بدء أكبر محاكمة للمافيا في إيطاليا منذ أكثر من 30 عام

أخبار

بدء أكبر محاكمة للمافيا في إيطاليا منذ أكثر من 30 عام

13 كانون الثاني 2021 20:52

المقرر أن تبدأ أكبر محاكمة للمافيا في إيطاليا منذ أكثر من 30 عام ، حيث يأمل المدعون العامين الإيطاليين في توجيه ضربة لرأس مافيا ندرانجيتا، التي تمتد أذرعها إلى جميع أنحاء العالم.


وسيكون أكثر من 350 من أعضاء المافيا المزعومين والسياسيين والمحامين ورجال الأعمال وغيرهم ممن اتهموا بتمكينهم في مواجهة قاض في قاعة محكمة ضخمة تم تجهيزها خصيصاً لهذه المحاكمة في بلدة لاميزيا تيرمي في جنوب مقاطعة كالابريا، في قلب إقليم نفوذ مافيا ندرانجيتا.

بالإضافة إلى ذلك، يسعى المدعون العامون إلى إثبات شبكة من الجرائم التي يعود تاريخها إلى التسعينيات، سواء كانت دموية أو لا، بما في ذلك القتل العمد وتهريب المخدرات والابتزاز وغسيل الأموال وإساءة استخدام المناصب العامة.

وصرح المدعي العام لمكافحة الجريمة نيكولا غراتيري لوكالة فرانس برس أن المحاكمة "هي حجر الزاوية في بناء جدار منيع ضد المافيا في ايطاليا" .


المدعي العام نيكولا غراتيري

والجدير بالذكر أنه في إيطاليا، أصبح ينظر إلى ما يسمى بـ "المحاكمات القصوى"، والتي تشمل عشرات المتهمين وعدد لا يحصى من التهم، على أنها أفضل مورد قضائي ضد مجموعات الجريمة المنظمة المختلفة في البلاد، والتي تعتبر مافيا "ندرانجيتا" الأقوى بينها في الوقت الراهن، وهي المافيا التي تسيطر على الجزء الأكبر من عمليات تهريب مخدر الكوكايين وتدفقه إلى أوروبا.

وتجدر الإشارة إلى أن محاكمة قصوى سابقة قد أجريت في الفترة الواقعة بين هامي 1986-1987 قد وجهت ضربة كبيرة لزعيم المافيا كوسا نوسترا من صقلية، مما أدى إلى إدانة 338 متهماً، لكن المدعين جيوفاني فالكون وباولو بورسيلينو قد تم اغتيالهما لاحقا على يد المافيا.

وبحسب ما ورد، من المتوقع أن تستمر المحاكمة الحالية لمدة عام على الأقل و ربما لفترة أطول، وذلك لأنها تضم 355 متهما وأكثر من 900 شاهد وعدد غير مسبوق من المتعاونين، بالإضافة إلى العلاقات الأسرية الوثيقة داخل مافيا ندرانجيتا.

والجدير بالذكر أن مافيا ندرانجيتا قد توسعت بشكل كبير إلى ما هو أبعد من مجالاتها التقليدية المتمثلة في الاتجار بالمخدرات وتقاسم القروض، وأصبحت الآن تستخدم الشركات الوهمية والجهات الشرعية لإعادة استثمار المكاسب غير المشروعة التي تحققها لتجميل صورتها.

وفي أجزاء كثيرة من مقاطعة كالابريا، تسللت مافيا ندرانجيتا عملياً إلى جميع مجالات الحياة العامة، بداية من بلدية المدينة والمستشفيات ووصولاً إلى المقابر وحتى المحاكم.

بالإضافة إلى ذلك، تعتقد السلطات الإيطالية أن هناك حوالي 150 عائلة تحت لواء مافيا ندرانجيتا في مقاطعة كالابريا، وما لا يقل عن 6000 فرد وشركات تابعة لها في المنطقة، حيث يتضخم هذا إلى آلاف آخرين عند تضمين جميع الشركات والأفراد الموجودين في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن التقديرات حول ذلك غير موثوقة حتى الآن.

ووفقاً للمدعي العام غراتيري، تجني جماعة الجريمة المنظمة هذه أكثر من 50 مليار يورو سنوياً، ووصفها بأنها أغنى منظمة من نوعها في العالم،

كما وأوضح أن مافيا ندرانجيتا عبارة عن شبكة من العائلات الإيطالية ذات الجذور العميقة في نطاق المافيا والجريمة المنظمة، لكل منها سلطة على مرؤوسيها وأفرادها.

كما وقال غراتيري لوكالة فرانس برس: "يجب أن أبدأ بفكرة أن هناك منظمة جريمة منظمة، كما هو الحال في الأعمال التجارية، كما هو الحال في شركة كبيرة متعددة الجنسيات، مع رئيس ثم مرؤوسين بشكل هرمي، ولذلك فنحن بحاجة إلى محاكمة قصوى".

وتركز المحاكمة الحالية على عائلة واحدة، وهي عائلة مانكوسو، وشبكة زملائها الذين يسيطرون على منطقة فيبو فالينتيا في مقاطعة كالابريا.

أما مدينة لاميزيا تيرمي، حيث ستجرى المحاكمة، فقد ورد ذكرها في تقرير برلماني عن الجريمة المنظمة لعام 2008 كمنطقة طوارئ للسلامة العامة حيث تم تسجيل أكبر زيادة في إراقة الدماء الخطيرة في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، من بين المتهمين عدد كبير من الأعضاء غير التابعين للعائلات، بما في ذلك نائب سابق في البرلمان، ومسؤول رفيع المستوى في الشرطة، ورؤساء بلديات وموظفون حكوميون آخرون ورجال أعمال.

المصدر: شبكة RTE الإخبارية