سايكس بيكو العرب بنفط العرب

تقارير وحوارات

سايكس بيكو العرب بنفط العرب

خديجة البزال

11 آذار 2021 18:53

لايغيب عن بال وتفكير القارئ لتاريخ العلاقات الخارجية بين الدول إلى أن هذه العلاقات مبنية على أساس المصالح وتغليب مقولة ماينفع أقرب ليكون حليفا بعد أن كان عدوا..

وكما أن تلون الحرباء سمة خاصة وأداة في الدفاع عن النفس كذلك التلون السياسي في المواقف سمة عامة تتمتع بها الاسترايجية الأمريكية منذ بدء التكوين وحتى اللحظة وعلى مبدأ صديق الأمس عدو اليوم قد يكون العكس صحصح ..

فما لبثت أن ذهبت آخر علائم الإدارة الأمريكية السابقة حتى بدأ عهد التحالفات الجديدة بيد حامل مقص شريط الاحتفال الرئيس الجديد جو بايدن، ليبدأ بعهد التقرب الأوروبي ومنها اليمني ويتوج بعدها بتاج الملف النووي الإيراني فيكون أمير وعراب الحراك السياسي وثعلب المواقف..

وضمن الحديث عن مجريات التقلبات السياسية والتغيرات في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة بين الدكتور حسان الزين أنه وقبل البدء بالحديث عن المعركة الدائرة عن العدوان على الشعب اليمني وبين الشعب اليمني من جهة أخرى علينا النظر إلى نقاط عدة أهمها أن الأمر جاء بعد خلع الرئيس دونالد ترامب من قبل الدولة الأمريكية ثانيا الموقع الجغرافي لليمن وهو مهم جدا على باب المندب بالتالي هناك مثلث بدأ يظهر للعيان كان ومازال الاستراتيجية وغير الاستراتيجية مثلث البوكمال باب المندب ومضيق هرمز هذا المثلث المهم جدا والذي يجي أن ننظر إليه من منظار اقتصادي ومنظار سياسي ومنظار فائق الأهمية لنفهم ما يدور في هذه المعركة الكبرى زيادة على ذلك أن تحالف وتطبيع العدو الاسرائيلي وبعض الدول العربية ظنا منها أنها ستنجيها من كثير من المشاكل وستدعم وجودها على المستوى النظام ومستوى المجمع ومستوى الحكم.

وبين الدكتور حسان الزين أن هذه التحالفات ليست سوى الرصاصة الأخيرة أو الطلقة الأخيرة في نعوش هذه الحكام وبالتالي هناك أزمة حقيقة في علاقة الحكام مع شعوبها في المستقبل رغم أن التوازنات القادمة في المنطقة لن تكون لصالح هذه التحالفات هم يساومون على الوقت لخلق توازنات معينة.

وأشار الدكتور حسان الزين أن الأزمة الأمريكية الداخلية والخارجية هي أهم ما يمكن الحديث عنه الآن لان أمريكا بحاجة لإعادة الثقة وإنهاء الأزمة بين الداخل والخارج، الثقة الداخلية الأمريكية التي يمكن تسميها بالرب الأسود الذي يتوجهون اليه بسبب التغير الديمغرافي والتغير الجذري على المستوى الاجتماعي بتعداد السكان وغيرها من المستويات الاجتماعية حسب مفهوم الظلم والمظلومية.

كما نوه الدكتور حسان الزين إلى الفسيفساء والمشهد الامريكي الذي يجب النظر اليه بمنظار آخر كذلك الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن هو اليوم بحاجة لثقة داخلية وثقة خارجية، لترميم ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخلع وخلخلة كل ما يمكن أن يقال عن الديمقراطية الأمريكية بين قوسين لذلك هو حطمها في الداخل وهشمها في الخارج.

وأوضح حسان الزين أن جو بايدن يريد أن يعيد صورة أمريكا المشوهة في الولايات المتحدة ليس هناك ديمقراطية لا في الداخل ولا في الخارج إنما هناك مصالح كبرى في الداخل والشركات الكبرى في الخارج لذلك ذهب إلى أهم ملفين هما الملف اليمين والملف الأوروبي بإعادة الثقة مع الاتحاد الأوروبي أوروبا العجوز التي أهانها ترامب أكثر من مرة أما سياسة جو بايدن هو إعادة ترميم العلاقات وإعادة تعويم الملف النووي والملف اليمني والضغط على الأمير محمد بن سلمان في قضية خاشقجي فهو يظهر في اليمن أنه فارس الانسانية ويظهر في السعودية أنه هو حامي الديمقراطية ومدافع عن حقوق الانسان ويهاجم الايراني على أنه يهدد أمن المنطقة.

وبين حسان الزين أن هناك مشاريع تقف حجر عائر في وجه جو بايدن متمثلة بالصواريخ المنطلقة من اليمن ومن السعودية التي جاءت لإفشال مخططات جو بايدن، وهناك أزمة داخلية بسبب طبيعة نظام الحكم وطموح محمد بن سلمان للعودة للحكم والاستيلاء على الرئاسة والوصول لنظام حكم يتحكم بالعالم النقطة الأخرى التي هي بالمملكة العربية السعودية وما يقوم به محمد بن سلمان من خلع كل القوى التي تخالفه هو يريد أن يكون الوحيد الأول لذلك جو بايدن يريد اللعب على هذه القضية.

مبينا أن اليمن في هذه الأدوار الأمريكية والسعودية يعمد لتحقيق انتصار نحو كل الجوانب أهم مستوى هو العقل اليمني في التدبير للخروج من تحت الرماد وتحت الأنقاض ليس فقط منتصرا بل متفوق علميا وامنيا وسياسيا واجتماعيا رغم كل المآسي التي يعانيها اطفال اليمن وشعبه.

كما ان استعجال جو باين لأن يكون له استحقاق رئاسي في اليمن على المستوى الانساني في اليمن رغم أنه أول من أطلق الرصاصة على اليمن في عهد باراك اوباما بالتالي هذا الاستعجال يأتي في سياق مهم يمكن الاستفادة منه على مستوى التوازنات الدولية في المنطقة والمعركة الدائرة في مأرب.

واعتبر الدكتور حسان الزين أن محمد بن سلمان محشور في الزاوية وجو باين معلق على الشجرة لذلك هما يتوسلان لأن تحل القضية اليمنية بشروطهم وهذا صعب لأن اليمنيين يفهمون ما يحدث..

كما أنهم يعلمون أن طموح محمد بن سلمان أودى به إلى الحرب على اليمن وبالتالي السيطرة على الجزيرة العربية وما أدى لمعارك بين أهل الجزيرة العربية ومأسي نتيجة طموحات لا يمكن الحصول عليها..

ورأى الدكتور حسان الزين أن العرب لو صرفوا هذه الأموال على مصالح العرب لكانت أنفع من حقدهم الذي أودى بهم إلى اليمن وأنهك البلاد العربية وقال: عندما تكون غير مستقلا عندما تبيع كل ما لك من شرف وكرامة لتحقق هدفك محتم ستخسر كل شيء..

وختم قائلاً: أهم ما يمكن الحديث عنه اليوم هو السلام السلام بين العرب والبلاد الشقيقة وه ما يجب أن يكون من الأولويات الشعوب العربية تهدر كل ثرواتها بسبب ما يقوم به حكامها، فالنفط العربي أصبح لمحاربة العرب.