منظمة الصحة العالمية

علوم

منظمة الصحة العالمية تحذر من خط إنتاج المضادات الحيوية: لا يوفر سوى القليل من الأمل

15 نيسان 2021 15:31

يحتوي خط إنتاج وتطوير المضادات الحيوية الجديدة على القليل من الأدوية والعقاقير الطبية التي يمكن أن تساعد في مواجهة الجائحة الصامتة المتمثلة في الجراثيم والبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.


وحذرت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة من أن أيا من المضادات الحيوية الـ 43 الخاضعة للتطوير الإكلينيكي في الوقت الراهن تعالج المقاومة الجرثومية المتزايدة للأدوية بشكل كافي في أخطر 13 مسبب للأمراض في العالم، في حين أن خط إنتاج المضادات الحيوية "شبه ثابت".

مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس

والجدير بالذكر أن تهديد هذه الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية تزداد بشكل كبير، حيث أنه من المتوقع أن تقتل 10 ملايين شخص حول العالم بحلول عام 2050، وذلك في حال استمرت بالانتشار بمعدلاتها الحالية. مما يعني أن المضادات الحيوية والعلاجات التي نعتمد عليها لقتل العدوى لن تعمل بمرور الوقت، وأن هناك حاجة إلى تطوير علاجات جديدة.

وحتى الآن، كان الشعور بالعواقب أشد وطأة في ظل شح الموارد وقلة توافرها بين الفئات الضعيفة.

وبالفعل، فإن الجراثيم الخارقة القادرة على تحمل العقاقير الطبية تقتل ما يقرب من 700 ألف شخص سنوياً، بينما يموت حوالي 30 % من الأطفال حديثي الولادة بسبب الالتهابات البكتيرية التي تقاوم الخط الأول من المضادات الحيوية الدفاعية.

في حين حذر تقرير منظمة الصحة العالمية المكون من 76 صفحة، والذي هو عبارة عن تحليل لحالة تطور المضادات الحيوية اعتبارا من عام 2020 من أنه على الرغم من الوعي المتزايد بخطر مقاومة مضادات الميكروبات، فإن أكثر من 80 % من الأدوية المعتمدة منذ عام 2017 تعتبر مضادات حيوية مستخدمة بالفعل، ولا تعمل بشكل جيد مع الجراثيم والميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية.

كما وكتب مؤلفي التقرير: " لا يقتصر الأمر على أن الأدوية الجديدة لها فوائد سريرية إضافية محدودة على العلاجات الحالية فحسب، بل وأن مسببات الأمراض المقاومة لها قد أصبحت منتشرة بالفعل، مما يعني أن احتمال ظهور مقاومة لهذه الأدوية المعتمدة حديثا أمر مرجح أيضاً".

بالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير أيضاً إلى أن هناك 27 منتجا غير تقليدي من المضادات الحيوية، بما في ذلك العلاجات القائمة على الأجسام المضادة والعلاجات التي تدعم الاستجابة المناعية للمريض وتضعف تأثير البكتيريا، ولكن من المتوقع وصول جزء صغير منها إلى السوق للأسف.

وعلى الرغم من الحاجة الماسة إلى أدوية جديدة، تراجعت العديد من شركات الأدوية عن طرحها للسوق لأن المضادات الحيوية لا ينظر إليها على أنها منتج مربح بالنسبة لها.

كما وقال الدكتور بيتر باير، رئيس قسم التنسيق العالمي لمقاومة الميكروبات المقاومة للأدوية والمضادات الحيوية بمنظمة الصحة العالمية، أنه على الرغم من أن التوقعات أكثر إيجابية بقليل مما كانت عليه في عام 2019، إلا أنه قلق بشأن قلة المضادات الحيوية الموجودة حالية في طور التطوير.

وأضاف باير لصحيفة التليغراف: "يمكن مقارنة الأمر بالسرطان، حيث أنه لدينا الآن حرفيا آلاف المنتجات قيد التطوير. وبالنظر إلى متوسط معدلات التقدم ومدة التطوير، يمكن أن يؤدي خط الإنتاج الحالي إلى الموافقة على ثمانية مضادات حيوية جديدة أخرى خلال السنوات الخمس المقبلة. وذلك لأن سوق تطوير المضادات الحيوية معطوب حالياً، ويحتاج إلى أن يصبح أكثر جاذبية لتشجيع المزيد من الحلول المبتكرة".

وأضاف: "لقد انسحبت معظم شركات الأدوية الكبرى من هذا المجال بالفعل، وبالنسبة للابتكار فإن الوضع المثالي هو أن يتعامل العديد من العلماء مع التحدي في نفس الوقت. ولكن إذا ما أصبح سوق المضادات الحيوية أكثر جاذبية، فمن الطبيعي أن نرى المزيد من الاستثمار الخاص فيه ".

تجدر الإشارة إلى أن العديد من الخبراء قد أكدوا لسنوات عديد أن نماذج التمويل الجديدة وضخ الاستثمارات تعتبر أمورا ضرورية لتعزيز الاستثمار في تطوير المضادات الحيوية، ويشير التقرير إلى إحراز تقدم في هذا الأمر خلال السنوات الأخيرة.

كما وقال هايلييسوس غيتاهون، مدير التنسيق العالمي لمقاومة مسببات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية والأدوية في منظمة الصحة العالمية: "يجب اغتنام الفرص الناشئة عن جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد لإبراز احتياجاتنا إلى الاستثمارات المستدامة في البحث تطوير المضادات الحيوية الجديدة والفعالة".

المصدر: صحيفة التلغراف