أكثر من نصف حالات تفشي فيروس كورونا تحدث بين أشخاص لا يعانون من الأعراض

علوم

أكثر من نصف حالات تفشي فيروس كورونا تحدث بين أشخاص لا يعانون من الأعراض

8 كانون الثاني 2021 17:04

تواصل السلطات الصحية البحث عن طرق إضافية للتخفيف من تفشي الفيروس التاجي الجديد بين السكان، في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد وتأخر عمليات توصيل اللقاحات حول العالم.


الآن، تقدر دراسة جديدة أن أكثر من نصف عمليات التفشي تأتي من الأفراد الذين لم يصابوا بالفيروس والمصابين السابقين والمصابين الذين لا تظهر عليهم أي أعراض، مما يشير إلى أن الفحص القائم على الأعراض سيكون له تأثير ضئيل على جهول تقليل تفشي الجائحة الفيروسية.

فيروس كورونا

وخلصت الدراسة التي قامت بها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض و الوقاية منها (CDC)، والتي نشرت على الإنترنت يوم أمس الخميس في مجلة JAMA Network Open الطبية المرموقة، إلى أنه من أجل التحكم الأمثل في مدى تفشي الفيروس، يجب استكمال التدابير الوقائية مثل الحجر الصحي و التباعد الاجتماعي باختبار استراتيجي للأفراد الذين يحتمل تعرضهم للإصابة و لم تظهر عليهم أي أعراض.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة، عالم الأحياء الدكتور مايكل جاي: "في ظل غياب الاستخدام الفعال والواسع النطاق للعلاجات أو اللقاحات التي يمكن أن تقصر العدوى أو تقضي عليها، لا يمكن أن تعتمد المكافحة الناجحة لجائحة فيروس كورونا على تحديد وعزل الحالات التي تظهر عليها الأعراض فحسب، وحتى لو تم تنفيذها بشكل فعال، فلن تكون هذه الاستراتيجية كافية. حيث أن التدابير المتعددة التي تعالج مخاطر الانتقال في حالة عدم وجود أعراض بشكل فعال ضرورية للسيطرة الجائحة".

ووفقاً للباحثين، فإن فعالية بعض جهود منع تفشي الجائحة الفيروسية الحالية كانت محل نزاع وتخضع للعديد من النظريات المختلطة.

لذلك قرر الباحثون وضع نموذج لنسبة عدوى فيروس كورونا التي من المحتمل أن تحدث بسبب الأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض، والذين قد يصابون بالعدوى عن غير قصد.

كما وقال المؤلف المشارك للدراسة، الدكتور جاي سي بتلر لمجلة ميدسكيب الطبية: "لسوء الحظ، لا يزال هناك بعض الشكوك حول فعالية جهود تقليل تفشي الفيروس على مستوى المجتمع لمنع انتقال العدوى مثل الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي ونظافة اليدين، خاصة للأشخاص الذين لا يعانون من أعراض. لذلك أردنا أن يكون لدينا افتراض أساسي حول مقدار انتقال العدوى من الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أعراض للتأكيد على أهمية تدابير التخفيف وخلق المناعة من خلال توصيل اللقاح".

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المقياس وثيق الصلة بشكل خاص فيما يتعلق بالسلالة الجديدة من الفيروس والتي قال العلماء أنها الأكثر قابلية للانتقال من غيرها.

وقال بتلر: "إنها تضع حقا الأمور في منظور أكبر وتضمن القيام بجميع الأمور اللازمة، وتحدد الحاجة إلى تغيير سلوكيات الأشخاص وأهمية تخفيف مدى التفشي. كما وأنه يسلط الضوء على القيام بالاختبار الاستراتيجي المستهدف في البيئات المجمعة والمدارس والجامعات، والذي يجري بالفعل في بعض الدول".

• التحليل

استنادا إلى بيانات مأخوذة من العديد من الدراسات التي أجريت العام الماضي حول جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، يفترض النموذج التحليلي لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الأساس أن العدوى تبلغ ذروتها عند النقطة المتوسطة لظهور الأعراض، وأن ما نسبته 30٪ من الأفراد المصابين لا تظهر عليهم الأعراض على الإطلاق، ولكنهم مع ذلك مسؤولين عن تفشي الفيروس بنسبة 75٪ تماما كما يفعل الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض صريحة.

مجلة ميدسكيب