحة العالمية: جائحة فيروس كورونا ليست الجائحة الأكبر وعلينا التعايش معها

حذر خبراء منظمة الصحة العالمية من أنه على الرغم من أن جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد كانت شديدة للغاية، إلا أنها ليست بالضرورة " الوباء الأخطر والأكبر"، وأنه سيتعين على العالم تعلم كيفية التعايش مع فيروس كورونا.


وقال البروفيسور ديفيد هيمان، رئيس المجموعة الاستشارية الاستراتيجية والتقنية لمنظمة الصحة العالمية للمخاطر المعدية، أن مصير فيروس كورونا الطبيعي هو أن يصبح وبائيا، حتى مع بدء طرح اللقاحات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.

كما وقال هيمان في الإحاطة الإعلامية النهائية لمنظمة الصحة العالمية لعام 2020: " كان العالم يأمل في الحصول على مناعة للقطيع، وأن ينخفض انتقال العدوى بطريقة ما إذا أصبح هناك عدد كاف من الأشخاص المحصنين".

مناعة القطيع

لكن هيمان، وهو متخصص في علم الأوبئة بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي أيضاً، قال أن مفهوم مناعة القطيع قد أسيء فهمه للأسف.

وقال: " يبدو أن مصير فيروس كورونا التاجي المستجد هو أنه سيصبح مستوطناً دائما في كوكبنا، كما هو الحال مع أربعة فيروسات تاجية بشرية أخرى، وأنه سيستمر في التحور أثناء تكاثره في الخلايا البشرية، خاصة في المناطق التي يكون فيها تفشي أكثر كثافة. ولكن لحسن الحظ، لدينا أدوات لإنقاذ الأرواح، وستسمح لنا هذه الأدوات جنبا إلى جنب مع الصحة العامة الجيدة بتعلم كيفية التعايش مع فيروس كورونا".

كما وقال رئيس برنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، الدكتور مارك رايان: "السيناريو المحتمل هو أن الفيروس سيصبح فيروساً مستوطناً آخر وسيظل يشكل تهديداً معيناً، لكنه يمثل سيكون تهديداً منخفض المستوى للغاية في ظل وجود برنامج تطعيم عالمي فعال".

وأضاف الدكتور مارك رايان: " يبقى أن نرى مدى جودة تناول اللقاحات، ومدى اقترابنا من مستوى التغطية الذي قد يتيح لنا الفرصة لنشرها حول العالم، كما أن وجود لقاح لفيروس كورونا وإن كان ذو فعالية عالية، لا يضمن القضاء على مرض معدي أو القضاء عليه بالكامل، فهذا معيار مرتفع للغاية بالنسبة لنا حتى نتمكن من تجاوزه".

لقاحات فيروس كورونا

كما وقال مارك رايان أن هذا هو السبب في أن الهدف الأول للقاح كان إنقاذ الأرواح وحماية المستضعفين، مضيفاً: "بعد ذلك سنتعامل مع فكرة القدرة على القضاء على هذا الفيروس أو وقف تفشيه".

بالإضافة إلى ذلك، حذر ريان من أن الوباء القادم قد يكون أكثر حدة، وأن جائحة فيروس كورونا ليس الوباء الأخطر كما يتصور الناس، حيث قال:" لقد كان هذا الوباء شديداً للغاية، فقد أثر على كل ركن من أركان هذا الكوكب. ولكنه ليس بالضرورة الوباء الأكبر والأخطر الذي واجهته أو ستواجهه البشرية".

وأضاف الدكتور مارك ريان: "إن هذه دعوة لليقظة، فنحن نتعلم الآن كيف نفعل الأشياء بشكل أفضل، وعلى الرغم من أن العلوم واللوجستيات والتدريب والحوكمة وكيفية التواصل بشكل أفضل قد أصبحت قيد التطوير منذ بدء هذه الجائحة الفيروسية، إلا أن كوكبنا هش وضعيف".

وأوضح "نحن نعيش في مجتمع عالمي معقد بشكل متزايد، مما يعني أن مثل هذه التهديدات ستستمر في الظهور، وإذا كان هناك شيء واحد يجب أن نتعلمه من هذا الوباء، مع كل المأساة والخسارة التي تكبدتها البشرية وما زالت حتى الآن، هو أننا بحاجة إلى العمل معا وإلى تكريم أولئك الذين فقدناهم من خلال تحسين ما نفعله كل يوم".

كما وقالت كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة سوميا سواميناثان، في الإحاطة الإعلامية أن التطعيم ضد فيروس كورونا لا يعني أن إجراءات الصحة العامة مثل التباعد الاجتماعي يمكن أن تتوقف في المستقبل".

الوقاية من فيروس كورونا

وأشارت إلى أن الدور الأول للقاح سيكون منع ظهور أعراض المرض الشديدة وتقليل عدد الوفيات، ولكن ما إذا كانت اللقاحات ستقلل أيضاً من عدد الإصابات أو تمنع الأشخاص من نقل الفيروس، فلا يزال يتعين رؤية تأثير ذلك أيضاً.

وقالت الدكتورة سواميناثان: "لا أعتقد أن لدينا دليلاً على أن أي من اللقاحات فعال للغاية لنتأكد من أنها ستمنع الناس من الإصابة بالعدوى ووقف نشرها تماماً. لذلك أعتقد أننا بحاجة إلى افتراض أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم يحتاجون إلى اتخاذ نفس الاحتياطات أيضاً".

بالإضافة إلى ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن نهاية العام تعتبر مناسبة للتفكير في الخسائر التي خلفها الوباء، ولكن أيضاً للاحتفال بالتقدم المحرز الذي حققته البشرية، مشيراً إلا أن العام المقبل سيشهد انتكاسات جديدة وتحديات جديدة.

وأضاف تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "فالسلالات الجديدة من فيروس كورونا على سبيل المثال تعتبر تحدياً جديداً، ومساعدة الأشخاص الذين سئموا الوباء يجب أن يستمروا في مكافحته بعد أن قطعنا آفاقا جديدة، ليس أقلها التعاون الاستثنائي بين القطاعين العام والخاص في هذا الوباء".

وأشار تيدروس أدهانوم غيبريسوس في الأسابيع الأخيرة، بدأ طرح لقاح آمن وفعال ضد فيروس كورونا في عدد من البلدان، وهو إنجاز علمي مذهل. إن هذا رائع، لكن منظمة الصحة العالمية لن تهدأ حتى يتمكن المحتاجون في كل مكان حول العالم من الحصول على اللقاحات الجديدة وحمايتهم من الفيروس".

صحيفة الغارديان