المصدر: Earth.com

عالم الحيوان

صقور الشاهين تمتلك جينات خاصة تحمل تعليمات الهجرة

3 آذار 2021 20:32

وجد الخبراء في دراسة جديدة عن صقور الشاهين أدلة دامغة على أن الطيور لديها "جينات هجرة"، وقال الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تضيف المزيد من الأدلة التي تشير إلى أن الجينات تلعب دوراً قوياً في تحديد طرق ومسافات الهجرة.

جمعت الدراسة بين تتبع الأقمار الصناعية وتسلسل الجينوم لتحديد جين معين مرتبط بالهجرة في صقور الشاهين، حيث تشتهر صقور الشاهين بسرعاتها الفائقة في الغوص، والتي يمكن أن تصل إلى أكثر من 320 كم في الساعة، وهي أسرع الطيور في العالم.

من أجل التحقيق، وضع الخبراء علامات على 56 صقر شاهين وراقبوا رحلات هجرتهم عبر الأقمار الصناعية، كما تم تتبع مسافات الطيران السنوية واتجاهات الطيور بتفصيل كبير.

اكتشف الباحثون أن صقور الشاهين تستخدم خمسة طرق للهجرة عبر أوراسيا، ووفقاً للباحثين، من المحتمل أن تكون هذه الطرق قد تم إنشاؤها بين العصر الجليدي الأخير منذ 22000 عام وحتى عصر الهولوسين الأوسط قبل 6000 عام.

وباستخدام تسلسل الجينوم الكامل، حدد الفريق الجين الذي ارتبط بالاختلافات في مسافة الهجرة بين صقور الشاهين، ومن المعروف أن هذا الجين، ADCY8، ينظم الذاكرة طويلة المدى في الحيوانات الأخرى.

وجد الباحثون في كثير من الأحيان متغيرات في جينات الهجرة، ADCY8، في مجموعات المهاجرين لمسافات طويلة من طيور الشاهين، وتشير هذه النتيجة إلى أن المتغير يتم تحديده بشكل تفضيلي لأنه يزيد من الذاكرة طويلة المدى لدعم عمليات الترحيل الأطول.

وأوضح البروفيسور مايك بروفورد، المؤلف المشارك للدراسة: "لقد حددت الدراسات السابقة العديد من المناطق الجينومية المرشحة التي قد تنظم الهجرة، لكن عملنا هو أقوى دليل على جين معين مرتبط بسلوك الهجرة الذي تم تحديده حتى الآن".

وللتنبؤ بالتأثيرات المحتملة للاحتباس الحراري، نظر الفريق في محاكاة سلوك الهجرة في المستقبل، وقال البروفيسور بروفورد: "في هذه الدراسة، تمكنا من الجمع بين حركة الحيوانات والبيانات الجينية لتحديد أن تغير المناخ له دور رئيسي في تكوين أنماط هجرة الشاهين والحفاظ عليها".

وتشير النتائج إلى أنه إذا استمر الاحتباس الحراري بالمعدل الحالي، فإن صقور الشاهين في غرب أوراسيا لديها أعلى احتمال لانخفاض عدد السكان وقد تتوقف عن الهجرة تماماً.

وقال البروفيسور شيانغ جيانغ زان، مؤلف مشارك في الدراسة: "إن عملنا هو الأول الذي يبدأ في فهم الطريقة التي قد تتفاعل بها العوامل البيئية والتطورية في الطيور المهاجرة، ونأمل أن تكون بمثابة حجر الزاوية للمساعدة في الحفاظ على الأنواع المهاجرة في العالم".