باحثون يطورون طريقة واعدة لإيجاد أدوية جديدة لعلاج السرطان

علوم

باحثون يطورون طريقة واعدة لإيجاد أدوية جديدة لعلاج السرطان

26 كانون الثاني 2021 14:09

تشترك جميع الخلايا في جسم الإنسان في نفس الجينات، لكن كيفية التعبير عن جيناتنا تحدد ما إذا كانت الخلية ستصبح خلية دماغية أو خلية كبد.

وبالإضافة إلى ذلك، غالباً ما تلعب التغييرات التي تطرأ على التعبير الجيني دوراً مهماً في تطور الأمراض أيضاً، كالسرطان على سبيل المثال.

وفي الحقيقة، إن إحدى الآليات التي تساهم في حدوث التغييرات في التعبير الجيني هي التفاعل بين البروتينات التي تسمى الهيستونات والإنزيمات المعروفة باسم HDACs.

وتساعد هذه الإنزيمات الخلية على الانقسام والتطور، وهذا هو السبب في أنها أصبحت مستهدفة من قبل الطب المضاد للسرطان، فعندما يتم تثبيط هذه الإنزيمات، ستتوقف الخلايا السرطانية عن الانقسام والنمو أكثر.

وعلى الرغم من كونها أهدافاً للأدوية المعتمدة سريرياً، إلا أن الباحثين لا يعرفون جميع تفاصيل عملها في الخلية. والآن، طور باحثون من جامعة كوبنهاغن طريقة تساعد في تغيير ذلك.

ويقول الدكتور كارلوس مورينو يرويلا، الباحث ما بعد الدكتوراه في قسم تصميم الأدوية وعلم الأدوية بجامعة كوبنهاغن: "لقد أظهرنا تفاصيلاً جديدة حول كيفية تفاعل هذه الإنزيمات مع البروتينات الموجودة حول الحمض النووي البشري، حيث توفر طريقتنا وسيلة جديدة لتحديد الأدوية المحتملة المضادة للسرطان بسرعة كبيرة وأكثر فعالية.

وخلال الدراسة، أظهرنا أن الطريقة تعمل بالفعل، فقد صنعنا ببتيدا يؤثر على الأجزاء الصحيحة من الخلايا البشرية الحية فقد، وذلك باستخدام نفس الهدف الذي يستخدمه الطب المضاد للسرطان في وقتنا الراهن".

تجدر الإشارة إلى أن إنزيمات HDAC هي مجموعة مكونة من أحد عشر إنزيما مختلفا، مما يعني أن استهدافهم جميعا مرة واحدة بدواء غير انتقائي سيؤدي إلى التأثير على العديد من العمليات الأساسية في الجسم.

وهذا قد يفسر حدوث بعض الآثار الجانبية في الأدوية المضادة للسرطان المعتمدة سريريا والمثبطة لإنزيمات HDAC.

وبدوره قال يقول البروفيسور كريستيان آدم أولسن: "إن رؤيتنا التفصيلية حول تفاعلات الإنزيمات المكتسبة مع الطريقة الجديدة توفر الأمل في تطوير مثبطات إنزيمات HDAC أكثر تحديداً وكفاءة لعلاج السرطان. وهذا يمكن أن يبشر بالخير لتطوير مركبات أكثر تعقيدا لعلاج السرطان مع آثار جانبية بأقل قدر ممكن".

وخلال الدراسة، استخدم الباحثون الطريقة الجديدة للتعرف على الببتيدات، التي أعادوا تصنيعها بكميات أكبر وتم تعريضها للخلايا البشرية. حيث كانت النتائج بالضبط كما كانوا يأملون، وتم تثبيط إنزيمات HDAC المتوقعة في الخلايا الحية فقط.

وقال البروفيسور أولسن: " لقد فوجئنا برؤية مثل هذا التأثير البارز للببتيد غير المحسن في الخلايا. فعادة ما نحتاج إلى إدخال مجموعة متنوعة من التعديلات لتحسين خصائصه، لكن الببتيد، الطبيعي بالكامل تقريباً، كان له تأثير قوي للغاية، مما يؤكد على النتائج التي توصلنا إليها في دراستنا".

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثون يأملون الآن في استخدام طريقة لتحديد الأدوية المرشحة الواعدة التي يمكن أن تستمر في الاختبارات قبل السريرية لعلاج مرضى السرطان مستقبلاً.

المصدر: مجلة MedicalXpress