علاقة السمنة بغزارة الدورة شهرية وضعف إصلاح بطانة الرحم

علوم

دراسة جديدة: السمنة تسبب غزارة الدورة شهرية وضعف إصلاح بطانة الرحم

9 نيسان 2021 13:45

أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة علم الغدد الصماء أن السمنة مرتبطة بغزارة الدورة الشهرية والتي قد تكون ناجمة عن ضعف وتأخر إصلاح بطانة الرحم.


وباستخدام نهج مشترك لتقييم كل من النساء والفئران، اكتشف الباحثين وجود ارتباط بين زيادة وزن الجسم وزيادة فقدان دم الحيض الذي قد ينتج عن زيادة الالتهاب في بطانة الرحم، مما يؤدي إلى تأخير إصلاحه.

وعلى الرغم من أن الدراسة لم تفحص ما إذا كان فقدان الوزن أو الأدوية المضادة للالتهابات مفيدا في علاج النساء المصابات بالسمنة وغزارة الدورة الشهرية، إلا أن هذه الخطوة تعتبر مهمة لتطوير علاجات أكثر نجاحا للنساء اللواتي يعانين من دورات شهرية غزيرة، والتي يمكن أن تكون مؤلمة ومنهكة.

علاقة السمنة بغزارة الدورة شهرية وضعف إصلاح بطانة الرحم

تجدر الإشارة إلى أن غزارة الدورة الشهرية، والتي تعرف أيضا باسم "نزيف الحيض الغزير" على ما يصل إلى واحدة من كل 3 نساء في مرحلة ما من حياتهن الإنجابية، وعلى الرغم من أنه أمر شائع ومنهك للغاية، فإن أسبابه لم تكن محددة بشكل جيد.

حيث يمكن أن تكون الدورات الشهرية غزيرة ومنهكة للغاية بحيث لا تتمكن النساء من الخروج دون حدوث تسرب من خلال فوطة الدورة الشهرية وقد تتطلب بعض الحالات القصوى حصولهم على نقل الدم أيضاً.

كما ويمكن أن يؤدي نزيف الحيض الغزير إلى مزيد من التغيب عن العمل أو المدرسة، وزيادة العبء المالي من شراء المزيد من منتجات الدورة الشهرية وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية العادية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون لنزيف الدورة الشهرية آثار سلبية بعيدة المدى على نوعية الحياة للمصابين به، كما أن عدد النساء المصابات بالسمنة في سن الإنجاب آخذ في الازدياد في جميع أنحاء العالم، حيث وصلت المستويات في إنجلترا إلى 33٪ خلال عام 2019.

والجدير بالذكر أن اضطرابات الدورة الشهرية شائعة ولكنها لا تخضع لأبحاث كافية للأسف، في حين يعد فهم كيفية تأثير السمنة على فقدان الدم أثناء الدورة الشهرية خطوة مهمة نحو تحسين الوقاية والعلاج من الدورات الشهرية الغزيرة.

وفي هذه الدراسة، فحصت الدكتورة جاكلين مايبين وزملاؤها في مركز MRC للصحة الإنجابية بجامعة ادنبره، كيف يمكن لمؤشر كتلة الجسم أن يؤثر على وظيفة الرحم أثناء فترات الحيض لدى النساء، وكذلك لدى إناث الفئران.

وقام الباحثون بقياس مؤشر كتلة الجسم ومدى فقدان الدم أثناء الدورة الشهرية لـ 121 امرأة لديهن دورات شهرية منتظمة، واللواتي كن يترددن على عيادات أمراض النساء ولا يتناولن أي أدوية هرمونية.

وتم العثور على ارتباط ضعيف ولكن ذو دلالة إحصائية بين زيادة مؤشر كتلة الجسم وزيادة فقدان الدم في الدورة الشهرية.

ونظراً لأن العديد من العوامل الأخرى لدى النساء قد تؤثر أيضا على فقدان دم الحيض، فقد تم تمديد الدراسة لتشمل إناث الفئران المخبرية أيضاً، والتي يمكن أن تكون تلك المتغيرات المتضاربة لديها محدودة بشكل أكبر مقارنة بالنساء.

وخلال الدراسة، تم تغذية إناث الفئران بنظام غذائي عادي أو نظام غذائي عالي الدهون قبل محاكاة الدورة الشهرية.

وكان لدى الفئران التي تتبع نظاماً غذائياً عالي الدهون وزن جسم أعلى بكثير من تلك التي تتبع نظاما غذائيا عادية. وبعد التخلص من بطانة الرحم، أظهرت الفئران التي تتبع نظاما غذائيا عالي الدهون تأخرا في إصلاح بطانة الرحم المتبقية مقارنة بالفئران التي تتبع نظاما غذائيا عادياً.

وأشار الفحص الإضافي لأنسجة الرحم المأخوذة من إناث الفئران إلى أن عوامل الالتهاب كانت أعلى أيضا في الفئران ذات الوزن الأكبر.

وقالت الدكتورة مايبين تعليقاً على نتائج الدراسة: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن النساء المصابات بالسمنة قد يعانين من دورات شهرية أكثر غزارة بسبب زيادة الالتهاب الموضعي وتأخر إصلاح بطانة الرحم. كما وسيكون من المثير للاهتمام حقا التحقيق في الأسباب الكامنة وراء ذلك لتعزيز فهمنا لوظيفة الرحم في ظل الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن وتطوير علاجات أكثر فعالية وقائمة على الأدلة العلمية".

وتجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسة تشير إلى أن فقدان الوزن وتناول الأدوية المضادة للالتهابات قد تكون تدخلات مفيدة لعلاج الدورات الشهرية الغزيرة لدى النساء المصابات بالسمنة.

ومع ذلك، فقد تم إجراء هذه الدراسة على عدد صغير من النساء اللواتي يعانين من دورات شهرية منتظمة، واللواتي كن يترددن على عيادات أمراض النساء ولا يمثلن عموم السكان، مما يعني أن هناك حاجة لإجراء دراسات إضافية وأكبر لتأكيد هذه النتائج.

المصدر: مجلة Eurekalert