تعدين عملة البتكوين وانقطاع التيار الكهربائي والضباب الدخاني يؤدي إلى تفاقم الوباء في إيران

أخبار

تعدين عملة البتكوين أحد أسبابها.. تفاقم الوباء في إيران

19 كانون الثاني 2021 12:39

غطت المدن في جميع أنحاء إيران بطبقات سميكة من الضباب الدخاني السام، وغرقة في الظلام بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، حيث يؤدي الاستخدام المزعوم للوقود منخفض الجودة وتعدين العملات المشفرة مثل البتكوين المستهلك للطاقة إلى تعميق أزمات ومشاكل البلاد.

ونشرت صحيفة همشهري في طهران، الصحيفة اليومية الأكثر قراءة في البلاد، العنوان الرئيسي التالي صباح اليوم الأربعاء: "20 يوما من العيش في الدخان"، مرفقة معه صورة للعاصمة طهران وهي مغطاة بالدخان الضبابي الكثيف.

الضباب الدخاني السام يغطي ايران

كما وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أن محطات الطاقة الكهربائية قد اضطرت إلى التحول إلى حرق الوقود منخفض الجودة لتوليد الكهرباء لأن المستويات العالية من الاستهلاك المحلي أدت إلى نقص في الغاز الطبيعي.

في حين نفى وزير النفط الإيراني بيجان نامدار زنغنه في وقت سابق من هذا الأسبوع أن أي من محطات الطاقة الإيرانية تستخدم الوقود منخفض الجودة لتوليد الكهرباء.

والجدير بالذكر أن بعض محطات توليد الكهرباء قد توقعت عن العمل، مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي في مدن مختلفة، بما في ذلك العاصمة طهران.

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية أن المسؤولين هناك قالوا يوك الأربعاء الماضي أن مستويات تلوث الهواء في البلاد قد أصبحت "خطيرة".

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت الصحف الإيرانية أن الغاز الطبيعي قد أصبح شحيحا لأنه يستخدم لتدفئة معظم المنازل الإيرانية، وذلك في ظل درجات الحرارة شديدة البرودة التي شهدتها البلاد هذا الشتاء.

كما وزاد الاستخدام المنزلي لغاز التدفئة والكهرباء مع بقاء الناس في المنزل لتجنب الإصابة بفيروس كورونا التاجي المستجد، في حين ارتفعت حركة النقل واستخدام المركبات الخاصة مع تجنب الناس وسائل النقل الجماعي حفاظا على صحتهم وأرواحهم من الفيروس التاجي.

كما وقال محمد رضا جولاي، مدير التوريد في شركة الغاز الإيرانية الوطنية للتلفزيون الحكومي أن استهلاك الغاز المنزلي قد ارتفع بنسبة 30 % في أواخر شهر نوفمبر الماضي مقارنة بالشهر الذي سبقه.

بينما قال بعض المسؤولون الحكوميون أن مشكلة انقطاع الكهرباء قد تضاعفت بسبب عمليات تعدين عملة البتكوين والعملات المشفرة الأخرى، والتي تعتمد على استخدام أجهزة الكمبيوتر عالية الطاقة للتحقق من شرعية المعاملات وإنشاء وحدات من العملات الرقمية الثمينة.

والجدير بالذكر أن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران قد عزلت الأخيرة عن المؤسسات المالية العالمية، وهو ما دفعها إلى زيادة عمليات تعدين العملات المشفرة التي يصعب تتبعها وتتبع مستخدميها، ناهيك عن أن إيران تمتلك أرخص كهرباء في العالم.

كما وقال العضو المنتدب لشركة الكهرباء المركزية لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) أن الضغط المفروض على شبكة الكهرباء قد دفع الحكومة إلى البدء في اتخاذ إجراءات صارمة ضد عمليات التعدين غير القانونية، وأنه قد تم مصادرة حوالي 6000 كمبيوتر يستخدم في عمليات التعدين في العاصمة طهران.

بالإضافة إلى ذلك، اعتذر متحدث باسم صناعة الكهرباء في البلاد عن إيقاف تشغيل بعض محطات توليد الكهرباء خلال لقاء مع التلفزيون الحكومي الإيراني، مشيراً إلى أن إمدادات الطاقة لعمال مناجم البتكوين وصناعة العملات المشفرة كانت محدودة للغاية مؤخرا لتلبية الاحتياجات المحلية.

تجدر الإشارة إلى أن حالة التلوث الشديدة هذه ونقص الكهرباء وغاز التدفئة يأتي في الوقت الذي تكافح فيه إيران تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.

وحذر مسؤولو الصحة في العاصمة طهران من أن مستويات التلوث المرتفعة ستؤدي إلى تفاقم آثار الوباء الذي تسبب بالفعل في وفيات كبيرة في إيران، والتي كانت أكثر مما سجلته أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.

كما وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء أن رئيس فرقة العمل المعنية بمكافحة فيروس كورونا في طهران قد حث السلطات على فرض إغلاق كامل للمدينة لعدة أيام لتخفيف مستويات الازدحام المرتفعة، والتي قال أنها مرتبطة بشكل مباشر بزيادة دخول المرضى المصابين بفيروس كورونا إلى المستشفيات لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.

المصدر: صحيفة ذا ناشيونال