طريقة علاجية قديمة تقدم أملا جديدا لمرضى السكتة الدماغية

علوم

تقنية جراحية عمرها عقود تقدم أملا جديدا لمرضى السكتة الدماغية

4 آذار 2021 22:41

يختبر الأطباء تقنية جراحية عمرها عقود من الزمن كطريقة جديدة لعلاج بعض مرضى السكتة الدماغية، وقالوا إن النتائج الأولية التي وصلوا إليها تبدو واعدة للغاية.


تجدر الإشارة إلى أن السكتات الدماغية تحدث غالباً عندما يتعطل وصول الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى حرمان الأنسجة من الأكسجين والمواد المغذية، ويمكن أن تكون هناك أسباب مختلفة لحدوثها، حيث أن تصلب الشرايين داخل الجمجمة وراء ما يقدر بنحو 10٪ إلى 15٪ من السكتات الدماغية في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور نستور غونزاليس، أستاذ جراحة الأعصاب في مركز سيدارز سيناي الطبي في لوس أنجلوس.

السكتة الدماغية

كما وقال الدكتور غونزاليس أن النظرة المستقبلية لتلك السكتات الدماغية هي أسوأ مقارنة بالسكتات الدماغية لأسباب أخرى، مثل انسداد الشرايين السباتية في الرقبة.

وفي الوقت الحالي، يعالج هؤلاء المرضى عادة بالأدوية، بما في ذلك أدوية زيادة سيولة الدم وأدوية ارتفاع ضغط الدم لمحاولة إحباط تكرار السكتة الدماغية، مضيفاً أنه في حين أن هذه الإجراءات قد تساعد، فإن معدل تكرار هذه السكتات لا يزال مرتفعاً.

والجدير بالذكر أنه قد تم تجربة العديد من الأساليب الجراحية لعلاج هذه الحالة الصحية الخطيرة، بما في ذلك وضع الدعامات في شرايين الدماغ المسدودة، على غرار ما يتم إجراؤه عادة للتعامل مع شرايين القلب الضيقة.

لكن الدكتور لويس كيم، رئيس قسم جراحة الأعصاب في مركز هاربورفيو الطبي في سياتل، أوضح أن مثل هذه الإجراءات الصحية لا تعمل بشكل جيد في الدماغ.

كما وأوضح الدكتور كيم أنه من الصعب علاج تصلب الشرايين داخل الجمجمة، لأن "اللويحات" التي تسبب انسداد الشرايين قد تنتشر عبر الدماغ بسرعة.

ولذلك، كان غونزاليس وزملاؤه يدرسون طريقة مختلفة، وهي تقنية جراحية تسمى الإجراء الملتوي للسان الدماغ، أو تعرف اختصارا باسم EDAS.

تجدر الإشارة إلى أنه قد تم استخدام طريقة EDAS لعقود من الزمن لعلاج متلازمة نادرة تسمى مرض المويامويا، والتي تسبب تضيقا في الأوعية الدموية في قاعدة الجمجمة بشكل تدريجي وتحد من تدفق الدم إلى الدماغ.

وكما هو الحال في جراحة المخ والأعصاب، فإن الطريقة بسيطة إلى حد ما وذات الحد الأدنى من التدخل الجراحي، والتي تعتمد على إعادة توجيه جزء من الشريان الموجودة في فروة الرأس إلى سطح الدماغ.

وأوضح الدكتور غونزاليس أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة من إجراء هذه العملية الجراحية، تبدأ الأوعية الدموية الجديدة في التفرع من هذا الشريان إلى الدماغ، وأن الفكرة الاساسية لهذا الإجراء تتمحور حول توفير تدفق دم أفضل إلى مناطق أنسجة المخ المعرضة لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وفي دراسة أولية تضمنت 28 مريضا عولجوا بطريقة EDAS، وجد الدكتور غونزاليس وفريقه أن ثلاثة، أي أقل بقليل من 11٪، أصيبوا بسكتة دماغية أخرى في العامين المقبلين من إجراء هذه العملية الجراحية.

وللمقارنة، أشار الباحثين إلى تجربة سريرية حيث تم علاج المرضى الذين يعانون من السكتات الدماغية الناجمة عن تصلب الشرايين داخل الجمجمة بأدوية قياسية، وقد كان معدل تكرار السكتة الدماغية لديهم يصل إلى 37 ٪.

وعلى الرغم من أن هذا يعتبر فرقاً كبيراً، إلا أن هناك بعض المحاذير الكبيرة أيضا، وذلك بحسب ما قاله الدكتور كيم.

وقال الدكتور كيم أن المقارنات بين دراستين مختلفتين ليست دليلا موثوقا على الفعالية، وأن ما هو مطلوب هو إجراء تجربة سريرية واسعة النطاق يتم فيها تعيين المرضى بشكل عشوائي لتلقي رعاية قياسية أو رعاية قياسية بالإضافة إلى إجراء هذه الجراحة.

ووافقه في ذلك الدكتور غونزاليس، قائلاً إن هذا هو بالضبط ما يجري العمل عليه، حيث أنه وفريقه يخططوا لإجراء تجربة أكبر في العديد من المراكز الطبية الأمريكية بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة، حيث سيحصل المرضى إما على أفضل إدارة صحية قياسية أو نفس الأدوية بالإضافة إلى الخضوع لجراحة EDAS.

بالإضافة إلى ذلك، قال الدكتور كيم أنه في حين أن النتائج الحالية تعتبر "بيانات تجريبية"، إلا أن فكرة استخدام طريقة EDAS لعلاج مرضى السكتة الدماغية هي فكرة سليمة من حيث المبدأ.

وأضاف: "إن هذه طريقة مثيرة لإعادة استخدام إجراء عصبي معروف منذ القدم. كما أن طريقة EDAS هي عملية جراحية بسيطة، وبما أنها كانت موجودة منذ فترة طويلة، فإن الأطباء يعرفون الكثير عن سلامتها، فهي منخفضة المخاطر ولكن يمكن أن تعاني بعض الحالات من نمو باهت للغاية في الأوعية الدموية الجديدة المغذية للدماغ".

المصدر: شبكة نيوز ماكس