عقار الميتفورمين يظهر نتائج واعدة في محاربة السرطان

علوم

عقار الميتفورمين يظهر نتائج واعدة في محاربة السرطان

16 نيسان 2021 20:53

يأخذ ملايين الأشخاص حول العالم عقار الميتفورمين للمساعدة في السيطرة على مرض السكري لديهم. في حين اكتشفت الدراسات أن هذا الدواء قد يعالج أيضا حالات أخرى، فإن سلفه يمكن أن يكون مفتاح مكافحة السرطان.

توصلت دراسة جديدة إلى أن عقاراً قديماً لمرض السكري، والذي يعرف باسم الفينفورمين، يعزز أنشطة مكافحة السرطان في الجسم بشكل أقوى من الميتفورمين.

ويقول باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام أن الجمع بين العقار البالغ من العمر 70 عام والعلاجات المناعية الحالية يظهر نتائج واعدة في خلق علاج جديد مضاد للسرطان.

عقار الميتفورمين

وتوصل الباحثين إلى هذه النتائج من خلال دراسة كيفية عمل كل من الفينفورمين والميتفورمين جنباً إلى جنب مع مثبطات نقاط التفتيش المناعية، والتي تمكن الخلايا التائية من مهاجمة الخلايا السرطانية وقتلها.

ويجد البعض هذه النتائج مفاجئة، خاصة وأن الأطباء توقفوا عن استخدام الفينفورمين لعلاج مرض السكري منذ 50 عام.

• لماذا توقف الأطباء عن وصف عقار الفينفورمين لمرضى السكري؟

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام عقار الميتفورمين لأول مرة عام 1995، وقد أصبح الآن العلاج الأكثر شيوعاً لمرض السكري في أمريكا، كما أن أكثر من 100 مليون شخص يتناولون هذا الدواء في جميع أنحاء العالم.

والجدير بالذكر أنه قد تم إنشاء عقار الميتفورمين، كان عقار الفينفورمين هو العلاج المفضل لمرضى السكري، بدءاً من خمسينيات القرن الماضي.

ومع ذلك، بحلول أواخر سبعينيات القرن الماضي، سحب المسؤولون الدواء من الاستخدام بسبب خطر إصابة المرضى بالحماض اللبني، وهي حالة صحية خطيرة يحتمل أن يعاني فيها المرضى من تراكم حمض اللاكتيك في دمائهم، والذي يمكن أن يخل بتوازن درجة الحموضة في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث ارتباك واصفرار الجلد، وصعوبة في التنفس.

كما وتجدر الإشارة إلى أن العقارين عبارة عن أدوية بيجوانيدات، وهي فئة من العقاقير المضادة لمرض السكري التي تنشأ من مركبات مأخوذة من زهور الليلك الفرنسي. وحتى في العصور الوسطى، كان المعالجون على دراية بخصائص هذا النبات الخافضة لسكر الدم.

على مدى العقد الماضي، اكتشف باحثو مستشفى ماساتشوستس العام أن كل من عقاري الفينفورمين و الميتفورمين لهما خصائص مضادة للأورام السرطانية.

والآن، أخذ عقار الفينفورمين زمام المبادرة في تلك التجارب ويحفز الجهود لإعادة توظيف الدواء كعلاج لمرض السرطان.

كما ويقول كبير المؤلفين القائمين على الدراسة، الدكتور بن زينج: "في حين أن نتائج الدراسات السريرية المختلفة لعقار الميتفورمين على مرضى السرطان كانت مخيبة للآمال، إلا أن الأبحاث التي أجريناها في مختبرنا وغيرها تشير إلى أن عقار الفينفورمين قد يكون له إمكانات أكبر، لا سيما إذا ما تم استخدامه جنبا إلى جنب مع العلاجات المناعية. حيث أننا وجدنا أن استخدام عقار الفينفورمين، وليس الميتفورمين، يعزز فعالية مثبطات نقاط التفتيش المناعية في قمع تكاثر خلايا سرطان الجلد المتحولة ونمو الورم السرطاني الذي تحركه مثبطات نقاط التفتيش المناعية في النماذج الحيوانية".

وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين يقولون إن طفرات مثبطات نقاط التفتيش المناعية هي تغيرات تحدث في الحمض النووي، وهي شائعة الحدوث في حوالي نصف الأورام الميلانينية (سرطانات الجلد).

• الانتقال إلى المرحلة الأولى من التجارب:

تشارك مستشفى ماساتشوستس العام الآن مع مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان لإطلاق تجربة سريرية لتجربة هذا العلاج الجديد للسرطان.

وسيقوم الباحثون بتقييم مدى استجابة مرضى سرطان الجلد الذي يحتوي على طفرات مثبطات نقاط التفتيش المناعية لعقار الفينفورمين جنبا إلى جنب مع عقاري الدابرافينيب والتراميتينيب.

وقال الدكتور زينج: "إذا تم تأكيد سلامة استخدام عقار الفينفورمين في هذه التجربة، فيمكن استكشاف استخدام عقار الفينفورمين مع العلاجات المناعية المستهدفة مثل مضادات الأجسام المضادة المبرمجة لموت الخلايا 1، والتي تحفز المناعة المضادة للأورام السرطانية لدى المرضى الذين يعانون من أنواع مختلفة من الأورام الصلبة".

بالإضافة إلى ذلك، اكتشفت دراسة سابقة نتائج سريرية أفضل بين المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة الذين تلقوا مزيجا من عقار الميتفورمين والعلاج المناعي مقارنة بالمرضى الذين يتناولون مثبطات نقاط التفتيش المناعية وحدها.

المصدر: موقع Study Finds