سمير سكاف للنهضة نيوز: "انكسرت الجرة... وحطام الجرار المكسورة لا يرمم وطناً"

تقارير وحوارات

سمير سكاف للنهضة نيوز: "انكسرت الجرة... وحطام الجرار المكسورة لا يرمم وطناً"

خديجة البزال

13 كانون الثاني 2021 13:15

في ظل ما يعيشه لبنان من انكسارات وبحثه عن آمال لحلول رأى الإعلامي والباحث السياسي الأستاذ سمير سكاف أن مستقبل لبنان السياسي، يشهد انحلالاً للدولة ولن يتمكن أهل السلطة من لجمه، بعد أن تسببوا به، معتبرا أنهم هم الذين يمارسون انتحاراً جماعياً للوطن كما عرفناه منذ الاستقلال! فلبنان بتركيبته الحالية لم يعد قابلاً للحياة في ظل استحالة تخلي الطبقة السياسية عن أنانيتها ومحمياتها المالية ومكاسبها الذاتية المذهبية لصالح الوطن!

وقال سمير سكاف ضمن حوار خاص مع الإعلامية خديجة البزال: "العجيبة" لن تأتي على الأرجح من الشعب، الذي وإن انتفض لكرامته، أرهقه الكورونا والتعب والفقر، وهو يصارع من أجل البقاء، وعليه في كل الأحوال، ألا يستسلم أياً تكن النتائج، ومهما طال الزمن!

وأشار سمير سكاف إلى أن لبنان ينتظر "عجيبة" ومبادرة من الخارج قد يطول انتظارها، على شكل انتداب أممي أو ما شابه! والخطير في الوضع اللبناني أن لبنان يبدو وكأنه قد بلغ نقطة اللا رجوع!

ولفت سمير سكاف في حواره إلى الآثار السلبية التي وسمها الوضع الاقتصادي على الحياة الاجتماعية ككل في لبنان ومنها حالات الطلاق الاجتماعي والسياسي في لبنان، مرجعا السبب لفقدان الثقة بالكامل بين المكونات اللبنانية! 

وأشار إلى أحزاب السلطة والمحور الايراني وبعض الدول معتبرا أن الجرة انكسرت بين الناس وأهل السلطة، على الرغم من وجود ملحقين بالزعماء.

وقال سمير سكاف: انكسرت الجرة بين معظم، أحزاب السلطة وان "الجرة مكسورة" بين المحور الإيراني والمحور السعودي، وانكسرت الجرة بين حزب الله ومعظم الفرقاء، وانكسرت الجرة بين الرؤساء عون والحريري، وبين عون وصهره وكل الزعماء المسيحيين... و"الجرار المكسورة" لم تعد قادرة على إعادة إعمار هيكل وهيكلية الوطن، ما سيؤدي الى طلاق بأنواع مختلفة!

وارتأى أنه لن تنجح أي مساكنة بالإكراه قد يحاول حزب الله فرضها بقوة السلاح، وهو الذي يرفض علاقة يكون فيها متساوياً مع الباقين في الوطن! فأحصنة الحزب تشد بعكس أحصنة الباقين. وهذا ما سيؤدي إلى تحطم العربة التي تقود لبنان إلى المستقبل، فلا الحاضر سيعيش ولا الماضي سيعود!

وبين أن كل الطبقة السياسية الحاكمة وبينها حزب الله، وهو الأقوى بكثير من غيره على الساحة اللبنانية سعت أو تسعى فعلياً الى "فرط" الدولة بسبب تعنتها في خياراتها القديمة أو المستجدة!

ونوه سمير سكاف إلى أن المخيف أن خيارات لبنان المستقبلية تتدهور بسرعة من الدولة المركزية الى الى لا مركزية سياسية في كونتونات مذهبية بحماية ذاتية (وقد أصبحت اللا مركزية الإدارية وحدها، على ما يبدو، غير قابلة للحياة)، أو الى كونفدرالية غير تقسيمية (ليست سيئة على المستوى القانون على المثال السويسري) أو الى طلاق نهائي كالتقسيم! وهذه الأمور لن تكون خياراً بعد اليوم، بل ستفرضها الظروف المعيشية والمالية، وذلك، بعد انهيار النظام المصرفي وفي ظل استمرار انهيار القضاء وفشل الوحدة الأمنية بوجود جيشين في لبنان، أحدهما وطني والآخر مذهبي!

وعن الوضع الوبائي في لبنان بظل الانتشار الكبير لفيروس كورونا أكد سمير سكاف أن الكثير من اللبنانيين يحاولون في الثورة وفي غيرها رفع العلم اللبناني وحده وبخيارات غير مرتبطة بالمحاور، لكن جائحة الكورونا التي تجتاح كل شيء في لبنان والعالم، أرهقت الثورة والثوار. وإذا كان معظم اللبنانيين هم من الثوار في روحيتهم، وهم سيستخدمون كل شيء من الشارع الى التصويت للتعبير عن رفضهم للطبقة السياسية ولأدائها السياسي والسيادي الذي قام بتركيع العديد من اللبنانيين. إلا أن تسونامي الانهيار قد يكون أسرع وأقوى من الجميع!