باحثون يكشفون الالتهابات المصاحبة للسمنة وسبب حدوثها

باحثون يكتشفون خلايا الأوعية الدموية المسببة للالتهاب المصاحب للسمنة باحثون يكتشفون خلايا الأوعية الدموية المسببة للالتهاب المصاحب للسمنة

يمكن أن تكون السمنة بوابة للعديد من الحالات المرضية والصحية الأخرى، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري بنوعيه الأول والثاني.


كما أن الالتهابات المصاحبة للسمنة تعتبر جزئاً كبيراً من المشكلة أيضاً، فعندما يتم تحميل الخلايا الدهنية بالدهون الزائدة، تصبح الأنسجة المحيطة بها ملتهبة، لكن العلماء لم يكتشفوا سبب حدوث ذلك من قبل.

والآن، يقول باحثون من جامعة ساوثويستيرن التقنية في الولايات المتحدة أنهم قد اكتشفوا الخلايا التي تثير رد الفعل هذا في فئران التجارب المصابة بالسمنة، وقد تؤدي دراستهم هذه إلى الوصول لطريقة لعلاج السمنة والأمراض التي تسببها.

خلايا الأوعية الدموية المسببة للالتهاب المصاحب للسمنة

وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة، والأستاذة المساعدة في قسم الطب الباطني بالجامعة، الدكتورة رنا جوبتا: "يرتبط التهاب الخلايا الدهنية لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة بالعديد من الأمراض المصاحبة التي نربطها بزيادة الوزن مثل السرطان و السكري و أمراض القلب والأوعية الدموية. ومن خلال تحديد هذه الخلايا، اتخذنا خطوة مهمة نحو فهم بعض الأحداث الأولية التي تساهم في هذه الأمراض والالتهاب المصاحب لها".

ووجدت الدراسة أن أجسامنا تخزن السعرات الحرارية الزائدة داخل الأنسجة الدهنية أو الأنسجة الدهنية البيضاء عندما نأكل أكثر من اللازم.

وعندما تعاني هذه الأنسجة من الكثير من الإجهاد، تبدأ الخلايا الدهنية في الموت وينشط الجهاز المناعي للتعامل معها بشكل التهابي. ولكن كيفية نقل الجسم للخلايا الدهنية المتراكمة إلى الأنسجة الملتهبة ظل لغزا محيرا للعلماء.

وبينما تركز دراسات أخرى على إرسال إشارات إلى الجزيئات الموجودة في الخلايا الدهنية والمناعة الأنسجة الدهنية، وجه فريق جامعة ساوثويستيرن انتباههم إلى الدم، ونظرت مجموعة الباحثين بقيادة الدكتورة جوبتا في الأوعية الدموية التي تنتقل عبر الأنسجة الدهنية البيضاء باعتبارها السبب المحتمل للالتهاب.

وخلال الدراسة، اكتشفت الدكتورة جوبتا وفريقها نوعاً جديداً من الخلايا التي تحيط بالأوعية الدموية في الفئران السمينة، وأطلقوا عليها اسم الخلية الدهنية السلفية (APC) ، أو الخلية الأم التي تولد الخلايا الدهنية الناضجة. ومع ذلك، فإن هذه المركبات المدرعة تنتج إشارات تحفز الالتهاب، وأطلق فريق جوبتا على هذه الخلايا الجديدة اسم أسلاف الالتهابات الليفية (FIPs).

بالإضافة إلى ذلك، تبحث هذه الدراسة الجديدة في الوقت الراهن في كيفية عمل خلايا FIPs مباشرة في إحداث التهاب ضار في جميع أنحاء الأنسجة الدهنية. ففي تجربة أجريت على ذكور فئران ، وضع الباحثون الحيوانات في نظام غذائي غني بالدهون ليروا كيفي تفاعل خلايا FIPs مع التغيير في عادات الأكل.

و في يوم واحد فقط، اكتشف الباحثون أن خلايا FIPs تزيد من إنتاج الجزيئات الالتهابية في الجسم بسرعة كبيرة، وبعد شهر من اتباع نظام غذائي غني بالدهون، وجدت الدراسة أن الفئران لديها عدد أكبر من خلايا FIPs في أجسامها مقارنة بخلايا APCs العادية.

وقالت الدكتورة جوبتا: " هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت أن هذه الخلايا تلعب دورا نشطا جدا و مبكرا في كونها سببا للالتهاب في الأنسجة الدهنية".

• هل سيتم تطبيق النتائج على البشر؟

لإثبات أن خلايا FIPs تلعب دوراً رئيسياً في حدوث هذه الالتهابات الضارة، أزال العلماء جينا مهما من الخلايا يسمى Tlr4، وبعد مرور خمسة أشهر من اتباع نظام غذائي عالي الدهون، اكتسبت الفئران التي لا تحتوي على جين Tlr4 نفس القدر من الوزن و الدهون مثل أقرانها.

وكان الاختلاف الوحيد الذي كشفت عنه الدراسة هو أن الفئران التي لا تحتوي على جين Tlr4 لم يكن لديها مستويات عالية من الالتهاب مقارنة بالبقية.

كما وأضاف مؤلفو الدراسة أن الفئران التي لا تحتوي على جين Tlr4 كان لديها مستويات جزيئات التهابية في أنسجتها الدهنية، والتي كانت أقرب إلى المستويات النموذجية في الفئران التي تتبع نظاما غذائيا منخفض الدهون.

واكتشف المؤلفون بعد ذلك أن زيادة مستويات جزيء إشارة آخر يدعى ZFP423 داخل خلايا FIPs يمكن أن يزيد من نسبة حدوث الالتهاب في الخلايا الدهنية أيضاً.

وتوضح الدكتورة جوبتا: "يبدو أن جزيء الإشارة ZFP423 يمكن أن يكون ذو قدرة كبيرة من حيث إبطاء الإشارات الالتهابية في هذه الخلايا أو تفعيلها. بالطبع، يبقى أن نرى ما إذا كان هذا صحيحاً في البشر كما هو الأمر في الفئران".

موقع Study Finds العلمي