العلوم

علماء الأحياء يتراجعون عن نظرية وجود الحياة على كوكب الزهرة

28 كانون الثاني 2021 13:05

تراجع العلماء عن النظرية التي تقول أن كوكب الزهرة يمكن أن تكون موطناً لكائنات بيولوجية.

ادعى الباحثون، في شهر أيلول، أنهم اكتشفوا كميات ضئيلة من غاز الفوسفين في السحب الحمضية للكوكب.

غالباً ما يتم إطلاق الفوسفين بواسطة الكائنات الحية الدقيقة على الأرض التي لا تستخدم الأوكسجين للتنفس، مما دفع العلماء إلى التكهن بأن كوكب الزهرة يمكن أن يؤوي الحياة.

ومع ذلك، وفي دراسة جديدة، ادعى العلماء أنه لم يتم اكتشاف الفوسفين، ولكن ثاني أكسيد الكبريت "العادي". 

قرر الفريق أن الاكتشاف الأولي لم يأتي من الطبقة السحابية للكوكب، ولكن في الغلاف الجوي العلوي، حيث سيتم تدمير الجزيئات في غضون ثوانٍ، وألقى باللوم في الارتباك على خطأ في تقدير التلسكوب الراديوي.

يذكر أن الباحثين من جامعة كارديف قالوا أنهم اكتشفوا الفوسفين في السحب فوق كوكب الزهرة، وإذا كان هذا صحيحاً، فقد يكون مؤشراً على أن الكوكب يستضيف حياة ميكروبية، لكن دراسة جديدة تدعي أن الغاز كان قادماً من الغلاف الوسطي وكان في الواقع ثاني أكسيد الكبريت. 

على الأرض، يتم إنتاج الفوسفين، وهو غاز عديم اللون تنبعث منه رائحة مثل الأسماك المتعفنة، بشكل طبيعي، عن طريق بعض الكائنات الحية الدقيقة التي لا تعتمد على الأوكسجين في عملية التنفس، كما يمكن أيضاً إطلاق كميات صغيرة أثناء تحلل المواد العضوية أو تصنيعها في مصانع كيميائية.

أبلغ فريق البحث بقيادة جين غريفز، عالمة الفلك بجامعة كارديف، عن اكتشاف الفوسفين في السحب فوق كوكب الزهرة في إصدار أيلول 2020 من مجلة علم الفضاء الطبيعي. 

وصنفت وسائل الإعلام التقرير كواحد من أعظم الاكتشافات العلمية لعام 2020، لكن منذ صدوره، كانت هناك شكوك حول النتائج.

هذا ويقول علماء الفلك إن التهيئة الخاطئة للهوائي في مصفوفة أتاكاما الكبيرة المليمترية و ما دون المليمترية في تشيلي أدت إلى وقوع فريق غريفز بالخطأ في التمييز بين ثاني أكسيد الكبريت والفوسفين.

وادعى علماء آخرون أنهم لم يتمكنوا من العثور على نفس الإشارة واعترف أعضاء فريق غريفز بخطأ معايرة وخفضوا من قوة مزاعمهم.

ويقول باحثون في جامعة واشنطن الآن إنهم توصلوا إلى إجابة نهائية: الغاز ليس فوسفين، إنه ثاني أكسيد الكبريت.

وقالت فيكتوريا ميدوز، أستاذة علم الفلك بجامعة واشنطن، أن ثاني أكسيد الكبريت هو ثالث أكثر المركبات الكيميائية شيوعاً في الغلاف الجوي لكوكب الزهرة، ولا يعتبر علامة على الحياة.

ويؤكد العمل الذي قامت به جامعة واشنطن أن ثاني أكسيد الكبريت لا يفسر فقط ما لاحظته غريفز، ولكنه أكثر اتساقاً مع ما هو معروف عن الغلاف الجوي العلوي القاسي لكوكب الزهرة، والذي يتضمن سحباً من حمض الكبريت.