دراسة: السلالة فيروس كورونا الجديدة في جنوب إفريقيا هي الأخطر على الإطلاق لهذا السبب

علوم

الأخطر على الاطلاق.. سلالة فيروس كورنا الجديدة في جنوب إفريقيا

23 كانون الثاني 2021 22:12

تعتبر السلالة الجديدة من الفيروس التاجي المستجد الذي تم اكتشافه في جنوب إفريقيا السلالة الأخطر على الإطلاق حتى الآن، خاصة مع قدرتها على درء الأجسام المضادة من الأفراد الذين تعافوا سابقا من فيروس كورونا، مما يعني أنه إذا ما انتشرت هذه السلالة الجديدة، فقد نرى المزيد من الأشخاص الذين يصابون بالفيروس عدة مرات.

وتوصلت مجموعة من العلماء في جنوب إفريقيا إلى هذا الاكتشاف في ورقة بحثية نشروها في وقت سابق من هذا الأسبوع المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب إفريقيا.

ووصف الباحثون في ورقتهم البحثية كيف درسوا عينات الدم المأخوذة من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا لكنهم تعافوا في نهاية المطاف.

وتجدر الإشارة إلى أنه عندما يتعافى جسم الإنسان من مرض ما، فإنه ينتج بروتينا يعرف باسم الأجساد المضادة لتحديد وحماية نفسه في المستقبل من البكتيريا أو الفيروس الذي تسبب في إصابته بالمرض في المقام الأول.

وهذا يعني أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا التاجي المستجد يجب أن يمتلكوا من الناحية النظرية أجساما مضادة تتعرف على العامل الممرض الذي يسببه وتحييده في حالة إعادة العدوى.

وبدلا من ذلك، وفقً لمؤلفي الورقة البحثية، لم يكن لدى نصف عينات الدم المأخوذة من المرضى الذين تعافوا أجساما مضادة ضرورية لحمايتهم من سلالة 501Y.V2 الجديدة من فيروس كورونا التاجي المستجد، والتي تم التعرف عليها لأول مرة في جنوب إفريقيا خلال الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أنها كانت دراسة صغيرة وسيتعين إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد نتائجها، إلا أن النتائج الأولية ليست مطمئنة.

والجدير بالذكر أنه لا يمكن أن يتداخل هذا الأمر مع قدرة البشر على تطوير مناعة طبيعية فحسب ، بل و قد يعيق أيضا فعالية لقاحات شركتي موديرنا وفايزر المضادان لفيروس كورونا، حيث تقوم الشركتان بتوزيع لقاحات mRNA، والتي تختلف عن اللقاحات التقليدية التي تدرب الجهاز المناعي على تطوير أجسام مضادة ضد مسببات الأمراض عن طريق حقن نسخ ضعيفة أو ميتة من العوامل المسببة للأمراض في الجسم.

وعلى النقيض من ذلك، تقوم لقاحات mRNA على مبدأ حقن جزئي اصطناعي لجزيء أحادي السلسلة من الحمض النووي الريبي الذي يصيب خلايانا ويجعلها تنتج البروتين الذي ينمو على السطح الخارجي لفيروس كورونا.

ويتم التعرف على وجود هذا البروتين في الجسم على أنه دخيل، مما يجعل الجهاز المناعي يتعلم كيفية التعرف على الفيروس التاجي كعدو ومهاجمته والحماية منه.

والجدير بالذكر أن سلالة جنوب أفريقيا الجديدة من فيروس كورونا التاجي المستجد ليست السلالة الوحيدة التي تثير القلق. حيث أن هناك سلالة جديدة ظهرت في البرازيل، والتي يجادل العلماء بأنها ذات تغييرات كبيرة وقاتلة أيضاً، والتي يمكن أن تتم بطرق يمكن أن تضعف فعالية الأجسام المضادة ضد المرض.

وهناك سلالة جديدة ظهرت في المملكة المتحدة تعرف باسم B117، وعلى الرغم من أنها ليست أكثر فتكاً من السلالات السابقة، إلا أنها ذات قابلية أكثر للانتقال والتفشي بين الناس.

وقال الدكتور ديلان موريس، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية في مقابلة مع مجلة Slaon في وقت سابق من هذا الشهر عن السلالة البريطانية الجديدة من فيروس كورونا: "أعتقد أن قابلية الانتقال هي بالتأكيد الكلمة التي يجب اتباعها في وصف هذه السلالة، لأن ذلك يسلط الضوء على ما نعرفه وما لا نعرفه حولها. وحتى لو لم تزداد شدة المرض أو حتى إذا ما انخفضت بمقدار ضئيل، فإن القابلية للانتقال والتفشي تظل أمراً مخيفاً للغاية في هذه المرحلة من الوباء، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار أسرع و نمو أسي أسرع في أعداد الإصابة".

المصدر: مجلة Salon