جذور الزنجبيل تظهر نتائج واعدة في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية

علوم

جذور الزنجبيل تظهر نتائج واعدة في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية

8 كانون الثاني 2021 23:05

على الرغم من أن طب الأعشاب والعلوم الأخرى قد لا تتداخل دائما، إلا أن دراسة جديدة وجدت أن جذور الزنجبيل قد تكون خيارا علاجيا تكميليا فعالا لبعض أمراض المناعة الذاتية.


وأفاد باحثون من جامعة ميشيغان أن المكون الحيوي الرئيسي في الزنجبيل (6-gingerol) يقاوم الآلية المسؤولة عن تكون بعض أمراض المناعة الذاتية بشكل علاجي في فئران التجارب.

وركز الباحثون في دراستهم على مرضين، الذئبة وحالة أخرى مرتبطة ارتباطا وثيقا بها تسمى متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية (AS).


فوائد الزنجبيل

ويتسبب مرض الذئبة في مهاجمة الجهاز المناعي للأنسجة السليمة، بينما عادة ما يصاب مرضى متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية بجلطات دموية، ويمكن أن يؤدي الإصابة بكلتا الحالتين إلى التهاب مفرط وتلف في الأعضاء الداخلية للجسم.

وعندما تلقت مجموعة من فئران التجارب المصابة بواحد من هذين المرضين على الأقل 6 غرامات من مستخلص جذر الزنجبيل، توقف إطلاق شبكات العدلات خارج الخلية (NETs)، والتي يتم إطلاقها بواسطة الأجسام المضادة الذاتية التي تنتجها هذه الأمراض.

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور رمضان علي: " تأتي شبكات العدلات خارج الخلية من خلايا الدم البيضاء التي تسمى العدلات. بحيث تتشكل هذه الهياكل الشبيهة بالشبكة العنكبوتية عندما تتفاعل الأجسام المضادة الذاتية مع المستقبلات الموجودة على سطح العدلات ومسببات الأمراض الدخيلة ".

• هل يمكن أن يوقف الزنجبيل الالتهابات الضارة؟

يقول الباحثون أن الشبكات العصبية تلعب دورا كبيرا في تطور أمراض المناعة الذاتية هذه، وذلك كونها تحفز تكوين الأجسام المضادة وتساهم في تلف الأوعية الدموية وتجلط الدم.

لذلك، فإن السؤال الرئيسي الذي سعى الباحثين للإجابة عليه من خلال هذه الدراسة كان "هل ستمتد الخصائص المضادة للالتهابات للزنجبيل إلى العدلات، وعلى وجه التحديد، هل يمكن لهذا العلاج الطبيعي أن يوقف العدلات من صنع الشبكات التي تساهم في تطور المرض والالتهاب؟ ".

فوائد الزنجبيل

 وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة قبل السريرية التي أجريت على فئران التجارب قد أجابت بـ "نعم"، الأمر الذي وصفه الدكتور علي بأنه كان مفاجئا ومثيرا للإعجاب.

وبعد أن تلقت الفئران 6 غرامات من مستخلص جذور الزنجبيل، أظهرت مستويات أقل من تخثر الدم، كما ويبدو أن المكون الحيوي 6-gingerol قد نجح في تثبيط عمل إنزيمات العدلات المسماة phosphodiesterases، مما يقلل بالتالي من تنشيط العدلات وفرص حدوث الالتهاب المرضي.

كما ويقول مؤلفو الدراسة أنهم قد فوجئوا أكثر عندما لاحظوا أن جميع الفئران، بغض النظر عما إذا كانت مصابة بالذئبة أو متلازمة أضداد الشحوم الفوسفورية، أظهرت أعدادا أقل من الأجسام المضادة الذاتية، مما يشير بقوة إلى أن مكملات الزنجبيل لها قدرة فريدة على كسر دورة الالتهاب.

بالإضافة إلى ذلك، يضيف المؤلف المشارك في الدراسة واختصاصي أمراض الروماتيزم، الدكتور جيسون نايت: "خلال سنوات تدريبي الطبي لم أتعلم الكثير عن المكملات الغذائية، ولكنه أمر يسألني عنه الكثير من المرضى. ولكن عندما قدم الدكتور رمضان هذا المفهوم لي، كنت متحمسا للغاية في متابعته بمختبري، لأنني أعلم أنه سيكون مهما للمرضى، وفي الحقيقة يقدم لنا مرضانا أفكارا جيدة حقا أحيانا".

• هل سيكون الزنجبيل مكملا طبيعيا علاجيا في المستقبل؟

في حين أن نتائج هذه الدراسة تنطبق في الوقت الراهن على فئران التجارب فقط، إلا أن الباحثين يقولون أنهم يعتقدون أن عملهم يبرر الانتقال إلى التجارب البشرية لمعرفة ما إذا كانت مستخلصات ومكملات جذور الزنجبيل يمكن أن تساعد في علاج أمراض المناعة الذاتية البشرية أيضا.

كما وأوضحوا أن الزنجبيل لن يكون طريقة العلاج الرئيسية لأي من أمراض المناعة الذاتية، إلا أنه قد يكون مفيدا للغاية في منع ظهور الأمراض بين المرضى المعرضين لمخاطر عالية.

موقع Study Finds