انطلاق رحلة فضائية مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية تكريما لرائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين

علوم

تكريما لرائد الفضاء يوري غاغارين.. انطلاق رحلة فضائية مأهولة إلى محطة الفضاء الدولية

9 نيسان 2021 13:11

انطلق طاقم مكون من ثلاثة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية صباح اليوم الجمعة في كبسولة سيوز تكريما للذكرى الستين لرائد الفضاء السوفيتي يوري غاغارين، الذي يعتبر أول شخص يصل إلى الفضاء.


وأظهرت لقطات بثتها قناة وكالة ناسا الفضائية، رواد فضاء وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" أوليج نوفيتسكي وبيوتر دوبروف، ورائد فضاء وكالة ناسا الأمريكي مارك فاندي هاي وهم ينطلقون من قاعدة بايكونور الروسية في كازاخستان في تمام الساعة 07:42 بتوقيت جرينتش.

وتجدر الإشارة إلى أن التذكارات التي تصف إنجازات غاغارين موجودة في كل مكان في قاعدة بايكانور الفضائية الروسية التي تقع في كازخستان، حيث كان يستعد نوفيتسكي ودوبروف وفاندي هي لمهمتهم التي ستستغرق نصف عام على متن المختبر المداري.

وتم تسمية مركبة الفضاء التي أقلع فيها رواد الفضاء الثلاثة، من طراز Soyuz MS-18، باسم رائد الفضاء الأسطوري غاغارين، كما وأضيفت صورته إلى شكلها الخارجي.

كما وظهرت صور غاغارين أكثر من مرة خلال المؤتمر الصحفي التقليدي الذي عقد قبل الرحلة يوم أمس الخميس، حيث سئل رواد الفضاء عن كيفية تخطيطهم للاحتفال بالذكرى السنوية يوم الاثنين في الفضاء.

وقال دوبروف، البالغ من العمر 43 عام، والذي سينطلق إلى الفضاء لأول مرة: "سنحتفل بها معاً، وسنعمل بجد!".

وتجدر الإشارة إلى أنه يتم الاحتفال بذكرى رحلة غاغارين الفضائية التاريخية التي قام بها بتاريخ 12 أبريل 1961 سنويا في روسيا، ويعرف هذا اليوم باسم "يوم رواد الفضاء".

وكانت مهمة غاغارين بمثابة انفجار دعائي للاتحاد السوفيتي وانتصار كبير في سباق الفضاء مع الغرب، والذي أصبح أحد أكثر الحبكات الفرعية إثارة في الحرب الباردة.

• برنامج اكتشاف الفضاء يمر بأوقات صعبة:

تأتي هذه الذكرى في وقت تمر فيه صناعة الفضاء الروسية بظروف صعبة، والتي عانت من عدد من الانتكاسات في الآونة الأخيرة، بداية من فضائح الفساد في الصناعة ووصولاً إلى الإقلاع الفاشل لمهمة مأهولة في عام 2018.

ولعل الأهم من ذلك هو أن وكالة الفضاء الروسية "روسكوزموس" والمحطة الفضائية بايكونور قد فقدت خلال العام الماضي احتكارهما لإطلاق صواريخ ورحلات محطة الفضاء الدولية المأهولة، حيث نقلت الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام من شركة سبيس إكس المملوكة لقطب الأعمال الأمريكي إيلون ماسك رواد الفضاء من وكالة ناسا إلى المحطة الدولية من الأراضي الأمريكية للمرة الأولى في التاريخ.

وفي الحقيقة، تسبب ظهور المنافسين التجاريين لوكالة روسكوزموس مشاكل مالية، فقد دفعت كانت وكالة ناسا تدفع لها عشرات الملايين من الدولارات مقابل كل مقعد لرواد الفضاء الأمريكيين المرسلين إلى محطة الفضاء الدولية.

ولكن على أي حال، لا يزال مسؤولو صناعة الفضاء الروس يتحدثون عن مشاريع جديدة، بما في ذلك إعادة عينات من كوكب الزهرة إلى الأرض وإنشاء صاروخ قادر على القيام بمائة رحلة ذهابا وإيابا إلى الفضاء.

ومع ذلك، انخفضت ميزانية صناعة الفضاء عاما بعد عام حيث أعطى الرئيس فلاديمير بوتين الأولوية لزيادة الإنفاق العسكري.

والجدير بالذكر أن صناعة الفضاء قد أثبتت أنها مجال نادر للتعاون بين روسيا والغرب، وسط التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين قطبي الكوكب. لكن مشروع محطة الفضاء الدولية، الذي بدأ عام 2000، من المتوقع أن يتقاعد قبل نهاية العقد الجاري.

وعلى الرغم من الحديث عن توجه وكالة ناسا ووكالة روسكوزموس في اتجاهات مختلفة مع اقتراب نهاية خدمة المحطة الفضائية الدولية، فقد شدد العاملين في الوكالتين على أهمية الحفاظ على العلاقات الجيدة من أجل استمرار التقدم العلمي في مجال استكشاف الفضاء.

كما وقال فاندي هي، الذي سخر من قصة شعره التي حصل عليها أثناء الحجر الصحي قبل رحلته الفضائية الثانية: "عندما بدأنا لأول مرة، كنا نتنافس مع بعضنا البعض وكان هذا أحد أسباب نجاحنا في بداية رحلة الإنسان إلى الفضاء. ومع مرور الوقت أدركنا أنه يمكننا تحقيق المزيد عبر العمل معا، وآمل أن يستمر ذلك في المستقبل".

المصدر: مجلة الفيزياء الادولية