مع احتدام المعركة بين شركتي التكنولوجيا الأمريكيتين فيسبوك وآبل، خرجت صحيفة وول ستريت جورنال بتقرير جديد هذا الصباح يشرح بالتفصيل سبب غضب شركة فيسبوك من شركة آبل.
ووضح التقرير أن إحدى نقاط التحول في المعركة كانت مقابلة أجراها تيم كوك في عام 2018 وسط فضيحة Cambridge Analytics التي منيت بها شركة فيسبوك، والتي ارتبطت بشكل أساسي بتسريب معلومات الخصوصية الخاصة بمستخدمي شركة فيسبوك.
مارك زوكربيرغ
خلال تلك المقابلة، أعلن كوك أن شركة آبل ما كانت لتجد نفسها أبدا في مثل هذا الموقف الصعب الذي وضعت فيه شركة فيسبوك، ودعا إلى "تنظيم جيد الصياغة" لمنع حدوث مواقف مماثلة في المستقبل، في حين زوكربيرغ بشكل علني واصفاً تعليقات كوك بأنها "عفوية" وغير صادقة.
أما في السر، يقول تقرير صحيفة وول ستريت جورنال أن مارك زوكربيرغ كان أكثر قسوة مما أظهر للإعلام، حيث ورد أنه قد أخبر موظفيه وفريقه في شركة فيسبوك أنهم يجب أن يلحقوا الأذى بشركة آبل.
وفي أواخر عام 2020، ورد أن شركة فيسبوك حاولت الانضمام إلى شركة الألعاب Epic Games في معركتها القانونية ضد شركة آبل عن عمد، لكنها قررت في نهاية المطاف البقاء على الهامش، فقد وافقت على تقديم المستندات إلى شركة Epic Games وتقديم المساعدة لها عند الضرورة.
كما وأشارت التقارير الأخيرة إلى شركة فيسبوك تخطط لرفع دعوى قضائية ضد الاحتكار ضد شركة آبل أيضاً.
كما وقالت قالت متحدثة باسم شركة فيسبوك، داني ليفر، أن عرض شركة أبل للاختيار بين الخدمات الشخصية والخصوصية هو "مقايضة خاطئة"، وأن فيسبوك يوفر كليهما.
وأضاف داني ليفر: "هذا لا يتعلق بشركتين، بل بمستقبل الإنترنت المجاني، حيث أن الشركات الصغيرة و مطوري التطبيقات و المستهلكين سيتكبدون خسائر فادحة بموجب قواعد شركة آبل الجديدة . ففي حين تدعي شركة آبل أن هذا يتعلق بالخصوصية ، إلا أنه يتعلق بالربح في حقيقة الأمر، ونحن ننضم إلى الآخرين للإشارة إلى تفضيلهم الذاتي و سلوكهم المناهض للمنافسة".
بالإضافة إلى ذلك، نفت ليفر في بيانها أن يكون الخلاف بين الشركتين خلافاً شخصياً، قائلة أن شركة فيسبوك تقف عمدا في وجه شركة آبل نيابة عن الشركات والمطورين المتضررين من سياسات شركة آبل الجديدة.
• لم تكن الأمور دائما على هذا النحو:
تجدر الإشارة إلى أن تقرير صحيفة وول ستريت جورنال يشير إلى أن شركتي فيسبوك و آبل لم يكونا دائما على خلاف كما هو الحال الآن.
ففي الواقع، خلال مقابلة أجريت عام 2014 ، أشار كوك إلى شركة فيسبوك على أنها شريك مع التأكيد على التهديد التنافسي الذي يمثله نظام تشغيل الهواتف الذكية أندرويد على شركة آبل و نظام تشغيلها iOS.
ولكن مع تصاعد التوترات على مدى السنوات اللاحقة، ورد أن زوكربيرغ وكوك قد عقدا اجتماعاً وجهاً لوجه في عام 2017، مما قد أدى إلى "مواجهة متوترة" بحسب ما ذكره التقرير الجديد.
كما وكشف تقرير صحيفة وول ستريت جورنال أن حالة التوتر بين شركتي فيسبوك وآبل قد أصبحت شرسة للغاية لدرجة أن مستشاري الشركتين، بما في ذلك شركات المحاماة وجماعات الضغط، قد أصبحوا قلقين للغاية من أنهم ين يكونوا قادرين على العمل مع كليهما.
والجدير بالذكر أن شركة آبل قد زادت بشكل مستمر من تركيزها على مسألة الخصوصية، وهي تخطط لإطلاق ميزة شفافية تتبع التطبيقات الجديدة لمستخدمي هواتفها الذكية "أيفون" عما قريب.
وواصل تيم كوك أيضاً انتقاد نموذج أعمال فيسبوك مؤخراً، حيث قال في مقابلة مصورة خلال الشهر الماضي إن التركيز على المشاركة بدلاً من الخصوصية يؤدي إلى "الاستقطاب" و"العنف".
