عالم الحيوان

قرود المارموسيت لها شخصيات مميزة أيضاً

8 شباط 2021 22:24

قرود المارموسيت هي قرود صغيرة اجتماعية للغاية في العالم الجديد توازي البشر في تنظيمهم الاجتماعي، حيث يعيشون في وحدات عائلية متماسكة، حيث يعمل الآباء كمربيين ويساعدهم نسلهم في تربية الصغار، وأظهر الباحثون أن القرود الأسيرة التي تعيش في النمسا وكذلك القرود التي تعيش في ظل ظروف طبيعية في غابات كاتينغا شبه القاحلة في شمال شرق البرازيل تظهر اختلافات ثابتة في شخصياتهم، على غرار البشر.

وفي مهام الشخصية، يمكن للقرود أن تستكشف وتتفاعل مع بيئة مألوفة، وأطعمة جديدة، وأشياء جديدة، ومواقف تحاكي موقفاً لمفترس (مثل مواجهة ثعبان لعبة بلاستيكية أو شيء غريب المظهر)، ولاحظ الباحثون بعناية ردود فعل هذه القرود في المهام، على سبيل المثال عند تجربة قطعة من الكاكايا أو الانخراط مع لعبة ملونة على شكل خشخشة، كان بعض الأفراد سريعاً في التعامل مع أي حداثة، بينما كان البعض الآخر أكثر حرصاً، حيث يُظهر هنا نمطاً مشابهاً للبشر: على سبيل المثال، يستمتع بعض البشر بتجربة مطاعم جديدة، بينما يفضل البعض الآخر تناول الطعام في مطعمهم المفضل، وما هو أكثر إثارة للاهتمام، عند مقارنة السمات الشخصية للقرود في النمسا على مدار أربع سنوات، وجد المؤلفون أن هذه القرود متسقة تماماً في سمات شخصيتها (على سبيل المثال، تلك القرود الاستكشافية عندما يكونون أصغر سناً، تظل استكشافية بالمثل بعد أربع سنوات)، وكان الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة هو القرود التي غيرت حالة تكاثرها في وحدات الأسرة.

تقول فيدرانا ليبوجور، باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة فيينا: "لقد وجدنا أن القرود الذين أصبحوا مربيين، أي الأفراد المهيمنين في المجموعة، أصبحوا أيضاً أكثر جرأة، وفي البشر والحيوانات الأخرى غير البشرية، نرى نمطاً مشابهاً، فغالباً ما يُظهر الأشخاص الفعالون في المناصب القيادية مستويات أعلى من الانبساط، بالإضافة إلى بعض السمات الأخرى (على سبيل المثال، التوافق العالي والضمير وانخفاض العصابية)، في الحمام الزاجل، لقد ثبت أن الأفراد الأكثر جرأة لديهم مرتبة أعلى في التسلسل الهرمي ومن المرجح أن يؤثروا على اتجاه الحركة الجماعية، كما أن صراصير الميدان التابعة التي تغير وضعها إلى المهيمنة تظهر أيضاً زيادة في الجرأة والاستكشاف والنشاط ".

من المثير للاهتمام بشكل خاص أن هذه هي المرة الأولى التي يكتشف فيها الباحثون شخصية القرود البرية، ويقول توماس بوغنيار، أستاذ علم السلوك المعرفي بجامعة فيينا وكبير مؤلفي الدراسة: "لقد قمنا بتكييف بطارية الاختبار الخاصة بنا من الوضع الأسير الذي يتم التحكم فيه جيداً إلى الظروف غير المتوقعة في البرية، أما في البرية، لدى القرود الكثير من الأشياء للقيام بها في حياتهم اليومية، ومع ذلك، في مقابل بعض الموز، قرروا المشاركة في هذه المهام، لقد سررنا باكتشاف أن القرود البرية تظهر بنية شخصية مشابهة جداً لتلك الموجودة في الأسر".