انتقد النحات الأولمبي البريطاني-الهندي السير أنيش كابور معاملة المملكة المتحدة لشميمة بيغوم واصفا إياها بأنها "إدانة مشينة لضميرنا القومي".
تجدر الإشارة إلى أن شميمة بيغوم كانت تبلغ من العمر 15 عاما عندما سافرت برفقة تلميذتين أخريين من شرق لندن إلى سوريا للإنضمام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي في فبراير من عام 2015.
وقضت المحكمة العليا البريطانية خلال الشهر الماضي بمنع بيغوم من العودة إلى المملكة المتحدة لمتابعة استئناف ضد سحب جنسيتها البريطانية.
وفي بيان صادر عنه، قارن السير أنيش كابور المملكة المتحدة بـ "روسيا السوفيتية"، قائلاً أن معاملة شميمة بيغوم كانت استمراراً لسياسة "فرق تسد"، وأنها هي سياسة الرعب الذي استمر اتباعها في الإمبراطورية البريطانية لمدة 200 عام.
كما وقال السير أنيش كابور: " دعونا نتخيل للحظة أن أربع فتيات من ويلتشير تم إغرائهن بالذهاب إلى سوريا والانضمام إلى داعش. هل سينظر إليهن على أنهن إرهابيات أم ضحايا إرهابيين؟ ليس لدينا شك في أننا سنطالب بعدم ادخار أي نفقات وعدم إضاعة لحظة في إعادتهن إلى منازلهن في المملكة المتحدة بأمان".
وأضاف: "لقد تهربت بريطانيا من مسؤوليتها بلا خجل، وأزالت السلطات عمداً وعن قصد قدرة شميمة على الوصول إلى الحقوق الأساسية في أي مكان في العالم. إن حكم المحكمة العليا ولائحة الاتهام الموجهة لشميمة مشينة لضميرنا الوطني".
شميمة بيغوم
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم سحب الجنسية البريطانية من بيغوم لأسباب تتعلق بالأمن القومي بعد فترة وجيزة من العثور عليها، وهي حامل في شهرها التاسع، في مخيم للاجئين السوريين في فبراير 2019.
واعترفت أنها تزوجت من ياجو ريديك بعد 10 أيام من وصولها إلى الأراضي السورية التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي .
كما و أخبرت بيغوم صحيفة التايمز عام 2019 أن طفليها ، فتاة تبلغ من العمر عاما واحدا وصبي يبلغ من العمر ثلاثة أشهر ، قد ماتا منذ ذلك الحين . في حين توفي طفلها الثالث في مخيم الروج في شهر مارس من عام 2019 ، بعد وقت قصير من ولادته .
بالإضافة إلى ذلك، قال السير أنيش: "شميمة مواطنة بريطانية ، ومن حقها أن تحاكم في المحاكم البريطانية أمام هيئة محلفين من أقرانها عن أي جريمة قد تكون قد ارتكبتها".
كما وقال السير أنيش أن تطرف شميمة بيغوم، عندما كانت تلميذة، كان "إدانة لنقص الرعاية والتمويل لأولئك الذين ينتمون إلى خلفيات عرقية غير بيضاء".
وقال في البيان، الذي شارك في تأليفه تسنيمي أكونجي، محامي عائلة بيغوم في المملكة المتحدة: "شميمة هي كبش الفداء المأساوي لحكومة عقابية لا ترحم و عازمة على الانتقام القاسي. ماذا حدث للمغفرة المسيحية؟ ألا تنطبق على المرأة ذات البشرة السمراء؟ أم أنه يبدو أن هناك قواعد مختلفة لتطبيقها. وهل من المحتمل أن يكون بعضنا بريطانيا أكثر منا؟، شميمة من أصل بنغلادشي، فهل يغير ذلك حقها في الجنسية البريطانية؟ إنني أميل إلى الاعتقاد بأن الأمر كذلك خاصة في ضوء حكم المحكمة العليا".
وأضاف في البيان: "إن بريطانيا بحاجة إلى إظهار بعض التعاطف والتفهم، وأن تظهر أن شميمة تريد العودة إلى المملكة المتحدة ومواجهة القانون والعقاب بسبب أخطائها الماضية".
المصدر: صحيفة ميرور