لبنان يترقب بصمت وميشال عون: لا أمل بالتأليف الحكومي

كلام عون لم يكن وحده السكين التي جذت معها ما ينتظره اللبنانيون فحسب بل حتى مؤشرات الوقائع السياسية الجديدة إلى أن الطرفين المعنيين بتأليف الحكومة يعاندان التسليم لشروط بعضهما البعض في سياق معركة تتجاوز الحصص والحقائب داخل مجلس الوزراء.

إلى حد أن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، أول من أمس، أكد في كلمته ما كان يدور في الكواليس، عن أنه ورئيس الجمهورية لا يريدان سعد الحريري رئيساً للحكومة على اعتبار أنه "غير مؤهّل".

وكان لافتاً أن كلام باسيل الذي أعاد ملف الحكومة إلى النقطة الصفر،  صحيفة الأخبار اللبناتية نقلت عن تسريبات من قصر بعبدا أمس لفيديو يجمع الرئيسين عون وحسان دياب، تناول فيه رئيس الجمهورية الحريري بكلام وصفته مصادِر مستقبلية بأنه لا يليق بالموقع. فعون الذي أكد لدياب، بحسب الفيديو، أن "لا تأليف الحكومة" ، اتهم الحريري بأنه يكذب، ولم يقدّم أي ورقة.

ليرد المستقبل ويب على كلام عون، بقوله آسفاً لأن "دوائر القصر وزعت كلاماً لرئيس الجمهورية من خلف كمامة لم تستطع ‏أن تحجب وباء التعطيل عن الرأي العام اللبناني، فأعلن الرئيس بهمهمة متعمّدة أن لا تأليف ‏للحكومة، مطلقاً تعابير لا تليق به وبموقعه تبيّن منها أنها موجّهة الى الرئيس المكلف سعد ‏الحريري". 

ليغرد الحريري، مقطعاً من الكتاب المقدس ــــ سفر الحكمة، جاء فيه" إِن الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر، ولا تحلّ في الجسد المسترق للخطية، لأن روح التأديب القدّوس يهرب من الغش، ويتحوّل عن الأفكار السفيهة، وينهزم إِذا حضر الإثم".

من الكتاب المقدس - سفر الحكمة :
إِنَّ الْحِكْمَةَ لاَ تَلِجُ النَّفْسَ السَّاعِيَةَ بَالْمَكْرِ، وَلاَ تَحِلُّ فِي الْجَسَدِ الْمُسْتَرَقِّ لِلْخَطِيَّةِ،١/٢

— Saad Hariri (@saadhariri) January 11, 2021

كما نقلت الأخبار اللبنانية عن مصادر مطلعة على الملف الحكومي إن التسريبات من شأنها أن تؤخر التأليف وتزيد من الصعوبات، وتساءلت ما إذا كانت هذه التسريبات مقصودة لدفع الحريري إلى الاعتذار. ولفتت المصادر إلى أن ما قيل عن مسعى يقوده حزب الله بين عون والحريري لتقريب وجهات النظر وتعجيل التأليف، إذا ما صح، فإنه بالتأكيد بات أمام صعوبات وعراقيل أكبر.