البيت الأبيض يدرس إغلاق سجن غوانتانامو

أخبار

متحدية العقبات السياسية والقانونية.. إدارة جو بايدن تدرس إغلاق سجن غوانتانامو

13 شباط 2021 11:01

صرح مسؤول في البيت الأبيض يوم أمس الجمعة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قد بدأت مراجعة رسمية لمستقبل السجن العسكري الأمريكي في خليج غوانتانامو في كوبا، وذلك إحياء لهدف ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بإغلاق سجن غوانتانامو السيئ السمعة.

وقال شخصان مطلعان على الأمر لوكالة "رويترز" للأنباء أن بعض المساعدين المشاركين في المناقشات الداخلية يفكرون في تقديم إجراء تنفيذي ليوقعه الرئيس جو بايدن خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، في إشارة إلى محاولة جديدة لإزالة ما وصفه المدافعون عن حقوق الإنسان بأنه وصمة عار على الصورة العالمية لأمريكا.


سجن غوانتانامو

ومع ذلك، فإن مثل هذه المبادرة من غير المرجح أن تسدل الستار في أي وقت قريب على سجن غوانتانامو شديد الحراسة الموجود في محطة غوانتانامو البحرية، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى العقبات السياسية والقانونية الشديدة التي ستواجهها الإدارة الجديدة جراء أخذ مثل هذه الخطوة.

وتجدر الإشارة إلى أن سجن غوانتانامو قد أنشئ لاحتجاز المشتبه بهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، وأصبح سجن غوانتانامو الخارجي رمزا لتجاوزات "الحرب على الإرهاب" الأمريكية بسبب أساليب الاستجواب القاسية التي يقول النقاد إنها ترقى إلى مستوى التعذيب.

وبدورها قالت إميلي هورن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، لوكالة "رويترز" للأنباء: "ننفذ نقاشات في مجلس الأمن القومي لتقييم الوضع الحالي الذي ورثته إدارة بايدن عن الإدارة السابقة بما يتماشى مع هدفنا الأوسع بإغلاق معتقل غوانتانامو".

وأضافت اميلي هورن لذلك "سيعمل مجلس الأمن القومي بشكل وثيق مع وزارات الدفاع والولاية والعدل لإحراز تقدم نحو إغلاق سجن غوانتانامو، وبالتشاور الوثيق مع الكونجرس أيضاً".

الجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون التأثير الفوري لهذا النهج الجديد المتعلق بمنشأة غوانتانامو هو إعادة، بشكل ما، لعهد رئيس بايدن القديم، الرئيس السابق باراك أوباما، والتي عكسها دونالد ترامب بمجرد توليه منصبه في عام 2017.

باراك أوباما

وأبقى ترامب السجن مفتوحاً خلال السنوات الأربع التي قضاها في البيت الأبيض، رغم أنه لم يملأه أبداً بـ "الرجال السيئين" كما تعهد ذات مرة.

والآن، لا يزال السجن يحتوي على 40 سجيناً، معظمهم محتجزون لما يقرب من عقدين من الزمن دون توجيه أي اتهامات ضدهم ودون حصولهم على محاكمة حتى.

كما وتجدر الإشارة إلى أن إدارة بايدن لم تجعل من إغلاق سجن غوانتانامو أحد أولوياتها المبكرة في الوقت الذي تكافح فيه الجائحة الفيروسية وتداعياته الاقتصادية في الداخل والتحديات العالمية الأخرى.

ولكن في المقابل، جعل أوباما إغلاق معتقل غوانتانامو أحد أوامره التنفيذية الأولى في عام 2009، لكنه فشل في تحقيق هذا الهدف بنهاية ولايته الثانية.

بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن إغلاق المنشأة دائماً ما كان مطلباً قديما للديمقراطيين التقدميين، الذين ساعد دعمهم بايدن في الفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخير التي أجريت في نوفمبر الماضي.

كما ويقول بعض المنتقدين أن استمرار وجود السجن هو تذكير للعالم بممارسات الاعتقال القاسية التي فتحت باب اتهامات بالتعذيب أمام الولايات المتحدة وشوهت صورتها، كما أنه مثال صارخ على الكيفية التي تسبب بها الشكوك العنصرية التي يغذيها الرجال ذو البشرة السوداء وذوي البشرة البنية في أعمال المراقبة غير المتناسبة والاشتباه في أعمال الإرهاب.

وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 100 منظمة حقوقية قد وقعت على رسالة بتاريخ 2 فبراير، والتي أرست إلى بايدن للمطالبة بإغلاق سجن غوانتانامو وإنهاء احتجاز المشتبه بهم المحتجزين هناك لأجل غير مسمى، قائلة أنه قد مضى وقت طويل لتنفيذ حساب ذي مغزى مع النطاق الكامل للضرر الذي تسبب فيه نهج ما بعد 11 سبتمبر في نشر العنصرية و تشويه صورة البلاد.

ووفقاً للرسالة، فإن سجن غوانتانامو يواصل إحداث أضرار متصاعدة وعميقة للرجال الذين ما زالوا يعانون هناك، ويستمر في دفع النهج الذي يمثله في تغذية وتبرير التعصب الأعمى والتنميط والوصم بالإرهاب.

وسجن غوانتانامو يرسخ الانقسامات العنصرية والعرقية على نطاق واصع، ويخاطر بتسهيل ارتكاب انتهاكات حقوقية إضافية في المستقبل.

المصدر: شبكة ZBC News