سباق الصواريخ بين الكوريتين قد يدفع كوريا الشمالية لنشر أسلحة نووية تكتيكية

أخبار

سباق الصواريخ بين الكوريتين قد يدفع كوريا الشمالية لنشر أسلحة نووية تكتيكية

30 آذار 2021 12:18

تقدمت كوريا الشمالية خلال السنوات الأخيرة في سباق التسلح والصواريخ الدائر بين الكوريتين، الأمر الذي أدى إلى انتشار الصواريخ قصيرة المدى في شبه الجزيرة وترك بيونغ يانغ أقرب من أي وقت مضى لنشر أسلحة نووية تكتيكية.

وحسب صحيفة ستريت تايمز، السعي الكوري الشمالي المستمر منذ سنوات لتطوير صواريخ دقيقة قادرة على تجنب الرادار وضرب الأهداف في كوريا الجنوبية تسارعت في أعقاب الحظر الذاتي الذي فرضته البلاد عام 2018 على اختبار صواريخها الباليستية الأكبر حجما العابرة للقارات.

صواريخ كوريا الشمالية

و في الوقت نفسه، رفعت اتفاقية عام 2017 بين واشنطن وسيول القيود الثنائية على حمولات الصواريخ الكورية الجنوبية، مما أدى إلى تطوير سلاح أثقل واحد على الأقل يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في الاستراتيجيات التي تهدف إلى استباق هجمات كوريا الشمالية.

كما ويبدو حسب "صحيفة ستريت تايمز" أن الصواريخ الجديدة التي اختبرتها كوريا الشمالية الأسبوع الماضي تهدف إلى مطابقة ترسانة كوريا الجنوبية المتوسعة بهدوء أو تجاوزها، وهي الاختبارات الأولى من هذا القبيل منذ اعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في شهر يناير الماضي أن بلاده يمكن أن تصغر الرؤوس الحربية النووية لتناسب الأسلحة التكتيكية، مما يؤكد على ذلك ويضع رهانات كبيرة لإدارة بايدن التي تدرس خيارات للحد من التوترات الكورية.

بالإضافة إلى ذلك، يرى المسؤولون الكوريون الجنوبيون أن تطوير الصواريخ الباليستية قصيرة المدى أكبر وأفضل وسيلة لتقليل اعتمادهم على الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنشر في الوقت الراهن حوالي 28500 جندي في كوريا الجنوبية.

وفي خطاب ألقاه العام الماضي، تفاخر وزير الدفاع الكوري الجنوبي جيونج كيونج دو بأن البلاد طورت صاروخ بمدى كاف وذو أكبر وزن حربي في العالم لحماية السلام في شبه الجزيرة الكورية، في إشارة لصاروخ Hyunmoo-4 الجديد الذي يصل مداه إلى 800 كيلومتر ويستطيع حمل رأس حربي وحمولة تصل إلى 2 طن.

كما وأشار المحللون إلى أنه لم يكن من قبيل المصادفة على الأرجح أن كوريا الشمالية قد قالت سابقاً أن أحدث الصواريخ الباليستية قصيرة المدى التي تمتلكها وقامت بتطويرها يمكن أن تحمل رأسا حربياً بحمولة تصل إلى 2.5 طن.

وفي بيان صدر صباح اليوم الثلاثاء، استشهدت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي والسياسية البارزة في البلاد، بخطاب جيونغ في الدفاع عن حق كوريا الشمالية في تطوير صواريخها الخاصة.

وقال جوشوا بولاك، الباحث في مركز جيمس مارتن لدراسات منع انتشار الأسلحة (CNS)، الذي شارك في كتابة تقرير العام الماضي، أنه يحذر من أن التطورات التقليدية قد ساعدت جهود تطوير الصواريخ الدقيقة في كلتا الكوريتين، الأمر الذي أدى إلى خلق مسار جديد لتصعيد الأزمة إلى حرب.

• أسلحة نووية تكتيكية؟

تقول كوريا الشمالية أن صواريخها المطورة والتكتيكية موجودة بغرض الدفاع عن النفس، واتهمت كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بتهديد سلامتها من خلال التدريبات العسكرية المشتركة وشراء الأسلحة والسياسات العدائية الأخرى.


الصواريخ البالستية الكورية الجنوبية

وفي مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في شهر يناير الماضي، أعلن كيم أن كوريا الشمالية قد راكمت تكنولوجيا "لتصغير وتخفيف وتوحيد" الأسلحة النووية مع الصواريخ التكتيكية.

كما وقال أحد مسؤولي المخابرات الكورية الجنوبية يوم أمس الاثنين، أن وكالة التجسس في الجنوب خلصت إلى أن أحدث الصواريخ الكورية الشمالية يمكن أن تحمل رؤوسا نووية، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كانت قد تم تركيبها من قبل أم لا.

بالإضافة إلى ذلك، قال ماركوس جارلاوسكاس، الزميل البارز في المجلس الأطلسي والضابط الاستخباراتي الوطني السابق في كوريا الشمالية: "حتى الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية قصيرة المدى يجب اعتبارها ذات قدرة نووية، وذلك بناء على كلمات كوريا الشمالية نفسها".

كما وقال ماركوس شيلر، خبير الصواريخ المقيم في أوروبا، أنه بمجرد إتقان إنتاج وتطوير هذه التكنولوجيا، يمكن أن تكون الرؤوس الحربية النووية أخف من الرؤوس التقليدية، مضيفاً: "إن الصاروخ لا يهتم ما إذا كان يحمل سلاحاً نووياً أو حمولة من مادة TNT المتفجرة أو حتى البيانو، فما يهم فقط هو الوزن الذي يحمله".

وقال جوزيف ديمبسي، الباحث الدفاعي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، أن أحدث صواريخ كوريا الشمالية أظهرت قدرة على الطيران على ارتفاع منخفض والمناورة الذكية قبل وقت قصير من الوصول إلى هدفها، مما يجعل من الصعب اكتشافها واعتراضها.

وأضاف: "إذا تم إدخال هذا النوع الجديد من الصواريخ البالستية قصيرة المدى في الميدان، فسوف يسمح ذلك لكوريا الشمالية بضرب أهداف محددة داخل كوريا الجنوبية بدقة عالية جدا وأعلى بكثير من الأسلحة التقليدية السابقة".

• السباق الصاروخي الكوري

في خطاب ألقاه يوم الجمعة حيث ناقش تجارب كوريا الشمالية، وصف الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن قدرة بلاده الصاروخية بأنها عالمية.

وبعد اختبار صاروخ Hyunmoo-4 الكوري الجنوبي خلال العام الماضي، أعلنت كوريا الجنوبية أنها ستنتج نوعاً آخر من الصواريخ الأرضية المصممة لتدمير قواعد المدفعية تحت الأرضية.

وقالت ميليسا هانهام، نائبة مدير الشبكة النووية المفتوحة: "يبدو أن هذه الاختبارات الأخيرة الكورية الشمالية تخبر الكوريين الجنوبيين بأن لديهم قدرة مساوية أو صواريخ يمكنها أن تحل محل صواريخ Hyunmoo-4 الحديثة الخاصة بهم".

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن تجري سيول في أقرب وقت من العام الجاري اختبارا تحت الماء لأول صاروخ باليستي يتم إطلاقه من الغواصات (SLBM)، والذي سيتم تصميمه استناداً إلى صاروخ Hyunmoo-2B الذي يبلغ مداه 500 كيلومتر والمسلح برأس حربي تقليدي، والذي يحتمل أن يبلغ وزنه 3000 طن.

كما وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن غواصات KSS III الكورية الجنوبية هي التي ستطلق هذا الصاروخ المهول القادم.

كما ورفضت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية تأكيد وضع أسلحة معينة، مشيرة إلى مخاوف أمنية، لكنها قالت: "إن جيشنا قد نجح في بناء قدرة دفاعية عالية قادرة على مواجهة صواريخ كوريا الشمالية قصيرة المدى، وإننا نخطط لتطويرها أكثر وأكثر".

وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن لمثل هذه الصواريخ أن تعزز استراتيجيتين رئيسيتين لكوريا الجنوبية، أولها هي استراتيجية "الرد الساحق"، التي تهدف إلى الكشف عن الهجمات المخطط لها من قبل كوريا الشمالية وتدمير منشآتها النووية وصواريخها ومدفعيتها بعيدة المدى بشكل استباقي، أما الثانية فهي استراتيجية "ضربة الهدف الاستراتيجي"، وهي هجوم مضاد يشمل القضاء على القيادة الكورية الشمالية.

المصدر: صحيفة ستريت تايمز