هل ستنشر الولايات المتحدة أنظمة القبة الحديدية لحماية قواعدها في الخليج

أخبار

بعد استلامها الدفعة الثانية.. هل ستنشر الولايات المتحدة أنظمة القبة الحديدية لحماية قواعدها في الخليج

24 كانون الثاني 2021 13:48

أكملت إسرائيل في أوائل شهر يناير الجاري عمليات تسليم بطاريات نظام دفاع القبة الحديدية الثانية إلى الجيش الأمريكي.

ويعود تاريخ الصفقة إلى عدة سنوات وهي خطوة رئيسية للتعاون الدفاعي الإسرائيلي مع الولايات المتحدة الأمريكية وخطوة رئيسية لشركة أنظمة الدفاع الإسرائيلية "رافائيل" التي طورت القبة الحديدية وتنتجها في الولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع شركة رايثيون الأمريكية أيضاً.

وفي ذلك الوقت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنه واثق من أن نظام القبة الحديدية سيساعد الجيش الأمريكي في حماية القوات الأمريكية من التهديدات الباليستية والمحمولة جواً، وكذلك من تطوير التهديدات في المناطق التي تنتشر فيها القوات الأمريكية في مهام مختلفة.

وذكر تقرير نشر صباح اليوم الأحد في صحيفة "هآرتس" العبرية: "إن إسرائيل تسمح للولايات المتحدة بنشر نظام الدفاع الصاروخي القبة الحديدية في الخليج. وكان هذا دائماً احتمالاً نظراً لأن الولايات المتحدة لديها قواعد عسكرية موزعة في جميع أنحاء منطقة الخليج".

أنظمة القبة الحديدية

وأضاف التقرير: "مع ذلك، كانت هذه القضية قضية حساسة، حيث تعني اتفاقيات إبراهام أن إسرائيل لديها الآن اتفاقيات سلام مع البحرين والإمارات العربية المتحدة، ومن المتوقع أن تشارك شركات الدفاع الإسرائيلية لأول مرة في مؤتمر الدفاع آيدكس، وهو مؤتمر دفاعي رئيسي سيقام في أبو ظبي في شهر فبراير المقبل. لكن القضايا الرئيسية لإسرائيل في هذا العالم الجديد هي تراخيص التصدير والتوصل إلى اتفاق من قبل وزارة الدفاع والشركة المصنعة لأنظمة الدفاع الصاروخي".

ومع ذلك، لا يبدو أن هناك ما يمنع الولايات المتحدة من استخدام بطاريتيها في قواعدها العسكرية في الخليج، لكن السؤال هو ما إذا كانت بطاريتان كافيتان لتغطية التركيبات الحساسة هناك.

وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك بالفعل أنظمة دفاع صاروخية أخرى مثل Patriots وC-RAM والنظام المتكامل للدفاع الجوي البحري الخفيف بالإضافة إلى الأسلحة الحرارية العاملة بالليزر والتي تعمل الولايات المتحدة على تطويرها، وأحدها هو نظام THOR.

وفي شهر مايو من العام الماضي، اختبرت الولايات المتحدة سلاح ليزر على متن سفينة من المفترض أن تكون قادرة على هزيمة الطائرات المسيرة وإحراقها في الجو، وربما تستطيع التخلص من الصواريخ أيضاً.

ومع ذلك، فإن مجموعة أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية الحالية والتجريبية ليست مناسبة تماماً للمهمة الحالية، حيث أن حماية تلك المناطق من تهديدات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية قد تكون غير ملائمة لها.

يأتي ذلك خاصة بعد أن أزاحت إيران الستار عن هذه التهديدات في شهر سبتمبر من عام 2019 عندما استخدمت 25 صاروخاً من طراز كروز وطائرة مسيرة لضرب منشآت شركة آرامكو في منطقة البقيق في السعودية.

ويعتقد أن الطائرات المسيرة حلقت فوق الكويت أو العراق للالتفاف خلف الرادار والدفاعات في بقيق، كما وأرسلت إيران طائرات مسيرة إلى اليمن لاستخدامها في الهجمات، بينما طور أنصار الله اليمنيون طائراتهم الخاصة، واستخدمت الميليشيات العراقية طائرات مسيرة لتهديد السعودية أيضاً.

بسبب كل ذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية قلقة من التهديدات الإيرانية بشكل خاص، وذلك لأن إيران يمكن أن تستخدمها لابتزاز الولايات المتحدة متى وكيفما تشاء.

وتريد إيران التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع واشنطن، لكنها لا تخشى استخدام التهديدات للحصول عليها.

بالإضافة إلى ذلك، يقول تقرير صحيفة هآرتس أنه من المتوقع أن تنشر الولايات المتحدة القبة الحديدية في الخليج، وأن الولايات المتحدة الأمريكية قد تلقت موافقة من إسرائيل "خلف أبواب مغلقة" للقيام بذلك.

الجدير بالذكر أن نشر نظام القبة الحديدية سيكون مغيرا للعبة في منطقة الخليج، وذلك لأنه سيحيد التهديدات الإيرانية ويمنع إيران وحلفائها من ابتزاز الدول بهذه الأنواع من التهديدات.

وعلى سبيل المثال، استخدم أنصار الله طائرات مسيرة لمهاجمة منشأة بالقرب من الإمارات العربية المتحدة في عام 2019.

وفي عام 2018، كانت هناك تقارير تفيد بأن جماعة أنصار الله اليمنية قد يستهدفون الإمارات نفسها أيضاً.

كما وتجدر الإشارة إلى أن القبة الحديدية قد أثبتت نجاحها على مدى عقد من الزمان في التعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات.

وفي إسرائيل، يتم دمجها في نظام دفاعي متعدد الطبقات يتكامل مع صواريخ David’s Sling و Arrow والرادار الإسرائيلي، ولذلك، ستحتاج الولايات المتحدة إلى دمجها مع أنظمتها الدفاعية الحالية، مثل بطاريات باتريوت التي تتشابه في آلية عمليها تقريبا مع صواريخ David’s Sling في نظام متكامل.

المصدر: صحيفة جيروزاليم بوست