دراسة جديد تكشف تأثير الكافيين على المادة الرمادية في الدماغ وعلى نومك

علوم

دراسة جديد تكشف تأثير الكافيين على المادة الرمادية في الدماغ وعلى نومك

18 شباط 2021 12:30

توضح دراسة جديدة لباحثون من جامعة بازل أن تناول الكافيين بانتظام لا يخل بجودة النوم، ولكنه يمكن أن يغير حجم المادة الرمادية في الدماغ المرتبطة بالذاكرة.

وسواء كنت من محبي القهوة أو الكولا أو مشروبات الطاقة، يقول مؤلفو الدراسة أن الكافيين هو المادة ذات التأثير النفساني الأكثر استهلاكا في العالم.

تأثير الكافيين على الدماغ

وتكشف النتائج التي توصل إليها الباحثون أن استهلاك الكافيين الموجود في تلك المشروبات وإن كان لفترة قصيرة من الوقت يمكن أن يغير حجم المادة الرمادية في الدماغ.

• الكافيين الجيد والسيئ:

كون الكافيين مادة منبهة، فإن الكافيين يساعد معظم الأشخاص الذين يشربونه على الشعور بمزيد من اليقظة والانتباه، ومع ذلك، فقد تم ربط تناول الكثير منه قبل النوم بأعراض الأرق، وبغض النظر عن كيفية حدوث ذلك، فإن قلة النوم ليست مفيدة أبدا للدماغ أو الجسم.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسات السابقة أن الحرمان من النوم يمكن أن يؤثر على كمية المادة الرمادية في الدماغ أيضاً.

والجدير بالذكر أن المادة الرمادية في الدماغ هي جزء من الجهاز العصبي المركزي، وتتكون في الغالب من أجسام الخلايا للخلايا العصبية.

تأثير الكافيين على الجهاز العصبي

ومن ناحية أخرى، تشكل المادة البيضاء في الدماغ بشكل أساسي المسارات العصبية للعقل، وهي الامتدادات الطويلة للخلايا العصبية.

فهل يلعب الكافيين دوراً حقيقياً في إحداث الضرر الناجم عن الحرمان من النوم؟، قام الباحثون بقيادة الدكتورة كارولين ريتشيرت والبروفيسور كريستيان كاجوشن بفحص 20 شخصاً يتمتعون بصحة جيدة ويشربون القهوة بشكل منتظم للتأكد من الأمر.

• هل تأثير الكافيين على النوم مجرد خرافة؟

خلال الدراسة، قام المشاركين باستبدال عاداتهم اليومية في تناول القهوة بأقراص خلال تجربتين لمدة 10 أيام، وتضمنت إحدى التجارب أقراص الكافيين الفعلية، لكن الأخرى كانت عبارة عن أقراص وهمية لا تحتوي على كافيين على الإطلاق.

و بعد 10 أيام، حلل الباحثون حجم المادة الرمادية في دماغ كل شخص باستخدام فحوصات الدماغ، كما وتم قياس جودة نوم كل مشارك في مختبر يسجل النشاط الكهربائي لأدمغة الأشخاص أثناء نومهم في الليل.

وأظهرت النتائج المفاجئة أن استخدام الكافيين لا يؤدي إلى قلة النوم، ولكن كان هناك تغيرات كبيرة في حجم المادة الرمادية في الأيام العشرة مع أو بدون الكافيين في أدمغة المشاركين.

بعد 10 أيام من عدم تناول الكافيين، كان لدى المشاركين حجم أكبر بكثير من المادة الرمادية في الدماغ مما كان عليه أثناء تناول الكافيين، حيث كانت الاختلافات ملحوظة بشكل خاص في الفص الصدغي الإنسي الأيمن للدماغ، والتي تحتوي على منطقة الحصين المسؤولة عن الذاكرة.

وتقول الدكتورة ريتشيرت: "لا تعني نتائجنا بالضرورة أن استهلاك الكافيين له تأثير سلبي على الدماغ، ولكن من الواضح أن استهلاك الكافيين اليومي يؤثر على أجهزتنا المعرفية، والتي يجب أن تؤدي في حد ذاتها إلى الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات".

• تغييرات الدماغ من الكافيين مؤقتة وليست دائمة:

في حين أن الكافيين قد يقلل من كمية المادة الرمادية في الدماغ، فقد وجدت الدراسة أن هذه التغييرات لا تستمر لفترة طويلة إذا ما توقف الشخص عن تناول المنشطات. حيث يقول الباحثون أن المادة الرمادية تجددت في أدمغة الأشخاص خلال أيامهم العشرة التي تناولوا فيها الأقراص الوهمية.

وحتى الآن، تمت دراسة التأثير الصحي للكافيين على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية، وقال مؤلفو الدراسة أن المعلومات المتوفرة عن تأثير الكافيين على الجسم السليم قليلة نسبيا.

وأضافت الدكتورة ريتشيرت: "إن التغييرات في مورفولوجيا الدماغ تبدو مؤقتة، لكن المقارنات المنهجية بين شاربي القهوة وأولئك الذين يستهلكون القليل من الكافيين أو لا يستهلكونه على الإطلاق كانت غير موجودة حتى الآن".

المصدر: موقع Study Finds