اتخذ العلماء في وكالة ناسا نهجاً جديداً لقياس المدى العالمي لتقلبات الكربون في الغابات، حيث يمكن أن يؤدي البحث في النهاية إلى تحسين تقديرات دورة الكربون والمساعدة في التنبؤ بتأثير الغابات على تغير المناخ في المستقبل.
استخدم الباحثون بيانات من التقارير الأرضية والمسوحات الجوية والأقمار الصناعية لتقييم كيفية تأثير التغيرات في الغابات على مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على مدار العقدين الماضيين.
وأتاحت الطريقة التي استخدمها الخبراء التمييز بين مساهمات أنواع مختلفة من الغابات، وأكدت أن الغابات الاستوائية تلعب الدور الأكبر في تقلبات الكربون العالمية، فالآن لا تمتص الغابات الاستوائية المزيد من الكربون، بل تطلق أيضاً المزيد من الانبعاثات نتيجة إزالة الغابات وتدهورها.
ووجد الباحثون أنه في كل عام من 2001 إلى 2019، تمتص الغابات بشكل جماعي حوالي 15.6 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي للأرض.
وفي الوقت نفسه، أدت إزالة الغابات والحرائق والاضطرابات الأخرى إلى ما معدله 8.1 مليار طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وقالت الباحثة الرئيسية نانسي هاريس، مديرة الأبحاث في برنامج الغابات التابع لمعهد الموارد العالمية: "تعمل الغابات كطريق سريع مكون من مسارين في النظام المناخي، فالعرض التفصيلي للمكان الذي يحدث فيه كلا الجانبين، انبعاثات الغابات وإزالة الغابات، يضيف شفافية لرصد السياسات المناخية المتعلقة بالغابات."
وعلى الرغم من المبادئ التوجيهية الموحدة الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، فإن التقارير السنوية الحالية لبيانات الغابات الوطنية تختلف باختلاف الموارد المتاحة في مختلف البلدان، حيث يؤدي عدم الاتساق في البيانات إلى خلق قدر كبير من عدم اليقين.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة لولا فاتوينبو: "الشيء الجيد هو أننا نعلم أن هناك عدم يقين ويمكننا تحديده كماً، وتأتي جميع التقديرات مع حالة من عدم اليقين حولها، والتي ستظل أصغر وأصغر مع حصولنا على مجموعات بيانات أفضل."
يسجل التحقيق في ديناميكيات النظام البيئي العالمي، وهو أداة ليزر في محطة الفضاء الدولية، الهياكل ثلاثية الأبعاد للغابات المعتدلة والاستوائية في العالم، وإلى جانب بعثات ناسا الأخرى، ستوفر البيانات مزيداً من المعلومات عن معدلات إزالة الكربون في هذه المناظر الطبيعية.