أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين أصيبوا بالفعل بفيروس كورونا التاجي المستجد ونجو من إصابتهم قد لا يحتاجون إلى الجرعتين الموصى بهما من اللقاح.
ووجد الباحثون أن جرعة واحدة كفيلة بتعزيز المناعة لدى أولئك الذين أصيبوا بالمرض إلى نفس المستوى كما لو أنهم تلقوا كلتا الجرعتين.
ووفقاً لصحيفة The Hill، قال المؤلف الرئيسي للدراسة، البروفيسور فلوريان كرامر، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب بجامعة ماونت سيناي: "إن هذا سيجنب أي ألم أو إزعاج ناجم عن تلقي الجرعة الثانية، وسيوفر المزيد من اللقاحات للآخرين".
لقاح كورونا
ووجد البروفيسور فلوريان كرامر وزملاؤه أن الناجين من فيروس كورونا لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة بعد تلقي جرعات اللقاح بشكل ملحوظ.
كما ووجد الباحثين أن أولئك الذين أصيبوا سابقاً بفيروس كورونا ظهرت عليهم آثار جانبية أكثر شدة بعد تلقي الجرعة الأولى، مثل التعب والحمى والصداع والقشعريرة وآلام العضلات والمفاصل، وذلك وفقاً لما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز.
ويقول الخبراء أن نتائج الدراسة ليست مفاجأة بشكل كبير، مشيرين إلى أن أجهزة المناعة الخاصة بالأشخاص الناجين من فيروس كورونا مهيأة بالفعل للهجوم عندما تتعرف على الشفرة الجينية للفيروس، وعندما يتم حقن تلك المادة الجينية الموجودة في اللقاح في الجسم، يستجيب الجهاز المناعي لها بسرعة، الأمر الذي يجعل الناس يشعرون بالمرض.
وقال البروفيسور كرامر: "بناء على نتائج الدراسة، أعتقد أن جرعة واحدة يجب أن تكون كافية للأشخاص الذين سبق إصابتهم بالفيروس".
ومع ذلك، تم فحص الدراسة من قبل علماء آخرين، والذي تساءلوا عما إذا كان وجود المزيد من الأجسام المضادة يوقف بالفعل تكاثر الفيروس أم لا، حيث قال الدكتور إي جون ويري، مدير معهد علم المناعة في جامعة بنسلفانيا، لصحيفة The Hill: "لمجرد ارتباط الجسم المضاد بالفيروس لا يعني أنه سيحميك من الإصابة به".
بالإضافة إلى ذلك، يحذر كبار المسؤولين في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أنه يجب على الأشخاص الالتزام بتلقي الجرعتين الموصى بهما لتحقيق المناعة الكاملة وعدم إجراء أي تغييرات على جدول الجرعات.
وقال مفوض إدارة الأغذية والعقاقير الدكتور ستيفن هان والدكتور بيتر ماركس، من قسم اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء، في بيان لهما: "بدون البيانات المناسبة التي تدعم مثل هذه التغييرات في إدارة اللقاح، فإننا سنواجه خطرا كبيرا في تعريض الصحة العامة للخطر وتقويض جهود التطعيم التاريخية لحماية السكان جائحة فيروس كورونا".
المصدر: شبكة نيوز ماكس