علماء ناسا يكتشفون شيء غير متوقع عند توغلهم في باطن المريخ

علوم

بعد دراستهم نواة المريخ.. علماء مهمة InSight من ناسا يكتشفون شيئا غير متوقع

29 آذار 2021 14:34

قام العلماء لأول مرة في التاريخ بدراسة وقياس حجم نواة كوكب آخر مباشرة، حيث اكتشفت مهمة InSight التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" على كوكب المريخ أن نواة الكوكب الأحمر المريخ أكبر بكثير مما كان متوقعا من قبل.

وبحسب ما ورد، استمعت الأجهزة الموجودة على المركبة الفضائية إلى الطاقة الزلزالية في أعماق الكوكب، حيث تشير البيانات إلى أن نواة المريخ يصل قطرها إلى 1.810-1.860 كيلومتر، أي ما يقرب من نصف حجم نواة كوكب الأرض.

كوكب المريخ

وفي الحقيقة، إن هذا القياس أكبر من العديد من التوقعات السابقة، مما يعني أن نواة كوكب المريخ أقل كثافة من التقديرات السابقة أيضاً، وربما يرجع ذلك إلى وجود عناصر أخف ضمن مكوناته مثل الأكسجين.

وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم نشر هذه القياسات في مجلة علمية مرموقة بعد، ولكن تم الإبلاغ عنها في لقاء افتراضي لمؤتمر علوم الكواكب والقمر.

وأشار العلماء إلى أن هذا الاكتشاف الجديد يمكن أن يساعد الباحثين في التوصل إلى المزيد من المعلومات حول كيفية تطور الكوكب الأحمر، مما يثير أسئلة حول ظروف الحياة المحتملة على هذا الكوكب.

كما وتقول ديفا بيرسود، عالمة الكواكب في جامعة كاليفورنيا والتي لم تشارك في هذه الدراسة، أنه قد تم أخذ القياس باستخدام مقياس الزلازل، مضيفة: "إن هذه الأجهزة شبيهة للغاية بأذن حساسة للغاية مضغوطة على الأرض، فهي تستمع إلى الأحداث النشطة في باطن الكوكب، والتي تسمى لدينا على كوكب الأرض غالبا بالزلازل. لقد اكتشفت مهمة InSight مئات الأحداث الزلزالية في السنة المريخية الأولى من مهمته، كما وتعتبر الأحداث الزلزالية على المريخ، مثل الزلازل أو ارتطام النيازك، مثيرة بحد ذاتها للجيولوجيين، لكنها أيضا مفيدة لنا كعلماء فضاء".

وأضافت عالمة الكواكب: "على الأرض، عندما يطلق الزلزال الكثير من الطاقة، تنتقل موجات الطاقة هذه بسرعة عالية في جميع أنحاء الجزء الداخلي من الكوكب وترتد من مواد مختلفة، مثل الصهارة البركانية، أو الحدود بين طبقات أنواع مختلفة من الصخور، كما أنها تتباطأ في بعض المواد أو تسرع في مواد أخرى. فمن خلال قياس قوة هذه الإشارات، ودراسة كيفية تفاعلها مع المواد الموجودة في باطن الكوكب، يمكن للعلماء اكتشاف البنية الداخلية للكوكب".

وتجدر الإشارة إلى أن بيرسود أعربت عن شعورها بالفضول لأن نواة المريخ لم تكن كثيفة كما هو متوقع، لأن ذلك قد يؤدي إلى فهم جديد لكيفية تطور الكواكب والنظام الشمسي الأوسع.

وقالت: "تخبرنا نواة الكوكب عن تطور وتغير الطاقة في النظام الشمسي بمرور الوقت. وهذا الأمر لا ينطبق على كوكب المريخ فقط، بل على جميع الكواكب الأخرى التي تشكلت في نفس الوقت ولكن بطرق مختلفة جداً عن بعضها البعض".

وأضافت: "إن فهم بنية المريخ يخبرنا عن مقدار الحرارة وأي أعماق وبأي معدل عبر الزمن بدأ الكوكب في التشكل فيها، وهي قطعة لغز مهمة في فك اللغز الأكبر المتعلق بكيفية ولماذا تشكلت الكواكب بالطريقة التي تشكلت بها".

وتجدر الإشارة إلى أن مركبة مهمة InSight، التي تقع بالقرب من خط الاستواء المريخي، قد لا تبلغ عن العديد من النتائج الأخرى، حيث بدأ الغبار المريخي يتراكم على الألواح الشمسية الخاصة بها، ومع تحرك المريخ بعيداً عن الشمس في مداره، ستبدأ المركبة الفضائية قريباً في فقدان قدرتها على إعادة الشحن.

ومع ذلك، فإن اكتشافات هذه المهمة الفضائية قد غيرت قواعد اللعبة بالفعل، وهي تلمح إلى وجود ألغاز أكبر لحلها. فقد تخبرنا نواة الكوكب بالمزيد عن المجال المغناطيسي القديم الذي كان يوما ما يحافظ على الغلاف الجوي للمريخ، على عكس كوكب الأرض.

كما ويمكن أن يخبرنا هذا عن المزيد عن الحياة المحتملة على المريخ في الماضي البعيد.

المصدر: مجلة Science Focus العلمية