قام الخبير والعالم في منظمة الصحة العالمية فرانشيسكو زامبون الذي تحدث عن سحب هيئة الأمم المتحدة لتقرير عن تعامل إيطاليا المبكر مع جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد بتقديم استقالته .
وأكد فرانشيسكو زامبون، الذي يعمل في مكتب منظمة الصحة العالمية في مدينة البندقية بإيطالية، استقالته بسبب الوضع المهني الذي أصبح "غير مستدام"، بعد أن زعم أنه تعرض لضغوط من قبل مسؤول كبير في منظمة الصحة العالمية لإخفاء حقيقة أن إيطاليا لم تقم بتحديث خطتها لمكافحة الأوبئة منذ عام 2006.
منظمة الصحة العالمية
كما ورفض زامبون التعليق أكثر عندما اتصلت به صحيفة الغارديان، لكنه قال أن استقالته التي أبلغت عنها تقرير صحيفة RAI الإيطالية، ستصبح سارية المفعول اعتبارا من 31 مارس.
والجدير بالذكر أن صحيفة الغارديان قد ذكرت لأول مرة في شهر أغسطس الماضي أن خطة مكافحة الأوبئة في إيطاليا قد عفا عليها الزمن منذ 14 عام، وهو عامل ربما يكون قد ساهم في وفاة ما لا يقل عن 10 آلاف شخص خلال الموجة الأولى من تفشي جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد، وهو عنصر أساسي في التحقيق في الأخطاء المزعومة من قبل السلطات، والذي يجري تنفيذه من قبل المدعين العامين في بيرغامو بمقاطعة لومباردي التي تضررت بشدة في المرحلة المبكرة من الجائحة الفيروسية.
تجدر الإشارة إلى أن إيطاليا كانت أول دولة أوروبية تغرق في الوباء، وكلف زامبون بقيادة إنتاج تقرير حول استجابة الدولة التي كانت تهدف إلى توفير المعلومات للبلدان التي لم تتأثر بالجائحة الفيروسية بعد، والذي كان ممولا من حكومة الكويت.
وفي ذلك التقرير الذي نشر على موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت بتاريخ 13 مايو قبل إزالته في اليوم التالي، كتب زامبون أن خطة مكافحة الأوبئة الإيطالية لم يتم تحديثها منذ عام 2006، وأنه نظرا لعدم استعدادها، كانت الاستجابة الأولية من المستشفيات مرتجلة وتعم بالفوضى والابداع.
وبحسب ما ورد، فقد تم إزالة التقرير بناء على طلب رانييري غيرا، مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية للمبادرات الاستراتيجية .
كما وكان غيرا المدير العام للصحة الوقائية في وزارة الصحة الإيطالية بين 2014 وأواخر 2017، وبالتالي كان مسؤولا عن تحديث خطة الوباء وفقا للإرشادات الجديدة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها.
بالإضافة إلى ذلك، زعم زامبون في مقابلة أجريت معه خلال شهر ديسمبر أن غيرا هدده بالفصل من العمل ما لم يعدل الجزء الذي يشير إلى الخطة أنها قد عفا عليها الزمن في تقريره، وزعم أنه على الرغم من إبلاغ كبار مسؤولي منظمة الصحة العالمية بالتهديدات والمخاطر التي تتعرض لها شفافية المنظمة وحيادها، لم يتم إجراء تحقيق داخلي في ذلك الأمر. ولم توضح منظمة الصحة العالمية سبب حذف التقرير لكنها قالت في بيان صدر عنها في شهر ديسمبر أنه " يحتوي على معلومات غير دقيقة وتناقضات".
وفي شهر فبراير الماضي، ذكرت صحيفة الغارديان أن إيطاليا ضللت منظمة الصحة العالمية بشأن استعدادها لمواجهة الجائحة الفيروسية في تقرير التقييم الذاتي الذي قدمته قبل أقل من ثلاثة أسابيع من تأكيد أول حالة إصابة بفيروس كورونا محليا في البلاد.
المصدر: صحيفة الغارديان