الشعور بالوحدة خلال أزمة منتصف العمر تزيد مخاطر الخرف ومرض الزهايمر

علوم

الشعور بالوحدة خلال أزمة منتصف العمر تزيد مخاطر الخرف ومرض الزهايمر

28 آذار 2021 20:56

خلقت شهور العزلة التي فرضتها عليها جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد شعوراً متزايداً من القلق لدى كبار السن الذين يعيشون وحدهم.

وفي حين أنه قد كان هناك القليل من الشك في أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية لكبار السن، إلا أن البالغين في منتصف العمر يواجهون نفس المخاطر أيضاً.


الشعور المستمر بالوحدة خلال فترة منتصف العمر 

وكشفت دراسة جديدة أن الشعور المستمر بالوحدة خلال فترة منتصف العمر يمكن أن يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر والخرف.

وفي الحقيقة، يعتبر مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعاً للخرف، والذي يصيب أكثر من ستة ملايين أمريكي سنوياً، وفي حين أن هناك عدداً من العوامل التي تؤدي إلى تطور هذا التدهور المعرفي، فإن الافتقار إلى الاتصال الاجتماعي يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في الإصابة به. ولحسن الحظ، وجد باحثون من كلية الطب بجامعة بوسطن أن محاولة التخلص من الشعور بالوحدة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالخرف، وخلصت دراستهم إلى أن أولئك الذين تغلبوا على هذه المشاعر يتمتعون بصحة معرفية أفضل من الأشخاص الذين لا يعانون من الوحدة على الإطلاق.

ويقول العلماء أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و 64 عام، والذين يعانون من الوحدة المستمرة هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من العمر، وقد نظر الفريق خلال الدراسة في مدى تأثير الشعور المستمر بالوحدة والعزلة على البالغين على مدى 18 عام.

• هل يمكن أن تعزز الوحدة المؤقتة صحتك ضد الخرف؟

يلاحظ الباحثون وجود اختلاف واضح في أنواع الوحدة التي قد يشعر بها الناس. وبالنسبة لأولئك الذين يكافحون خلال الحجر الصحي بسبب تفشي فيروس كورونا، قد تعزز هذه التجربة صحتهم العقلية في وقت لاحق من حياتهم.

وأوضح الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تثير الأمل لدى الأشخاص الذين يشعرون بالوحدة الآن خلال الجائحة الفيروسية بأنهم يمكنهم التغلب على الشعور بالوحدة بمجرد انتهاء الوباء.

وبدورها وضحت البروفيسورة ويندي كيو، المؤلفة الرئيسية للدراسة ذلك قائلة: "في حين أن الشعور المستمر بالوحدة يشكل تهديداً لصحة الدماغ، فإن المرونة النفسية بعد تجارب الحياة المعاكسة قد تفسر سبب كون الوحدة العابرة واقية في سياق بداية الخرف".

وبالإضافة إلى ذلك، أوضح مؤلفو الدراسة أن تقنيات التكيف المختلفة قد تساعد الأشخاص في التعامل مع عمليات الإغلاق الوبائي، على الأقل حتى يرفع المسؤولون قيود التجمعات العامة في نهاية المطاف.

• هل يمكن أن تأتي الوحدة بأشكال عديدة؟

يمكن أن يحدث الشعور بالوحدة لأي شخص في مرحلة ما من حياته، خاصة في ظل الظروف القاسية التي نعيشها جميعاً. علاوة على ذلك، يختلف الناس في المدة أو مدى استمرار هذه المشاعر أيضاً.

ويقول الباحثون أن الوحدة هي حالة ذاتية تأتي من عدم التوافق بين العلاقات الاجتماعية المرغوبة والفعلية للشخص.

أشكال الشعور بالوحدة

وعلى الرغم من عدم وجود حالة مرضية سريرية، فقد ربطت الدراسات السابقة الوحدة بمجموعة من الحالات الصحية السلبية، والتي تشمل الاكتئاب والقلق وحتى ظهور الأمراض الجسدية مثل مرض السكري والالتهابات المختلفة.

كما وتعتقد البروفيسورة كيو أن الأشخاص الذين يتعافون من الشعور بالوحدة لفترة وجيزة لا يعانون من عواقب صحية مختلفة طويلة المدى مقارنة بأولئك الذين يعانون من الوحدة لسنوات عديدة.

• ربط الشعور بالوحدة بمرض الزهايمر:

في دراستهم الجديدة، أراد الباحثون تسليط الضوء على العلاقة بين هذه الأشكال المختلفة من الوحدة ومرض الزهايمر، حيث قام الباحثين بفحص البيانات التي أخذوها من بالغين يتمتعون بصحة جيدة من خلال دراسة فرامنغهام للقلب.

وعلى وجه الخصوص، قاموا بالتحقيق فيما إذا كانت الوحدة المستمرة تتنبأ بقوة أكبر بما إذا كان الشخص سيصاب بالمرض مقارنة بالوحدة العابرة أم لا، وأرادوا أيضاً معرفة ما إذا كان هذا الرابط مستقلاً عن عوامل الخطر الجينية للاكتئاب ومرض الزهايمر.

وفي اكتشاف واعد، وجد الباحثون أن المستويات المستمرة من الشعور بالوحدة لها صلة بزيادة مخاطر الإصابة بمرض الزهايمر، ومع ذلك، أظهرت الوحدة المؤقتة ارتباطا بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بعد مرور 18 عام.

وبعد حساب العمر والجنس والتعليم والاتصال الاجتماعي والعيش المنفرد والصحة الجسدية والعوامل الوراثية، تظهر النتائج أن أولئك الذين يتعاملون مع نوبات وجدة مؤقتة لديهم مخاطر أقل للإصابة بمرض الزهايمر من أولئك الذين أبلغوا عن عدم الشعور بالوحدة على الإطلاق.

وتلاحظ البروفيسورة كيو أن هذه النتائج التي توصلوا إليها يجب أن تحفزهم على إجراء مزيد من التحقيق في العوامل التي تجعل الأفراد مرنين ضد أحداث الحياة المعاكسة.

وأضاف الباحثين أن المتخصصين الصحيين يجب أن يصمموا تدخلات محددة لاستخدامها للشخص المناسب في الوقت المناسب، و أن ذلك سيساعدهم في تجنب استمرار الشعور بالوحدة وتعزيز صحة الدماغ في الوقت الراهن ومستقبلاً.

المصدر: موقع Study Finds