لقاح ينجح في علاج الأورام السرطانية ومنع انتشارها في الفئران

علوم

لقاح الحمض النووي الريبي ينجح في علاج الأورام السرطانية ومنع انتشارها لدى الفئران

18 شباط 2021 13:03

يحتل نجاح لقاحات فيروس كورونا التاجي المستجد العناوين الرئيسية في جميع أنحاء العالم، في حين يقول بعض العلماء أن لقاحاً مشابهاً للغاية يستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسل (mRNA)، قد يكون الخطوة الأولى في تطوير وإنتاج لقاح مضاد للسرطان.

وتوصلت دراسة جديدة صينية إلى أن لقاح العلاج المناعي باستخدام الهيدروجيل يمكن أن يهاجم الأورام السرطانية بنجاح، ويوقف الخلايا السرطانية من الانتشار في فئران التجارب.

لقاح ينجح في علاج الأورام السرطانية لدى الفئران

قال باحثون من المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا علم النانو في الصين أن حقن الهيدروجيل المتخصصة كان يمكنها أن تطلق جزئيات نانوية من الحمض النووي الريبي ببطء على مدى 30 يوم في الفئران المصابة بسرطان الجلد، وهو أكثر أنواع سرطان الجلد فتكاً، وقد نجح اللقاح في مقاومة الأورام ومنع الخلايا السرطانية من الانتشار والوصول إلى الرئتين.

• كيف يعمل اللقاح؟

طريقة عمل هذا اللقاح الواعد يشبه بشكل كبير طريقة عمل لقاح فيروس كورونا التاجي المستجد، فهو يستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسل (mRNA) لتنشيط الجهاز المناعي لمحاربة الأمراض.

ولكن بدلاً من إرسال إشارات إلى الجسم لاستهداف فيروس كورونا، فإن لقاح الحمض النووي الريبي للسرطان يحفز جهاز المناعة لمهاجمة الأورام السرطانية.

وبحسب الباحثين، تحتوي هذه اللقاحات على الحمض النووي الريبي المرسل الذي يشفر البروتينات التي تصنعها الخلايا السرطانية على وجه التحديد، وعندما يدخل الحمض النووي الريبي المرسل إلى الخلايا العارضة للمستضد، يبدئان في صنع بروتين الورم وعرضه على أسطحهم، مما يؤدي إلى تحفيز الخلايا المناعية الأخرى على البحث عن الأورام التي تصنع هذا البروتين وتدميرها على الفور.

لقاح ينجح في علاج الأورام السرطانية ومنع انتشارها في الفئران

لسوء الحظ، فإن الحمض النووي الريبي المرسل غير مستقر للغاية، ويمكن أن يتحلل بسرعة بسبب الإنزيمات الموجودة في جسم الإنسان، وكانت بعض المحاولات السابقة لاستخدام الجسيمات النانوية لحمل الحمض النووي الريبي المرسل وحمايته لكنها كانت محاولات فاشلة للأسف، لأن الجسم يزيل هذه الجسيمات في فترة زمنية قصيرة تقل عن يومين.

خلال هذه الدراسة، طور الباحثان جوانجغن ناي وهاي وانغ وفريقهم بديل حقن الهيدروجيل لتوصيل الحمض النووي الريبي المرسل القاتل للسرطان.

والجدير بالذكر أن مادة الهيدروجيل هي عبارة عن بوليمر يمتص الماء ويتوافق مع جسم الإنسان ويمكنه نقل الإشارات الكهربية الحيوية، وعندما يتم حقن اللقاح الجديد في الجلد، فإنه يطلق ببطء جزيئات الحمض النووي الريبي المرسل النانوية جنباً إلى جنب مع جزيء يساعد على تحفيز الاستجابة المناعية في الجسم.

• هل يمكن أن يوفر هذا اللقاح مناعة طويلة الأمد ضد السرطان؟

استخدم الباحثون بروتين المأخوذ من بياض بيض الدجاج في نموذجهم، وقاموا بخلط الحمض النووي الريبي الموجود في البيض والجزيء المسبب لمركبات أخرى لتكوين الهيدروجيل.

ثم قام الفريق بحقن هذا المركب تحت جلد كل فأر من فئران التجارب التي كانت تعاني من الورم الميلانيني، وتم تغييرها وراثياً للتعبير عن بروتين ovalbumin. وعلى مدار الثلاثين يوم، أطلقت حقن الهيدروجيل جزيئات الحمض النووي الريبي المرسل في أجسامها ببطء، وتم تنشيط الخلايا التائية وتحفيز إنتاج الأجسام المضادة في أجسامها استجابة لذلك.

وكشفت النتائج أن أورام الميلانوما في هذه الحيوانات قد تقلص حجمها بالفعل، ولم تظهر عليها أي أعراض على انتشار السرطان أو وصوله إلى الرئتين. كما ويقول الباحثون أن لقاح الهيدروجيل الخاص بهم يظهر إمكانات مثيرة لخلق علاج مناعي طويل الأمد وفعال ضد السرطان، ولا يتطلب سوى جرعة واحدة للتغلب على المرض القاتل الذي دائماً ما عانت منه البشرية.

المصدر: موقع Study Finds