ارتسمت حياتنا مؤخرا بالحياة الرقمية وأصبحت تمزتج بألفاظ التكنولوجيا لتمسح معها آثار ثقافتنا الإجتماعية وما اعتدنا عليه وآلفناه.
رئيسة اتحاد حماية الأحداث في لبنان الأستاذة أميرة سكر بينت أن وسائل التواصل الاجتماعية تجتاحنا لتخترق أمننا المجتمعي بكافة مكوناته، فقد أصبح التواصل عبر الشبكات العالمية والتطبيقات المختلفة أمرا من المسلمات بل أصبح كل من لا يمتلك جهازا الكترونيا في عداد الأميين المتخلفين عن مواكبة التطورات والتقنيات العصرية بل والمستلزمات الأساسية للبقاء والاستمرار في هذا العصر.
وأشارت إلى أنه ومع الانفتاح الحاصل والتقنيات المبتكرة من سهولة الوصول للمعلومات، إلى سرعة وصولها، الى الكميات اللامتناهية من الاعداد الغوغلية، لم يجد المتعلمين بدا الا باعتماد هذه التقنيات الحديثة في عالم المدرسة والتعليم.
ولفت إلى أن هذا الاختراق العلمي التقني فتح ابوابا عديدة على مجتمعاتنا في اتجاهات لامتناهية الابعاد، فمن القصص للألعاب للتطبيقات العلمية للتجارب والرحلات الافتراضية وغيرها من الوسائل المرئية المسموعة والمصورة الموثقة، كلها اختصرت في جهاز محمول صغير يحتوي على كل ما يخصنا من بصمة الاصبع إلى بصمة الوجه إلى نماذج فك كلمة السر التي تستهوينا إلى المعلومات الهائلة التي تصلنا ونتفاعل معها فيتفاعل معنا ذكاء اصطناعي يبدأ بارسال المعلومات التي تستهوينا بعد أن يقوم بزيارة تفاعلنا وتحليل معلوماتنا تقنيا فتنهال علينا المواضيع من باب الى آخر ونصبح سجناء عصر الكتروني تفاعلي يتفاعل مع ادمغتنا ويحبس أنفاسنا افتراضيا فنبقى منغلقين بين شاشة وعين وأصبع.
الا أن هذه الأداة كغيرها من الادوات الحادة التي لا ينبغي إساءة استعمالها لانها أشد فتكا من حيث الخطورة، فالمارد الالكتروني خرج من فانوسه الصغير ليحقق لنا كل ما نرغب بإحضاره ونشتهيه أينما كان ومتى شئنا.
الأستاذة أميرة سكر