على الرغم من أن الأخطبوط معروف بأذرعه الكثيرة، إلا أنه لا يبدو أنه يعرف مكان وجود تلك الملحقات الثمانية في معظم الأوقات.
قال نير نيشر، المحاضر البارز في العلوم البحرية: "في الأخطبوط، ليس لديك عظام ولا مفاصل، وكل نقطة في ذراعه يمكن أن تذهب إلى كل اتجاه يمكنك التفكير فيه، لذا حتى لو كانت ذراع واحدة، فهي شيء يمثل درجات لا نهائية من الحرية."
إذن، كيف يحافظ الأخطبوط على كل تلك الأطراف المتذبذبة المغطاة بالماصّات بعيداً عن المشاكل؟ وفقاً لدراسة نُشرت هذا الشهر في مجلة علم الأحياء الحيوي التجريبي للدكتور نيشر وزملائه، يمكن لأذرع الأخطبوط الشعور بالضوء والاستجابة له، حتى عندما لا يتمكن الأخطبوط من رؤية الضوء بعينيه، وقد تساعد هذه القدرة على استشعار الضوء رأسيات الأرجل في إخفاء أذرعها عن الحيوانات الأخرى التي يمكن أن تخطئ في طرف ذراعها على أنها دودة بحرية أو نوع آخر من الوجبات.
لاحظ إيتامار كاتز، أحد مؤلفي الدراسة، لأول مرة قوى الكشف عن الضوء أثناء دراسة ظاهرة مختلفة: كيف يتسبب الضوء في تغير لون جلد الأخطبوط مع الدكتور نيشر وتال شومرات، وهو مؤلف آخر، رأى السيد كاتس أن الضوء الساطع على ذراع الأخطبوط جعله يسحبها، حتى عندما كان المخلوق نائماً.
وأظهرت تجارب أخرى أن الأذرع ستتجنب الضوء في المواقف التي لا يستطيع فيها الأخطبوط رؤيته بعينيه، وحتى عندما تصل الأخطبوطات إلى ذراع من فتحة صغيرة في حوض مائي معتم ومغطى للطعام، فإن الذراع تتراجع بسرعة عندما يسطع الضوء عليها 84 في المائة من الوقت.
وقال الدكتور نيشر: "كانت هذه مفاجأة، كما لو أن الأخطبوط يمكنه رؤية الضوء من خلال ذراعه، ويمكنه أن يشعر بالضوء من خلالها، إنهم لا يحتاجون إلى العين من أجل ذلك."