العلاقة بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية

وأثناء نوبة الصداع النصفي، غالباً ما يشعر الأشخاص بالغثيان ويكونون حساسين للضوء والصوت، ويعاني ما يصل إلى ثلث المصابين بالصداع النصفي من أحاسيس بصرية أو جسدية غريبة تُعرف باسم الهالة "الأورا".

الصداع النصفي

بحسب ما قاله الدكتور كريستوفر أندرسون، رئيس قسم السكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الدماغية في مستشفى بريغهام للنساء والولادة التابع لجامعة هارفارد: "عادة ما تحدث الهالة قبل وقت قصير من الصداع، على الرغم من أن بعض الناس يعانون فقط من الهالة دون صداع. وتعرف كلا من هاتين الحالتين باسم الصداع النصفي المصحوب بأورا أو الصداع النصفي الكلاسيكي. ودائماً ما ارتبط كلاهما بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخاصة السكتة الدماغية".

ويضيف الدكتور أندرسون: "إن الصداع النصفي يميل إلى أن يكون أكثر شيوعاً عند النساء الأصغر سناً، لكن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لديهن يكون منخفضا للغاية أيضاً. واكتشفنا ذلك من دراسة أجريت عام 2020 واشتملت على ما يقرب من 28000 امرأة كن جزءاً من دراسة صحة المرأة، وكن يبلغن من العمر 45 عاما أو أكثر ولم يكن لديهن دليل على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية عندما بدأت الدراسة في أوائل التسعينيات".

تجدر الإشارة إلى أن ما نسبته 5٪ فقط من المشاركات في تلك الدراسة قد أبلغن أنهن أصبن بالصداع النصفي المصحوب بالهالة.

وكان المعدل السنوي للإصابة بالنوبات القلبية أو السكتة الدماغية أو الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية أقل قليلاً من معدل النساء المصابات بالصداع النصفي بدون هالة أو بالصداع النفسي العادي.

• هل هناك آلية مشتركة؟

الخبراء ليسوا متأكدين تماما من الأمر، لكن إحدى النظريات تشير إلى أن هانك آلية أساسية مشتركة بالفعل، حيث يعتقد أن الصداع النصفي ناتج عن أنماط غير معتادة من النشاط الكهربائي في الدماغ، وناتج عن موجات كاسحة من الخلايا العصبية التي تعمل ثم تنطفئ بشكل مفاجئ. وقد تكون الهالة المصاحبة للصداع النصفي مظهرا من مظاهر هذه الظاهرة، والتي يشير الأطباء إلى أنها يمكن تشبيهها بالاكتئاب الخلوي المنتشر في قشرة الدماغ.

وقال الدكتور أندرسون: "قد يعكس هذا الأمر نوعاً من عدم استقرار الأوعية الدموية الذي يجعل الناس أكثر عرضة لمشاكل القلب والأوعية الدموية أيضاً".

وإذا أصبت بالصداع النصفي مع الهالة، فلا توجد أي خطوات محددة يمكنك اتخاذها للحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ومع ذلك، يجب على النساء اللواتي يبلغن من العمر 35 عام أو أكثر، والمصابات بالصداع النصفي المصحوب بالهالة، التأكد من إخبار مقدم الرعاية الأولية أو طبيب أمراض النساء عن الصداع الذي يعانين منه.

كما ويمكن أن يؤدي تناول حبوب منع الحمل المحتوية على الإستروجين أو العلاج الهرموني إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى هؤلاء النساء. ونتيجة لذلك، قد يرغبن في التفكير في خيارات العلاج الأخرى غير الهرمونية أو الخالية من الإستروجين.

ويقول الدكتور أندرسون: "لا نريد بالضرورة ثني النساء عن تناول الأدوية الهرمونية، لأن حساب المخاطر والفوائد يختلف من شخص لآخر. لذلك، وللتأكد من أن جميع أطبائك على دراية بجميع ظروفك الصحية وأدويتك الحالية، يجب إخبارهم بكل شيء فور حدوثه".