ضابط مخابرات روسي يكشف تهديد بوتين الأكثر حدة للمملكة المتحدة

ويأتي هذا التحذير الخطير بعد أن كشف أحد العملاء الروسي من أنه سبق أن حذر من اغتيال العميل الروسي البريطاني السابق سيرجي سكريبال، الذي تم اغتياله في سالزبوري بغاز نوفيتشوك العسكري.

وفي رسالة إلى أحد الأهداف المدرجين على قائمة اغتيال الرئيس الروسي، قال الضابط: "لقد قرروا اسكاتك تماماً، اتخذ الاحتياطات اللازمة لتغيير مكان إقامتك بسرعة، حتى ولو كان ذلك بشكل مؤقت".

فلاديمير بوتين

والجدير بالذكر أن هذا الضابط، الذي يلقبه البعض بـ"الشبح"، والذي يستخدم تكنولوجيا معقدة لتجنب الكشف عن شخصيته، يعمل في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، والذي يعادي جهاز MI5 البريطاني في روسيا.

كما وجاء التحذير بعد أن وصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون روسيا خلال المراجعة الدفاعية الأسبوع الماضي بأنها "التهديد الأكثر حدة" للمملكة المتحدة.

وادعى نافالني ومناصريه أن فرقة اغتيالات من متخصصي الحرب الكيماوية في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قاموا برش غاز الأعصاب العسكري القاتل "نوفيتشوك" على سرواله الداخلي لقتله بينما كان على متن طائرة، وأن قرار الطيار في الهبوط الاضطراري هو ما أنقذ حياته.

ونقلاً عن الضابط الروسي: "إن الهدفين المحتملين الآخرين الذي قد يتم تسميمهما بنفس غاز الأعصاب القاتل هما إما شيشفاركين أو أشوركوف. كما أن عناصر المخابرات الروسية في الخارج، المعروف باسم (الغابة)، مكلف بالقضاء على ميخائيل خودوركوفسكي أيضاً، حيث توجد خطة لمحاولة اختطافه عبر مادة خاصة لتخديره".

بالإضافة إلى ذلك، نشر الضابط الروسي رسالة مشفرة قال إنها تحتوي على أوامر جاءت مباشرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تقول: "لدينا أذرع طويلة، ولا يمكن لأي حثالة أن تختبئ منا".

كما وحذر الضابط الروسي من أن فرق العمليات الخاصة الروسية تتجمع في إيرلندا وهي على استعداد للعبور إلى بريطانيا، مضيفاً: "بسبب جائحة فيروس كورونا، تم تجميد جميع العمليات الخارجية تقريباً، وبدأوا في تنشيطها مرة أخرى الآن".

والجدير بالذكر أن الجاسوس والضابط في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي هذا، الذي يحاول حماية الأرواح يضع جميع رسائله على محركات أقراص USB ويستخدم هواتف محمولة لتنبيه جهات الاتصال في بريطانيا من المخاطر القادمة، ثم يتم إرسالها تلقائياً عن طريق بريد إلكتروني غير مسجل حتى لا يتم مراقبة الاتصالات أو كشفه.

كما ويحذر الضابط من أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقوم بالتخطيط حاليا للعمليات التي ستجرى خلال الشهرين المقبلين، ويضيف: "أما بالنسبة للعقوبات من قبل الغرب، فجهاز الأمن الفيدرالي لا يبالي بها على الإطلاق".

وتجدر الإشارة إلى أن شخصان على الأقل ممن تم إبلاغهم من قبل الضابط الروسي قد قاموا بإبلاغ الشرطة البريطانية بأنهم مدرجون ضمن قائمة الاغتيالات الجديدة للرئيس الروسي.

وتم تسليط الضوء على التهديد الروسي في المراجعة المتكاملة المكونة من 114 صفحة لسياسة بريطانيا الخارجية والدفاعية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استخدم ضابط استخبارات من جهاز MI5 البريطاني يدعى توم، إذاعة سكاي نيوز لبث تحذير من أن الكرملين لا يزال يهتم كثيرا بعدد من الأشخاص في المملكة المتحدة ويريد التخلص منهم.

وقال توم: "لا يمكننا أن نمنع خصماً لا يرحم ويتمتع بموارد جيدة بشكل لا يصدق من الحصول على شيء مثل غاز نوفيتشوك".

كما وأضاف عميل MI5 البريطاني من أن موسكو حريصة الآن على استئناف العمليات الاستخباراتية من سفارتها في لندن بعد أن طردت المملكة المتحدة 23 جاسوسا روسيا في أعقاب هجوم سالزبوري 2018، والذي استهدف العميل المزدوج السابق سكريبال، البالغ من العمر 69 عاما، وابنته يوليا البالغة من العمر 37 عام.

• يعيشون في خطر حتى في بريطانيا:

1- فلاديمير اشوركوف:

أُجبر فلاديمير أشوركوف، البالغ من العمر 49 عام، على التنحي عن عمله كمصرفي استثماري في روسيا بسبب صلاته بنافالني. وهو الآن مدير مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد وحصل على حق اللجوء من بريطانيا عام 2015.

فلاديمير اشوركوف

وقال لصحيفة ذا ميرور: "ليس لدي شك في أن الأجهزة الأمنية الروسية قادرة على تنفيذ عمليات الاغتيال في أي مكان في العالم، حيث أن هناك ما لا يقل عن 10 حالات وفاة غير مبررة في المملكة المتحدة يومياً. إنني أشعر بالأمان في شوارع لندن أكثر مما أشعر به في موسكو، لكن لا شيء يمكن أن يضمن السلامة الكاملة، فالعديد من أبناء شعبنا رهن الإقامة الجبرية في روسيا، وإنني آمل فقط أن تعمل سلطات المملكة المتحدة على منع تنفيذ المزيد من الاغتيالات هنا".

2- ميخائيل خودوركوفسكي:

ميخائيل خودوركوفسكي، البالغ من العمر 57 عام، هو ملياردير حقل نفط سيبيريي يعيش الآن في المنفى في لندن، وتم اتهامه بالاحتيال عام 2003، وقام بوتين بتجميد أسهم شركاته على الرغم من أنه أعاد بناء الكثير من ثروته من جديد.

ميخائيل خودوركوفسكي

وأعلنت منظمة العفو الدولية أنه من سجناء الرأي، وأطلق سراحه عام 2014 بعد أن أمضى ثماني سنوات في السجن، ثم جاء إلى بريطانيا في العام التالي وأعاد إطلاق حزب روسيا المفتوحة، المكرسة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وقال: "إذا ما أراد بوتين قتلي، فلن يساعدني أي عدد من الحراس الشخصيين، أنا من المعارضين المعروفين لبوتين".

3- يفغيني شيشفاركين:

أصبح إيفجيني شيشفاركين، البالغ من العمر 46 عام، أغنى رجل في روسيا دون سن الـ 35، بثروة تصل إلى 1.1 مليار جنيه إسترليني، حيث جمع ثروته بعد أن أسس أكبر شركة لبيع الهواتف المحمولة بالتجزئة في البلاد ، شركة Yevroset .

يفغيني شيشفاركين

كما ويقال أن شيشفاركين هو الذي دفع الفواتير الطبية الخاصة بنافالني عندما تم علاجه في ألمانيا بعد محاولة القتل السموم، وهو يدير الآن شركة النبيذ Hedonism Wines التي تقع وسط لندن وبعض المطاعم الخاصة.

وحاولت صحيفة ذا ميرور التواصل معه، لكن تشيتشفاركين لم يرد على طلبات التعليق.

4- بوريس كاربيشكوف:

بوريس كاربيتشكوف ، البالغ من العمر 62 عاماً، وهو رائد سابق في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وجهاز الاستخبارات السوفيتي KGB، انشق إلى بريطانيا عام 1998 حاملاً معه حقيبتين من الأسرار.

بوريس كاربيشكوف

كما ونجا كاربيتشوف من محاولتين لتسممه عندما كان في زيارة لنيوزيلندا، وقال لصحيفة ذا ميرور: "نحن حريصون على نشر أسمائنا هناك، فهذا قد يدفع الشرطة إلى منحنا المزيد من الحماية، كما ويصعب على بوتين إنكار مسؤوليته في حالة مقتل أحدنا. إن الظهور للعامة هو السبيل الوحيد للبقاء على قيد الحياة".

5- بيل براودر:

بيل براودر، البالغ من العمر 56 عام، هو أحد منتقدي بوتين القدماء، كما أن تهديدات القتل ليست غريبة عنه أيضاً. كما ويزعم أنه قد تم وضع علامة عليه لاغتياله مع سيرجي سكريبال عام 2018، وهو يعمل الآن كممول مع صندوق هيرميتاج، الذي كان في وقت من الأوقات أكبر مستثمر أجنبي في روسيا.

بيل براودر

وتم ترحيل بيل براودر من البلاد عام 2005 بعد أن تم الإعلان أنه يمثل تهديدا لأمن روسيا.

وقال براودر لصحيفة ذا ميرور: "هذا يجب أن يؤخذ على محمل الجد، لقد حاول بوتين قتل نافالني باستخدام غاز نوفيتشوك، ويجب على أي شخص موجود على قائمة اغتيالات بوتين، بمن فيهم أنا، اتخاذ الاحتياطات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. فالرئيس بوتين غير مقيد بأي حدود أخلاقية أو جغرافية".

6- كريستوفر ستيل:

كريستوفر ستيل البالغ من العمر 56 عام، هو ضابط سابق في جهاز المخابرات البريطانية MI6، ويدير الآن شركة استخبارات خاصة تدعىOrbis Business Intelligence.

كريستوفر ستيل

وأثار كريستوفر ستيل غضب الرئيس بوتين من خلال نشره ادعاءات لا أساس لها من الصحة حول وجود جواسيس روس لديهم مقاطع فيديو مسيئة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو يداعب العاهرات.

وقال ستيل: "بينما لسنا ناشطين سياسيين، نحن معجبون بأليكسي نافالني لشجاعته في مواجهة الاضطهاد الشنيع".