عالم الحيوان

دراسة جديدة تكشف أن مراكز الدماغ التي تدعم الحب تختلف بحسب الأنواع

14 شباط 2021 21:28

في جميع أنحاء المملكة الحيوانية، هناك العديد من الأنواع التي تشكل روابط أحادية الزواج مع أقرانها تماماً مثل البشر، وفي دراسة جديدة من جامعة ديوك، اكتشف الخبراء أن دوائر الدماغ التي تدعم الحب الدائم في بعض الأنواع ليست هي نفسها في أنواع أخرى.

ومن أجل التحقيق، قارن الباحثون الأنواع أحادية الزواج وغير المختلطة ضمن مجموعة من الرئيسيات تعرف باسم الليمور.

يُعتبر الليمور ذو البطن الأحمر والليمور النمس نوعان من أنواع الليمور الوحيدة التي يتلازم فيها الذكور والإناث معاً لتربية صغارهم والدفاع عن أراضيهم.

وبمجرد أن يترابط ليموران، يقضيان حوالي ثلث حياتهما كزوجين، حيث يقضي الشركاء ساعات في الاعتناء ببعضهم البعض أو التجمهر جنباً إلى جنب.

بشكل عام، يعد الزواج الأحادي أمراً نادراً بين الثدييات ويظل لغزاً إلى حد ما بالنسبة لعلماء الأحياء، ففي حين أن حوالي 90 بالمائة من أنواع الطيور عادة ما تكون مخلصة لشريك واحد، إلا أن ثلاثة إلى خمسة بالمائة فقط من الثدييات تخلص لبعضها، حيث قال المؤلف الرئيسي للدراسة نيكولاس غريب: "إنه أمر غير مألوف".

شرع الباحثون في استكشاف الأسباب التي تجعل بعض الأنواع تميل بيولوجياً إلى الزواج الأحادي، ووجدت دراسات سابقة أدلة على أن هرمونين يتم إطلاقهما أثناء التزاوج، وهما الأوكسيتوسين والفازوبريسين، لهما تأثير على الحب الدائم وفقاً لكيفية تأثيرهما على الدماغ.

وعندما قارن الخبراء أدمغة فئران البراري أحادية الزواج بنوعين آخرين من فئران التجارب التي تتصرف بطريقة مختلطة، وجدوا أن فئران البراري بها "مواقع" أكثر للهرمونات، لا سيما في أجزاء من نظام المكافأة في الدماغ.

وإذا كانت هذه "المواد الكيماوية" تعزز الحب الدائم في الفئران، فقد افترض الباحثون أنها قد يكون لها نفس التأثير على البشر، ولذلك ركزت الدراسة على الليمور لأنها جينياً أقرب للبشر من الفئران.

استخدم الباحثون تقنية تصوير تسمى التصوير الشعاعي الذاتي على 12 ليمور ماتت لأسباب طبيعية في مركز ديوك ليمور، واستخدموا الصور لتعيين مواقع الربط للأوكسيتوسين والفازوبريسين.

قارن الفريق نتائج تصوير الدماغ في الليمور مع النتائج السابقة في الفئران والقرود، وكشف هذا التحليل عن بعض الاختلافات الملحوظة في كثافة وتوزيع مستقبلات الهرمون.

وبشكل أساسي، وجد أن الأوكسيتوسين والفازوبريسين يعملان على أجزاء مختلفة من الدماغ في الليمور، مما يعني أنه قد يكون لهما أيضاً تأثيرات مختلفة اعتماداً على موقع الخلية المستهدفة.

وقال مؤلفو الدراسة إن النتائج تحذر من استخلاص استنتاجات بسيطة بناءً على تجارب القوارض حول كيفية ظهور السلوكيات الاجتماعية البشرية.