علوم

باحثون: وجود صلة بين انقطاع الطمث و زيارة مخاطر الإصابة بفيروس كورونا

1 كانون الثاني 2021 17:23

هناك العديد من الدراسات المستمرة في ظل استمرار تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، و التي تستهدف العديد من جوانب حياتنا المختلفة لتحديد كل ما يتعلق بالفيروس التاجي القاتل في محاولة حثيثة للحد من مخاطره و القضاء عليه و الوقاية منه. و قد دفعت الأبحاث التي أجرتها جامعة كينجز كوليدج في لندن إلى اعتقاد بأن النساء في سن اليأس أكثر ميلا للإصابة بأعراض خطيرة جراء الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد.

و قد كان الأساس المنطقي وراء الدراسة هو استكشاف ما إذا كان هرمون الاستروجين الأنثوي له تأثير وقائي من الإصابة بالأعراض الشديدة للإصابة بفيروس كورونا، و قد استند هذا إلى الملاحظة التي مفادها أن "الرجال و النساء الأكبر سنا قد ثبت أنهم أكثر عرضة لخطر أعراض الإصابة الشديدة مقارنة بغيرهم".

فخلال الدراسة، جمع العلماء معلومات من دراسة حول أعراض الإصابة بفيروس كورونا تم نشرها بتاريخ 24 مارس 2020، و التي قام بها كل من جامعة كينجز كوليدج في لندن و شركة زوي جلوبال ليميتد الطبية، بالإضافة إلى بيانات كم قاعدة سجلات الأعراض التي تم الإبلاغ عنها ذاتيا من قبل عامة الناس للسلطات الصحية.

و تم مقارنة البيانات و ربطها بمدى تعرض النساء في فترة انقطاع الطمث " سن اليأس " لأعراض خطير جراء الإصابة بفيروس كورونا، كما تم قياس شدة المرض بناء على متطلبات الحضور إلى المستشفى أو الحاجة إلى الدعم التنفسي و استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي.

بالإضافة إلى ذلك، تم النظر في تأثير حبوب منع الحمل المركبة (COCP) فيما يتعلق بآثارها على أعراض الإصابة بفيروس كورونا، و اختبارات الفيروس الإيجابية و شدة الأعراض، كما و تم فحص استخدام العلاج بالهرمونات البديلة (HRT) في النساء بعد انقطاع الطمث و علاقتها بأعراض فيروس كورونا.

و بحسب ما قاله الباحثون، كان هناك 152637 امرأة ممن يعانين من حالة انقطاع الطمث مشمولات في الدراسة، بالإضافة إلى 295689 امرأة تناولن حبوب منع الحمل و 151193 امرأة قمن بالعلاج بالهرمونات البديلة. و قد تم الأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل الأخرى مثل العمر و التدخين و مؤشر كتلة الجسم ( الوزن ).

ووجدت نتائج الدراسة أن النساء بعد انقطاع الطمث، و اللائي تتراوح أعمارهن بين 40 و 60 عام، كان لديهن معدل أعلى للتعرض لأعراض خطيرة جراء الإصابة بفيروس كورونا أكثر من المتوقع. علاوة على ذلك، كان هذا الاتجاه متسقا مع نتائج اختبار فيروس كورونا الإيجابية و شدة الأعراض المرضية لدى النساء المصابات بالمرض في سن اليأس (مرحلة ما بعد انقطاع الطمث). في حين كان لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 45 عاما ، و اللواتي تناولن حبوب منع الحمل، عدد "أقل بكثير" من أعراض فيروس كورونا الخطيرة المبلغ عنها ذاتيا. بينما لم تظهر النساء في مرحلة الطمث و اللواتي خضعن للعلاج بالهرمونات البديلة ارتباطات متسقة ، و هذا يعني أنه كانت هناك بيانات مختلطة حول ما إذا كان العلاج بالهرمونات البديلة توفر بعض الحماية ضد عدوى فيروس كورونا أو تؤثر على شدة أعراضها.

و مع ذلك، خلص الباحثون إلى أن النتائج التي توصلوا إليها تدعم فكرة أن هرمون الاستروجين له تأثير وقائي من فيروس كورونا شدة أعراضه المرضية بالنسبة للنساء. و فيما يتعلق ببيانات العلاج بالهرمونات البديلة، قال الباحثون إن هناك "نقص في البيانات" عن نوع العلاج و طريقة الحصول عليه و مدة العلاج و الأمراض و الأعراض المصاحبة المحتملة للخضوع لمثل هذه العلاجات الهرمونية.

و لهذا السبب، قرر فريق الباحثين أن الارتباطات الخاصة بالخضوع للعلاج بالهرمونات البديلة و شدة خطورة أعراض الإصابة بفيروس كورونا يجب "النظر فيها بحذر" .

تجدر الإشارة إلى أنه مع دخول النساء سن اليأس، تنخفض مستويات هرمون لديهن، و هو ما اكتشف العلماء الآن أنه يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد و التعرض لأعراض إصابة أكثر خطورة .

المصدر: صحيفة الديلي إكسبرس