شاركت الدكتورة سارة ليستر بروك المديرة الطبية في الجمعية الوطنية البريطانية للتوحد في مقابلة حصرية لصحيفة الديلي إكسبريس، خبرتها حول مرض التوحد والأنماط السلوكية والعصبية والمهارات المرتبطة بالمرض، والتي تتمتع بخبرة واسعة في تقديم الدعم للأشخاص المصابين بالتوحد، وذلك منذ أن عملت كطبيبة نفسانية في عام 1986.
ومع أكثر من 30 عاما من الخبرة ، تلتقي الدكتورة بروك بالعديد من الأشخاص الذين يأتون من أجل تقييم التوحد، حيث يعاني معظم الذين تمت إحالتهم إلى عيادتها من صعوبات طويلة الأمد في تفاعلهم الاجتماعي مع الآخرين.
مرض التوحد
وبحسب الدكتورة بروك، تميل التفاعلات غير الفعالة و السلوكيات التي تبدو غير مرنة أو متكررة إلى أن يلاحظها الشخص الذي جاء للتقييم أو يتم ملاحظتها من قبل الآخرين . فخلال مرحلة الطفولة، غالباً ما تكون هناك اختلافات في قدرة الأطفال على اللعب باستخدام خيالهم الاجتماعي.
ومع ذلك، توضح الدكتورة بروك قائلة: "إن الحساسيات الحسية أو البحث عن تجارب حسية معينة، مثل مادة أو صوت معين يمكن أن يكون علامة على الإصابة بالتوحد في جميع الأعمار. حيث أن الأشخاص الذين يأتون لزيارتنا تظهر عليهم في كثير من الأحيان علامات تدل على ضعف الصحة العقلية ، و التي قد تكون في الواقع الشيء الذي يؤدي إلى إحالتهم إلي لتلقي العلاج و المساعدة . كما أننا نرى أيضا الكثير من الأشخاص الذين تم تشخيصهم بشكل خاطئ بحالات الصحة العقلية بينما هم في الواقع مصابون بالتوحد".
كما وأشارت الدكتورة بروك أنه من المثير للاهتمام أن أعراض التوحد يمكن أن تكون مختلفة و متنوعة تماما لدى الفرد الواحد طوال فترة حياته. وتشمل المجالات الرئيسية التي يعاني مصابي التوحد من صعوبات فيها ما يلي:
- التفاعل الاجتماعي المتبادل و التواصل .
- التفكير المتكرر و أنماط السلوك .
تقول الدكتور بروك: "تختلف أعراض و شكل اضطراب التوحد بشكل كبير اعتمادا على عمر الشخص و نقاط قوته و مهاراته بالإضافة إلى صحته العقلية، وهذا ما يجعل تقييم مثل هذا الاضطراب عملية معقدة بعض الشيء، فهذه الأشياء المختلفة تحتاج إلى أن يتم تحليلها و فهمها عبر نهج حساس ومتمحور حول الشخص نفسه، بحيث يمكن تحديد التشخيص بطريقة تعاونية و داعمة بشكل أساسي".
مرض التوحد
وأضافت: " كل سلوك تراه لدى المصابين بالتوحد يمكن رؤيته لدى أي شخص مصاب بأي اضطراب عصبي . حيث يجب أخذ الإجراءات و التحديات الأوسع التي يواجهها الشخص في الحياة اليومية في عين الاعتبار عند إجراء التقييم . فبادئ ذي بدء ، من المهم للغاية مساعدة شخص ما على فهم طيفه الفريد من التوحد، وعندما يتم توضيح الأمر لهم بطريقة حساسة ولطيفة، يجد الكثير من الناس الأمر مفيدا للغاية، لأنه يسمح لهم بفهم أنفسهم و الأشياء التي ربما حدثت و كانت مربكة و مرهقة بالنسبة لهم. وهذا بدوره يساعدهم على بناء رواية بديلة عن تجاربهم المعيشية ، و ربما يجعلهم يرون الأشياء من منظور أكثر إيجابية، والذي يمكن أن يكون قويا و مفيدا للغاية في علاجهم".
• ادارة الاجهاد والتوتر:
توضح الدكتورة بروك قائلة: "إن الكثير من المصابين بالتوحد يجدون صعوبة في فهم ومعالجة و التعامل مع عواطفهم و استجاباتهم العاطفية . لذلك ، أقترح أن العديد من المصابين بالتوحد سيستفيدون من العلاج المعرفي السلوكي، حيث يحتاج معظمهم إلى الحصول على مزيد من القدرة على التنبؤ والشعور بالأمان والإدراك الذاتي في بيئتهم المباشرة مقارنة بالأشخاص العاديين".
وأكملت: "بالنسبة للأشخاص المصابين بالتوحد ، يمكن أن يشعروا بأن المتطلبات الاجتماعية و الحسية ساحقة ومخيفة بالنسبة لهم، مما قد يجعلهم يسعون إلى تقليل الاتصال الاجتماعي لتهدئة أنفسهم".