البكتيريا تجعل نجم البحر يغرق في بيئته المائية

البكتيريا تجعل نجم البحر يغرق في بيئته المائية

على مدار معظم العقد الماضي، تم القضاء على تجمعات نجم البحر في جميع أنحاء العالم تقريباً بسبب مرض غامض يُعرف باسم مرض "هزال" نجم البحر، وقد تكون بعض أنواع نجم البحر قد عانت من خسائر لا يمكن تعويضها لدرجة أنها أصبحت الآن مهددة بالانقراض.

في دراسة جديدة بقيادة جامعة كورنيل، وجد الباحثون أدلة تشير إلى أن ضحايا مرض هزال نجم البحر قد يكونون في الواقع في ضائقة تنفسية، حيث أفاد الخبراء أن نجم البحر المصاب يبدو حرفياً "يغرق" في بيئته الخاصة بسبب الزيادة التي تسببها الحرارة في النشاط الميكروبي الذي يحرم المخلوقات من قدرتها على التنفس.

وقال البروفيسور إيان هيوسون، مؤلف مشارك في الدراسة: "كبشر ، نتنفس ، ونقوم بالتهوية ، ونجلب الهواء إلى رئتينا ونزفر، أما نجم البحر فهو ينشر الأكسجين على سطحه الخارجي من خلال هياكل صغيرة تسمى الخياشيم الجلدية، فإذا لم يكن هناك ما يكفي من الأكسجين حول الخياشيم، فلن يتمكن نجم البحر من التنفس".

وفقاً للبروفيسور هيوسون، تؤدي ظروف المحيط الأكثر دفئاً إلى إنتاج كميات غير عادية من المواد العضوية، والتي قال إنها تحفز البكتيريا على الازدهار، تستنفد هذه البكتيريا الأكسجين في الماء لأنها تستهلك المادة العضوية، مما يخلق بيئة منخفضة الأكسجين تسبب هزال نجم البحر الذي يسبب بالانكماش، تغير اللون، الانتفاخ والتواء الأطراف.

وقال البروفيسور هيوسون أنها سلسلة من المشاكل التي تبدأ بالتغيرات في البيئة المحيطة، مشيراً إلى أن معظم المواد العضوية تأتي من تصريف الطحالب المجهري، وإفراز العوالق الحيوانية، ومن جيف الحيوانات المتحللة. وأوضح أن هذا يحفز مجموعة من البكتيريا التي تعيش على الكربون وتستهلك بسرعة المواد العضوية.

وأوضح البروفيسور هيوسون أن هذه الكائنات تتنفس، لذا أثناء امتصاصها للمواد العضوية، فإنها تستنفد الأكسجين في المحيط المائي لنجم البحر.

يعود السبب إذن إلى تركيزات المواد العضوية في الماء، فإذا وُجد نجم البحر الميت والمتعفن بجوار نجم البحر الذي يتمتع بصحة جيدة، فإن كل المواد العضوية الميتة تنجرف وتغذي البكتيريا، مما يخلق بيئة ناقصة الأوكسجين، وبهذا الشكل ينتقل المرض. 

وأكد البروفيسور هيوستن أن هذا يعيد صياغة المناقشة حول بيئة الأمراض البحرية، والتي ركزت على العوامل المسببة للأمراض، بينما يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار الآن الكائنات الحية الدقيقة التي لا تسبب المرض بشكل مباشر، لأنها قد تحمل مفتاح التأثير على صحة نجم البحر.