هكذا احتلت الجرذان المكاتب الفارغة في لندن

يُعتبر مبنى المكاتب الفارغ هو مكان جيد للحماية بالنسبة للجرذان، فسيكون الجو دافئاً وجافاً، وإذا كان الفأر محظوظاً، فإن أحد البشر الذين غادروا على عجل قبل آخر إغلاق لفيروس كورونا سيترك له رغيف نصف مأكول في الدرج. 

يعد فقدان الفأر لنظامه الغذائي المعتاد من بقايا الطعام بمثابة ضربة، لكنه ليس بالأمر المستحيل، حيث يقول ريتشارد آشلي، الأستاذ الفخري للمياه الحضرية بجامعة شيفيلد: "ستجد الفئران دائماً ما تأكله، ورغم أن الفضلات البشرية مثالية، لكن أي مادة عضوية طبيعية ستفي بالغرض، فالنباتات المنزلية جيدة، وحتى الجلد سيفي بالغرض".

يمكن للفأر عادةً العثور على طريقة للدخول عبر دورات المياه، وهذا يجعل من الصعب الإمساك به ومن غير المرجح أن يطفو على السطح بينما يجلس الإنسان بالفعل في الحمام، مما يريح الإنسان. 

ومع ذلك، إذا تُرك المكتب فارغاً مع تشغيل التدفئة المركزية، يمكن أن يتبخر الماء وقد يكون من المفيد للفأر المخاطرة بالهجرة الرأسية من المجاري الباردة إلى بيئة الشركة الدافئة.

ويقول آندي تايسون من إدارة ومكافحة الآفات في لندن: "يمكن للفأر أن يتسلق أنبوب مياه الصرف الصحي، ولا توجد مشكلة، وإذا لم يكن هناك أحد يستخدم المرحاض ويغسل الخزان، يمكن للفئران الخروج"، ويضيف أن هذه مشكلة خاصة في مباني المكاتب الحديثة، حيث عادة ما تكون أنابيب الصرف الصحي مصنوعة من البلاستيك ومغطاة داخل الجدران، و"يمكن للفئران أن تقضم البلاستيك، ليس في كثير من الأحيان، لكنهم فعلوا ذلك ويمكنك معرفة ذلك، ونواجه مشكلة حقيقية في العثور عليها ولا يوجد أي شخص أعرفه لديه حل مثالي لها".

وبمجرد دخول الفأر، سيجد هو وعائلته أن بيئة المكتب الحديثة العديد من مواقع التعشيش الملائمة، ويقول ريك يونغ ، مراقب الآفات من مانشستر: "هل تعرف تلك الأسقف الرهيبة التي تحصل عليها في المكاتب، ذلك البلاط المربّع الذي تنقله ولا يمكنك إعادة وضعه في وضع مستقيم؟، هذا أحد المواقع الرئيسية للفئران، وهي مليئة بأسلاك جميلة لمضغها". 

ويقول أنه تم استدعاؤه ذات مرة إلى متجر رياضي حيث سقط فأر عبر هذه المنطقة الحدودية على أحد العملاء، ويضيف: "الجرذان ثقيلة جداً، كما تعرفون".