يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية عندما يعانون من الإرهاق والتهيج الشديد، وهي أعراض حالة تعرف باسم الإرهاق الحيوي، كما أظهرت دراسة أجرتها الجمعية الأوروبية لأمراض القلب أن الارتباط بين الإرهاق وخطر الإصابة بالنوبات القلبية أقوى بين الرجال غير المتزوجين.
قال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور دميتري بانوف: "يشير الإرهاق الحيوي إلى الإرهاق المفرط والشعور بالإحباط وزيادة التهيج، ويُعتقد أنه استجابة لمشاكل مستعصية في حياة الناس، لا سيما عندما يكونون غير قادرين على التكيف مع التعرض الطويل للضغوط النفسية."
ركزت الدراسة على 657 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 25 و 64 عاماً وليس لديهم تاريخ من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والذين شاركوا في مشروع" مونيكا" التابع لمنظمة الصحة العالمية.
تم تصنيف الرجال وفقاً لمستوى الإرهاق الحيوي لديهم، لا شيء، متوسط، أو مرتفع، وتمت متابعتهم لمدة 14 عاماً.
بشكل عام، كان ثلثا الرجال يعانون من الإرهاق الشديد، بينما لم يتأثر 33 في المائة بأي نوع من الإرهاق، ومن بين الأفراد المصابين بارتفاع ضغط الدم، كان 74 في المائة يعانون من الإرهاق الشديد.
تم اكتشاف أن الرجال الذين يعانون من مستويات متوسطة أو عالية من الإرهاق الحيوي لديهم ما يقرب من ثلاثة أضعاف خطر الإصابة بنوبة قلبية في غضون خمس سنوات.
وكان الرجال في منتصف العمر أكثر تضرراً من الرجال الأصغر سناً، وكان خطر الإصابة بنوبة قلبية مرتبطة بالإرهاق أعلى بنحو أربعة أضعاف لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 54 عاماً، وحوالي ستة أضعاف في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 64 عاماً.
وعلاوة على ذلك، كان خطر النوبات القلبية المرتبطة بالإرهاق أعلى بسبع مرات بين الرجال الذين لم يتزوجوا أو كانوا مطلقين أو أرامل.
وقال الدكتور بانوف: "إن العيش كوحيد يشير إلى دعم اجتماعي أقل، وهو ما نعلم من دراساتنا السابقة أنه عامل خطر مستقل لاحتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية". وأشار بانوف إلى أن البحث كشف عن نمط يرتبط فيه الحرمان الاجتماعي بالإرهاق الحيوي، والذي يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب.