من المعروف أن النوم أمر بالغ الأهمية لوظيفة الدماغ الصحية، ولكن من غير المعروف متى بدأت الحيوانات تحتاج إلى النوم، تشير دراسة جديدة مفاجئة من جامعة كيوشو إلى أن الحيوانات كانت بحاجة إلى النوم قبل أن يكون لديها أدمغة.
ركز التحقيق على الهيدرا، وهي كائنات دقيقة في المياه العذبة تفتقر إلى الجهاز العصبي المركزي، واكتشف الباحثون أن الهيدرا لا تظهر فقط علامات حالة تشبه النوم على الرغم من عدم وجود دماغ، ولكنها تستجيب أيضاً للجزيئات المرتبطة بالنوم في الحيوانات الأكثر تطوراً.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفيسور تايشي كيو إيتوه: "لدينا الآن دليل قوي على أن الحيوانات لابد وأن تكون قد اكتسبت الحاجة إلى النوم قبل اكتساب الدماغ".
قبل ثلاث سنوات، كان العلماء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أول من وثق سلوك النوم لدى حيوان بلا عقل، وهو قنديل البحر كاسيوبيا، وهو أحد أقارب الهيدرا المعروف أيضاً باسم قنديل البحر المقلوب.
وبالتعاون مع خبراء في معهد أولسان الوطني للعلوم والتكنولوجيا في كوريا، وجد فريق كيوشو أن العديد من المواد الكيميائية التي تسبب النعاس حتى عند البشر لها تأثيرات مماثلة على هذا النوع.
وقال البروفيسور إيتو: "بناءً على النتائج التي توصلنا إليها والتقارير السابقة المتعلقة بقنديل البحر، يمكننا القول أن تطور النوم مستقل عن تطور الدماغ، لا تزال هناك العديد من الأسئلة حول كيفية ظهور النوم عند الحيوانات، ولكن الهيدرا توفر مخلوقاً سهل التعامل معه لمزيد من التحقيق في الآليات التفصيلية التي تنتج النوم في الحيوانات التي لا تملك دماغاً للمساعدة في الإجابة على هذه الأسئلة ذات يوم."
ولمراقبة سلوك النوم عند الهيدرا، استخدم الباحثون نظام فيديو لتتبع حركتها وتحديد متى كانت في حالة تشبه النوم.
أظهرت الهيدرا دورات مدتها أربع ساعات من الحالات النشطة والشبيهة بالنوم، وكشف الباحثون عن العديد من جوانب تنظيم النوم التي كانت مشابهة لتلك الخاصة بالحيوانات التي تمتلك دماغاً على المستوى الجزيئي والوراثي، حيث زاد الميلاتونين بشكل معتدل من كمية وتواتر النوم بين الهيدرا ، بينما زاد الناقل العصبي المثبط "غابا" نشاط النوم بشكل كبير.