عالم الحيوان

دراسة جديدة تكشف عن استراتيجية النحل في البقاء بعد الحرائق

15 كانون الثاني 2021 01:10

اكتشف الباحثون استراتيجية جديدة يستخدمها النحل للتعامل مع حرائق الغابات، ففي أعقاب الحريق، ينتج نحل البستان الأزرق المزيد من ذرية الإناث، وفقاً لدراسة جديدة من جامعة ولاية أوريغون.

تتحكم إناث النحل في جنس نسلها، فالبويضات التي تخصبها بالحيوانات المنوية تصبح إناثاً، بينما البويضات غير المخصبة تصبح ذكوراً، وكشفت الدراسة أن نسبة صغار الإناث كانت أعلى في المناطق التي تعرضت لحروق شديدة مقارنة بالمناطق التي تعرضت لحروق متوسطة.

وقال المؤلف المشارك جيم ريفرز، عالم البيئة الحيوانية بكلية الغابات في جامعة ولاية أوهايو: "هذه واحدة من أولى الدراسات التي بحثت في كيفية تأثير شدة حرائق الغابات على ديموغرافيا النحل، فقد اختلفت النسبة بين الجنسين في ظل ظروف الحريق المختلفة ولكن عدد الصغار المنتجين لم يتغير، مما يشير إلى أن النحل غيّر جنس نسله اعتماداً على درجة شدة الحريق."

تعتمد العديد من النباتات المزهرة التي تشكل النظم البيئية المحلية وسلاسل الغذاء على النحل للتلقيح، وإذا تمكن الخبراء من اكتساب فهم أفضل لكيفية استجابة النحل لحرائق الغابات، والتي من المتوقع أن تزداد وتيرتها، فيمكنهم تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتعافي بعد الحريق.

وقالت الكاتبة الرئيسية للدراسة سارة غالبريث: "لقد وضعنا النحل في مواقع مختلفة داخل غابة صنوبرية مختلطة محترقة مؤخراً في جنوب غرب ولاية أوريغون واستخدمناها كعصا قياس لإخبارنا بمدى جودة بيئة النحل، وأظهر تعديل إنتاج النسل تجاه جنس النسل الأكثر تكلفة استجابة وظيفية للتغيرات في جودة الموائل من خلال زيادة كثافة النباتات المزهرة."

يمكن أن تستفيد الملقحات من الحرائق في النظم البيئية للغابات الصنوبرية الكثيفة، فعلى سبيل المثال، تزداد وفرة النباتات المزهرة عادة لعدة سنوات بعد نشوب حريق، مما يؤدي إلى زيادة الموارد الغذائية، وهذا في نهاية المطاف يعزز تنوع النحل البري ووفرته.

الملقحات هي عنصر أساسي في التنوع البيولوجي للحشرات والنباتات، حيث تعزز الملقحات الحيوانية تكاثر ما يقرب من 90 في المائة من النباتات المزهرة على الأرض، بما في ذلك العديد من المحاصيل الغذائية.

وللتحقيق في العلاقة بين شدة الحريق والإنتاج التناسلي لنحل البستان الأزرق، أنشأ الباحثون كتل أعشاش تحتوي على عدد معياري ونسبة جنس من النحل البالغ، ثم راقبوا النسل عبر المقاييس المحلية والمناظر الطبيعية. 

وأكد ريفرز: "في المواقع الطبيعية المعرضة للحرائق، هناك تباين في الاستجابة على مستوى الأنواع لحرائق الغابات التي تعمل على الحفاظ على بنية النظام البيئي ووظيفته، فبالنسبة لنحل البستان الأزرق والأنواع المماثلة، تستثمر الإناث التي تبحث عن العلف في ذرية أكبر والمزيد من الإناث عندما تتوفر المزيد من الموارد."